بعد اقترابه من تدريب مانشستر يونايتد.. هل يكون هذا القرار سيئاً لزيدان؟

آخر تحديث 2018-10-27 00:00:00 - المصدر: جول

يبدو بشكل ظاهري أن هناك العديد من أوجه التشابه بين مانشستر يونايتد حالياً ووضع ريال مدريد قبل مجئ زيدان والذي تولى مهمة تدريب الفريق في يناير من عام 2016، فريقان كبيران لا يؤديان بالصورة المطلوبة والمتوقعة منهما، توجد أزمة بين المدرب وأحد اللاعبين - بوجبا حالياً مع اليونايتد -على غرار ما حدث مع رافائيل بينتيز مسبقاً، وهناك شعور دائم بالإحباط لأن الفريق يمكنه أن يكون أفضل بمراحل مما هو عليه الآن.

من المُغري جداً وصف أزمة مانشستر يونايتد حالياً بأنها بسبب جوزيه مورينيو وحده، وتجاهل عوامل آخرى أدت حقاً إلى هذا الخلل الكبير في فريق بحجم الشياطين الحُمر.

لم يساعد المدرب البرتغالي نفسه بالدخول في حرب مع أفضل لاعبي الفريق ألا وهو بول بوجبا، ناهيك عن اصراره على بعض التشكيلات الغريبة مثلما فعل في مباراة وست هام يونايتد، نحن لا ننتظر منه لعب كرة قدم جميلة وممتعة لأنها ليست فلسفته أو أسلوبه من الأساس، ولكنه فقد حتى الميزة التي كان يمتكلها بقدرته على الخروج من أي مباراة بشباك نظيفة بسبب الدفاع بأكبر عدد من اللاعبين قد يصل عددهم إلى سبعة وترك باقي الفريق - أربعة لاعبين ربما - للتكفل بمهمة تسجيل الأهداف وقتل المباراة، كل هذا تعطل فجأة في مانشستر يونايتد.

لقد تطورت اللعبة جداً ويمكننا أن نرى بصمات مدربي الأندية الأخرى واضحة في التحركات الهجومية للاعبيهم والتعاون الكبير بينهما، ولازال مورينيو يعتمد على المهارة الفردية وارتجال لاعبي الخط الأمامي لديه من أجل صناعة الفارق!، ولكن دون أن ننسى أن هناك تخاذل من بعض اللاعبين الذين يتملكوا جودة كبيرة بالفعل وهو ليس ذنب مورينيو على أي حال.

من بين كل لاعبي اليونايتد حالياً، يستطيع القليل منهم فقط اللعب لأندية آخرى كبيرة مثل دي خيا، بوجبا ولوكاكو، بينما يبتعد البقية كثيراً عن المستوى المطلوب للتواجد في مكان بعراقة أولد ترافولد.

عقب نهاية مباراة مانشستر يونايتد ووست هام، قام جوزيه مورينيو بمدح كشافة المطارق بسبب المدافع عيسي ديوب والذي تم ضمه من تولوز الفرنسي هذا الصيف، ولكن لماذا لم يقم البرتغالي بتهنئة اللاعب نفسه على مستواه بدلاً من الإدلاء بهذا التصريح؟

يعود السبب في ذلك إلى فشل جوزيه مورينيو في التعاقد مع قلب دفاع قبل بداية الموسم، لذا أراد توجيه رسالة إلى مسئولي الفريق وكشافيه أيضاً، بأنهم كانوا بإمكانهم مساعدته بضم موهبة مشابهة إذا لم يقدروا على دعمه مالياً لضم اسم معروف، خاصةً وأن ديوب يبلغ من العمر 21 عاماً.

يملك إد وادوارد - في اعتقاده الخاص - مبرراً لعدم دعم مدربه كما كان يتمنى، بعد أن وافق على دفع راتب كبير للتشيلي أليكسيس سانشيز في يناير الماضي ولكنه لم يقدم ما يثبت أنه يستحق هذا المبلغ أبداً، ولكنها ليست المشكلة الوحيدة، فالفريق حقاً لا يملك العديد من اللاعبين أصحاب الجودة العالية وحتى أبرز نجومه بعيدين تماماً عن مستواهم، وهي بعض الأسباب التي يجب أن تجبر زيدان على تجنب تدريب مانشستر يونايتد.

لن يرث زيدان فريقاً عظيماً يتابع مبارياته ما يقرب من 75 ألف مشجع أسبوعياً، ويملك تاريخاً حافلاً ببطولات الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال فحسب، ولكنه سيجد نفسه مسئولاً أيضاً عن كل تلك الفوضى والاضطرابات التي وجدت في النادي منذ اعتزال السير أليكس فيرجسون.

في المقابل، كان ريال مدريد هو منزل زايدن، حيث يلعب أولاده في أكاديمية الفريق حتى الآن، وبالهدف التاريخي الذي سجله في هامبدن بارك في 2002 التصق زيزو بتاريخ الملكي للأبد، باتت هناك علاقة قوية لا تُضاهى بينه وبين النادي قبل أن يتم تعيينه مدرباً للفريق خلفاً لرافائيل بينتيز.

كان زيدان قد افتقد لرائحة العشب الأخضر، لم يتم عرض أي مناصب إدارية عليه من قبل رئيس النادي بيريز برغم تعلق الجماهير به وهو ما كان مشجعاً له لرفض العودة، لذا لم يضطره للموافقة عليها سوى وجود بعض الظروف المتحدة التي كانت مهيئة له من أجل الرجوع إلى سانتياغو برنابيو مجدداً.

اجتاز زيدان باب غرفة المؤتمرات الصحفية لإعلانه مدرباً رسمياً للريال وشاهد سيرجيو راموس وليس كريس سمولينج، رآي توني كروس وليس ماتيتش، لوكا مودريتش بدلاً من جيسي لينجارد وكريستيانو رونالدو عوضاً عن أليكسيس سانشيز، هذه المجموعة من اللاعبين كانوا أبطالاً من قبل وكان بإمكانهم الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك مع بينتيز، ولكن تواجد رافا حطم معنوياتهم ولم يشعرهم بالرضا أبداً.

فاز هذا الجيل بالعاشرة مع أنشيلوتي ومن ثم تعاملوا وكأنهم حُماة تاريخ هذا النادي، كان بينتيز بمثابة المتسلل بالنسبة لهم، كان يجب إعادتهم إلى الرُكب ولم يكن هناك أفضل من زيدان لفعل ذلك، بعد أن حظي معهم بليلة سحرية في لشبونة.

سيستمر الجدل إلى الأبد حول ما فعله زيدان مع هذا الفريق، وكيف استطاع قيادته إلى الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية، قدرته على التواصل مع اللاعبين كانت جزءاً أساسياً من ذلك، وهناك بصمات تكتيكية خفية بالطبع، ولكن ما كان ملحوظاً بصورة أكبر من العوامل الآخرى هي رغبة اللاعبين بالعمل معه.

لم يتجه زيدان إلى سوق الانتقالات لحل مشكلات فريقه، فهو نادراً ما فعل ذلك لأنه كان يعلم أن لاعبيه جيدين بما فيه الكفاية وأنها كانت مسئوليته هو ليتوج معهم بالألقاب، وهذا لا يمكن أبداً أن يتكرر مع فريق مثل مانشستر يونايتد بتشكيلته الحالية.

بجانب احتكاره لدوري أبطال أوروبا، لا يمكن أن ننسى أن ريال مدريد أنهى الموسم الماضي بفارق 17 نقطة خلف برشلونة في الدوري، لذا كانت هناك فئة ليست بالقليلة ترى أن زيدان يجب أن تتم إقالته إذا لم ينجح في الفوز على ليفربول في نهائي كييف، بعد أن فشل في تحقيق الفوز في 16 مباراة في الدوري الإسباني.

على الرغم أنه كان قد فاز قبلها بعام واحد باللقب المحلي محطماً لبعض الأرقام القياسية، ولكن زيدان فشل في تجديد الحافز لفريقه، لم يعرف كيف يحافظ على تركيزهم، واستمراريتهم خلال 38 مباراة طيلة الموسم.

لا يعتبر مانشستر يونايتد من الأندية التي يمكن لزيدان أن يجعلها قوة كبيرة في أوروبا، هم بحاجة لمدرب يمكنه البناء، يتطور الفريق معه وينتقل من مرحلة إلى آخرى ويقوم بإعادة ترميم القوام الأساسي بالكامل، وزيدان ليس ذلك النوع من المدربين.

كان زيدان في ريال مدريد يتنفس ويعيش كل دقيقة مع الفريق بقلبه، وتغلب احساسه بالراحة على شعوره بالضغوطات بسبب تدريبه لأكبر نادي في العالم، فعلى عكس أنشيلوتي مثلاً لم يكن هناك سلاح موجه إلى رأس الفرنسي ويمكن تفريغ الطلقات منه في أي وقت يخفق فيه، لذا يمكن اعتبار اسباب تألقه مع الفريق فريدة من نوعها، ومانشستر يونايتد سوف يضحكون على أنفسهم إذا اعتقدوا أن زيدان يمكنه تكرار هذا النجاح معهم وهو غير مغرم بهذا الكيان.

ما المصير الذي ينتظر زيدان إذا كان مدرباً لمانشستر يونايتد؟ ضغوطات كبيرة بلا هوادة، قاعدة عريضة من المشجعين مستاءة دوماً من اختيارات الإدارة، تشكيلة لم تثبت جودتها حتى الآن وخاصةً في وجود مدربين مميزين أكثر من زيدان في بناء الفريق مثل لويس فان جال وجوزيه مورينيو.