متابعة/.. ترك لنا الإنسان الأول وراءه الكثير من الآثار التي تخبرنا كيف عاش أقدم أجداد على الأرض، وعلى الرغم من ملايين السنين التي تفصلنا عن هؤلاء الأجداد؛ إلا أنهم في بعض الجوانب لم يختلفوا عنّا كثيرًا، ومواطن اختلافهم كانت لعدم توافر نفس المعطيات التكنولوجية التي نتمتع بها الآن. في هذا التقرير نقدم لكم خمسًا من المعلومات المثيرة للاهتمام عن جنس ما قبل التاريخ. فما الفارق بيننا وبين الإنسان الأول فيما يخص الجنس.
1- هل صنع الإنسان الأول المواد الإباحية؟
صناعة المواد الإباحية في وقتنا الحالي؛ من أكثر الصناعات ازدهارًا، وتتجلى في العديد من الأشكال الفنية سواء بالرسم وحتى صناعة الأفلام، ولكن هل بدأت تلك الصناعة حديثًا مع التطور التكنولوجي وثورة المعلومات، أم أن الرغبة البشرية في صناعة هذا النوع من المحتوى هي نزعة مارسها منذ بداية التاريخ؟
في عام 2008 اكتشف علماء الآثار في أحد المناطق الأثرية في جنوب ألمانيا؛ تمثالًا حجريًّا طوله ستة سنتيمترات، يجسد امرأة ممتلئة الجسد وأطلق عليه علماء الآثار اسم تمثال فينوس العصر الحجري، ولكن فيما بعد طُرحت نظريات عن احتمالية أن يكون هذا التمثال أحد المواد الإباحية التي صنعها الإنسان الأول.
أكد تلك النظرية أستاذ علم الآثار والحفريات بول ميلارس من جامعة كامبريدج موضحًا أن: «الشكل الصريح والسافر» -على حد قوله– لهذا التمثال؛ أبرز الخصائص الجنسية وكأنها المعنية من تصميم التمثال وليس التجسيد البشري بشكل عام؛ وهو ما يؤكد –من وجهة نظر بول- أن هذا التمثال يعتبر مادة إباحية من عصور ما قبل التاريخ وليس مجرد تمثال حجري عادي، وقد وافقه هذا الرأي أستاذ علم الآثار نيكولاس كونراد من جامعة توبنجن شارحًا أن تجسيد الصدر المتضخم، والأعضاء التناسلية البارزة في التمثال هي دليل على رغبة الإنسان الأول في جعل هذا التمثيل رمزًا إباحيًا.
2- الإنسان الأول مارس الجنس مع الحيوان
أحيانًا ما نقرأ أو نسمع عن وقائع تخص ممارسة الإنسان الجنس مع الحيوان؛ تلك الظاهرة التي أطلق عليها علماء النفس الـ«Zoophilia»، وحاول علم النفس دراسة تلك الظاهرة ليجيب عن سؤال مهم وهو: ما هي الدوافع النفسية التي تسيطر على الإنسان وتدفعه لممارسة الجنس مع الحيوان وتعريض حياته وصحته للخطر؟
وبغض النظر عن الدوافع النفسية التي درسها علماء النفس، فما أكده علماء الأنثروبيولوجي، هو أن تلك العادة مارسها بعض البشر منذ عصور ما قبل التاريخ.
في كتاب له بعنوان «Bestiality and Zoophilia: Sexual Relations with Animals»؛ ذكر أنتوني بودبيرسك أستاذ الأنثروبولوجي بجامعة سيدني؛ دلائل على انخراط الإنسان في عصور ما قبل التاريخ في علاقات جنسية مع الحيوانات، وتجلى هذا في بعض المشاهد على جدران بعض الكهوف.
وأكد -أنتوني- في كتابه قائلًا: «لا شك أن أسلافنا في عصور ما قبل التاريخ مارسوا الجنس مع الحيوانات بشكل دوري ومتكرر» واستشهد برسومات وجدت في أحد كهوف في فرنسا عمرها يزيد عن 25 ألف عام تجسد نشاطات جنسية بين إنسان ولبؤة.
3- الاستمناء للرجال والنساء في عصور قبل التاريخ
بأحد المعابد التي اكتشفت في جزيرة مالطا، والذي يعود إنشاؤه إلى عصور ما قبل التاريخ؛ وجد علماء الآثار تمثالًا حجريًا لامرأة تقف وهي ضامّة فخذيها وتضع يدًا واحد بين فخذيها بينما اليد الأخرى موضوعة خلف رأسها وهي مستلقية، ونظرًا لجسد التمثال الممتلئ؛ جاء التفسير الأول لهذا التمثال على كونه تجسيدًا للمرأة الحامل في العصور الحجرية، ولكن جاءت بعض الآراء المخالفة؛ لتعرض نظرية مثيرة للاهتمام عن الجنس في عصور ما قبل التاريخ.
في مقال له بصحيفة «الإندبندت» البريطانية وّضح عالم الآثار تيموثي تايلور أن هذا التمثال يجسد الاستمناء، مؤكدًا أن هذا التمثال يعتبر دليلًا أثريًا على ممارسة الإنسان الأول وخاصة نساء ما قبل التاريخ لعادة الاستمناء بل والاحتفاء بها أيضًا، وأنهم كانوا منفتحين على تلك العادة للدرجة التي دفعتهم لنحت تمثال يجسد ممارستها، وقد أكد تيموثي أن التمثال ليس له علاقة بتجسيد عملية الولادة، مؤكدًا أن في تلك الحالة يجب أن تكون البطن أكثر انتفاخًا، ولكن هذا التمثال –كما وضح- هو لأنثى ممتلئة الجسد وليست حاملًا.
4- القتل لتحديد النسل
تحديد النسل ووسائل منع الحمل التي نعرفها الآن من حبوب وواقيات ذكرية، لم يكن لها وجود لدى الإنسان الأول، وقد تظن أن في عصور ما قبل التاريخ لم يهتموا بتحديد النسل نظرًا لعدم تطور الحياة حولهم، ولكن الظروف البدائية التي عاش فيها إنسان ما قبل التاريخ، من تنقل مستمر ومجهود مبذول في الصيد وتوفير الطعام؛ فرض عليه أن يتنقل في جماعات صغيرة العدد؛ لتسهيل عملية التنقل، ولذلك المواليد الكثيرة لم تكن على قائمة رغباتهم.
يؤكد المؤرخ الألماني سفيند هانسن أن الإنسان في عصور ما قبل التاريخ كان يتنقل في مجموعات تترواح ما بين 15 إلى 30 فردًا؛ بغرض الصيد وجمع الأكل، ولأن وسائل منع الحمل المتطورة لم تصل إليه؛ فلجأ للطرق الوحشية حتى يحدد نسل جماعته والتي تمثلت في إجهاض الحامل بالعنف، وقتل الأطفال في مهدهم، ويوضح سفيند أنه رغم فظاعتها؛ فإن هذه الممارسات البدائية والوحشية حافظت على استقرار مستويات السكان لعدة قرون.
5- الجنس أهم للمرأة في عصور ما قبل التاريخ
يُشاع عن الرجال في عصورنا الحديثة علاقتهم المتعددة بالنساء، ومعظم النكات والأعمال الدرامية تلمح لفكرة الرجل ذي العلاقات النسائية المتعددة، ومع إتاحة تعدد الزوجات في العديد من الثقافات؛ أصبح زواج الرجل بأكثر من امرأة واحدة ليس مرفوضًا أو مزعجًا سوى لصاحبة الشأن، ولكن في عصور ما قبل التاريخ كان الأمر مختلفًا تمامًا.
يؤكد كريستوفر ريان مؤلف كتاب «Sex at Dawn: The Prehistoric Origins of Modern Sexuality»؛ أن فكرة الأنساب ظهرت في العصور الحديثة حينما أراد الإنسان توريث أرضه وممتلكاته لأبنائه، ولكن في عصور ما قبل التاريخ كان الإنسان عبارة عن رحالة ولا تسيطر على تفكيره فكرة الامتلاك أو الأنساب.
ولذلك لم يكن هناك ضرورة بأن تكون المرأة حكرًا على رجل واحد، بل إنه في مرحلة معينة في تلك العصور حينما أرادت بعض القبائل الاستقرار في أماكن معينة والتكاثر؛ كانت المرأة تمارس الجنس مع العديد من الرجال؛ بغرض ضمان حملها وزيادة عدد المواليد في القبلية، وأكد كريستوفر في كتابه أن مساحة الحرية الجنسية التي حصلت عليها المرأة في عصور ما قبل التاريخ؛ جعلتها مسيطرة أثناء الممارسة الجنسية ووصف أداء المرأة الجنسي في ذاك الوقت بأداء «الشامبنزي» في ممارسته للجنس. انتهى6