كفاية يا حكام العراق تقتلون الوطن. .. أما شبعتم .. حراماً….؟

آخر تحديث 2018-10-23 00:00:00 - المصدر: شبكة اخبار العراق

بقلم:عبد الجبار العبيدي

قال لي صديق عزيز: قالت لي أمي وانا صغير.. لم أدخل المدرسة الابتدائية بعد..وَلدي العزيز كن مكتفياً بما اراده الله لك..وسيعطيك الكثير..؟ . لكن وصيتي لك ان تعطي حين تشبع، ولا تتكالب على النعمة وخاصة اذا كانت ليست لك…فالعين لا تشبع من النظر..والأذن لا تشبع من السمع ..فخذ منهما ولاتدعهما تتشاحن ، وتتطاحن حتى لا تكون غير قانع او غير راضٍٍ بما اعطاك الله فيه..فهل كل الذي سرقوه ممن حكموا الوطن بعد 2003 من المال العام أقتنعوا وشبعوا فتوقفوا…؟

لا تتذمر ولدي لتطلب المزيد من المال والجاه والذهب ، لتكونَ ثروة طائلة تباهي بها الاخرون..لماذا لأن كلما زادت ثروتك من المال الحرام ،زادت محبتك للمال أكثر حتى يسودك شعور صعب ..هو احساسك بأنك لا زلت فقيراً..؟

هنا تبدأ حياة الشقاء والتعاسة التي تلفك ولم تعد انسانا يشعر بأنسانية الانسان..أنظر الى الحيوان في معلفه يأكل كل ما يقدم اليه لكنه يرنو للأكثر..فاذا ما سمن وكبر يقترب من سكين القصاب ليُقتل..هو الانسان نفسه كلما طلب الأكثر والأكثرحراماً وسمن بمالٍ ليس له فيه حق …يُقتل.؟.

المؤمن بالحقيقة هو الذي تعلم ان يكون مكتفياً بما هو فيه والاستزادة تأتيه من جهدٍ او صدقٍ بلا تتعدي على حقوق الاخرين..هذا هو سر سعادة المؤمن في الزمن… من حياة العظماء وسرهم …تستطيع بنفسك ان تكتشف سر الحياة عندهم ، ولماذا عاشوا عظماء..العلماء

2

المخلصون ، واصحاب الفكر من المبتكرين المخلصين الذين جاءهم الرزق من حيث لا يشعرون..تراهم في حياتهم يوظفون ما كسبوا للأخرين ( جائزة نوبل مثالا) .

سئل الامام علي (ع) يوما في مجلس الكوفة : يا ابا الحسن ألم تكن أنت خليفة المسلمين .. فلماذا سر حياتك الأكتفاء ..؟ فقال : أني تعلمت ان أكون مكتفياً بما أنا فيه من أبن عمي رسول الله..اعرف كيف أنصف ، وأعرف كيف أستفضل في كل شيء..لأني قد تدربت ان أشبع وان اجوع..نعم هذا سر حياة الأكتفاء للمخلصين ..اذا عرفها الانسان لن يعتدي على مال او حياة الأخرين.فهل قرأ حكام الشيعة في العراق اليوم نهج البلاغة..لا أظن..؟

عزيزي المواطن ،والحاكم معاً :

لتكن سيرتكم خالية من محبة المال الحرام..كونوا مكتفين بما عندكم.. قال الامام الأعظم ابو حنيفة النعمان :” لا أهملك .. ولا أتركك”ويقصد المال ..كن معه معتدلا، لا شرها ، لأن المال لايدوم..ويعجز عن ان يهبنا الصحة والسعادة او أن يُنجينا من موت محقق..فالمعتدل يكون عند الله له قدر، يَقدر ان ينجيه من كل شيء …بقدر.أهمها يا عبد المهدي وأخترق الصعاب فالوطن اليوم في محنة الجهالة..

سؤال اطرحه على المسئولين الذين نسوا الله والوطن والمواطن..وأوغلوا في جريمة السلطة والمال .. لماذا تفني حياتك وتضحي بالمبادىء..؟من اجل المال الذي به لتحقيق رغبة حيوانية حقيرة .. فتكون مكروها عند الاخرين …مُلاماً عند رب العالمين ؟..هل ستُخلد في الأرض..؟ أم ان الثروة ستنتقل معك الى العالم الأخر؟.

.هل رأيت ما حل بأهل المال الحرام من الحكام اليوم في بلدك من الاموات..؟ماتوا نادمين محتقرين .شيعوا بتوابيتهم بلا جثامين ..ودفنوا ليلا خوفا من الصالحين . ..وهل تعلم ما سيحلُ بألأحياء اليوم وهم محاصرون يحرم عليهم لقاء الاحبة والناس..والمشي في أرصفة الشوارع ..والجلوس في مقاهي الآدميين ؟ أنهم فقراء مال وجاه..أنت أفضل منهم بكثير..

يا للعجب ان الثروة الطائلة المجموعة بالمال الحرام اليوم ستكون سببا في زيادة آلامهم في ساعة الأحتضار والموت..شاهدهم بعينك اخي المواطن اليوم كيف سيعترفون الواحد على الاخر بعد الاستفتاء الناقص الحرام …واعترافاتهم ليس منهم بل ستكون..بقدر…يقول الحق :” يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يفعلون،النور24 “.ففي ساعة الموت يفكرجامع المال بالباطل .. بأثنين لا ثالث لهما ..الندم على الخطأ…ولمن يترك الثروة من بعده..هنا وخز الضميربجمع المال وخاصة اذا كان حراما جاء من اغتصاب مال الناس في وطن..

يقول الخليفة عمر بن الخطاب (رض) :”ايها الناس المال مالكم وليس لي فيه من نصيب ..الا ما استحقه حلالاً..”.

أنظر للمتقين – اخي المواطن- الذين عاشوا بقناعة المنطق فكسبوا تجارة عظيمة الرضى من الله والشعور به من النفس..فكم كان مرتاحا بحياته وموته..قال معاوية وهو يحتضر : ايها الناس لا تسرقوا اموال الناس فالندم على فراش الموت لا ينفع النادمين.

4

اغنياء الباطل يسقطون في جريمة الشهوات وعطب الهلاك..لأن محبة المال بغرور… أصل لكل الشرور ،الذي اذا تأصل في الانسان ينسيه ضوء الآيمان وقلة الحياء….

ليت المنهج المدرسي اليوم يعلمنا كيف نكتفي بما نحن فيه..وليتنا نختار كلمات الصالحين فنتمسك بها ،ونتوثق بها ، لنهتدي..هكذا علمني التاريخ…؟

ويا ليتني .. وانا المتعلم ان تعلمت بقدر.. ما قالته لي المرحومة والدة صديقي العزيز.. وهو لم يكن الا صغيرا..