ما أبرز الاختلافات بين آرسنال إيمري وآرسنال فينجر؟

آخر تحديث 2018-10-27 00:00:00 - المصدر: جول

حدث ما لم يكن يتوقعه، ربما أكثر المتفائلين بنجاح المدرب الإسباني أوناي إيمري مع آرسنال، بعد تسلمه الدفة الفنية، خلفًا لمُعلم الأجيال آرسن فينجر، خاصة بعد البداية غير المبشرة، التي أسفرت عن هزيمتين، على يد حامل اللقب مانشستر سيتي وعدو لندن تشيلسي في أول مواجهتين على مستوى البريميرليج.


كيف انقلبت الآية؟


صحيح الفريق فشل في تحقيق نتيجة إيجابية في أول مباراتين، لكن من تابع التفاصيل البسيطة التي خسر بها آرسنال المباراتين، لاحظ أن الأداء لم يكن سيئً، لكن بطبيعة الحال، الأكثرية، ظنوا أن الهزيمتين، إشارة إلى بداية حقبة جديدة من المعاناة، على غرار الانهيار الذي حدث لعدو الشمال مانشستر يونايتد، بعد تقاعد شيخ المدربين أليكس فيرجسون، مع نهاية موسم تتويج الشياطين الأخير بالبريميرليج 2012-2013.


لن يأتي أسوأ


الأمر يبدو مختلفًا مع المدفعجية. فهم عصروا فينجر "حرفيًا" من الناحية الفنية والاقتصادية، فنيًا .. نتذكر عقده الأول الناجح، بجيل الغزال تيري هنري وبقية العصابة الفرنسية، التي كانت تُثير الذعر والخوف في كل ملاعب أنجلترا في الفترة بين عامي 2000 و2006، ناهيك البطولات التي حققها في النصف الأول من ولايته الأسطورية، أشهرها لقب اللا هزيمة –شبه الإعجازي في زمن الكرة الحديثة وفي دوري كالبريميرليج-، واقتصاديًا، يُمكن اعتباره شريك رئيسي في بناء حلم "الإمارات"، بالسياسة التي اتبعها، لتحقيق أهداف النادي بأقل التكاليف، وإدخال عوائد بالملايين من بيع المواهب، التي لصقت به اللقب الشهير "كشاف المواهب"، في النهاية وصل لما بعد الإفلاس بسنوات، في سنواته الأخيرة، بالذات الموسم الأخير، الذي انهار فيه تمامًا بعد رحيل أليكسيس سانشيز، وهذا ولد شعور لا إرادي داخل المشجع العادي، أنه مهما حدث، لن يحدث أسوأ من موسم فينجر الأخير.


القضاء على وهم النجم الواحد


من الأشياء الجيدة التي استفاد منها أوناي إيمري، هو نجاحه في تحطيم عقدة وقوف الفريق على مستوى لاعب بعينه، مع فينجر، كان في بعض الأوقات يحضر أوزيل بجسده داخل الملعب، والنني لا يفعل أي شيء سوى تمرير الكرة بشكل عرضي، كذلك قبل رحيل سانشيز، أتت فترة، كان الدولي التشيلي المُنقذ الحقيقي، وعندما لا يكون في يومه، لا تسير الأمور كما ينبغي، الأغرب من ذلك، أن فينجر كان يتعامل بمنتهى اللطف مع كل من يخذله، وكأنه يكُافئ الفاشل على مصائبه.

 عكس إيمري، الذي أظهر من اليوم الأول، أنه لا مكان في الفريق سوى للمجتهدين، الذين يُنفذون التعليمات بشكل حرفي، ووضح ذلك باعتماده على الوافد الجديد المغربي الأصل جاندوزي، ووضع ألكسندر لاكازيت على مقاعد البدلاء، حتى أوزيل لم يسلم من الدكة، لينسف أكذوبة وقوف الفريق على أداء لاعب بعينه، ويُظهر جديته في بناء مشروعه، ونجح مُخططه على أكمل وجه في المباريات الـ11 الأخيرة التي لم يعرف خلالها سوى نتيجة الفوز، وهذا يعكس بصمته وعقليته المختلفة عن فينجر، هو لا يبحث عن الأداء المُمتع، يكتفي بالأداء الجيد، لكن الشيء الذي لا يقبل النقاش، وهو ضمان الثلاث نقاط، بعدها يتحسن الأداء، وهو ما يحدث منذ الانفراجة أمام وست هام في أواخر أغسطس وحتى الفوز الأخير، الذي تحقق على حساب سبورتنج لشبونة في الدوري الأوروبي.


تشابه وحيد واختلافات بالجملة


ما يفعله أوناي إيمري مع آرسنال في الوقت الراهن، أشبه بما فعله تلاميذ مؤسس نهضة برشلونة يوهان كرويف، بالذات بيب جوارديولا، الذي أبدع في تطوير أسلوب الكرة الشاملة إلى "تيكي تاكا" بمذاق مُختلف، وفي الجزء الأحمر من شمال لندن، يقولون عن أفكار وأسلوب المدرب القديم "فينجر بول"، كونه جاء إلى إنجلترا بأفكاره المختلفة عن الطريقة الإنجليزية التقليدية، بطرق لعب مُمتعة غيرت كل المفاهيم والاعتقادات التي كانت تُعرف عن آرسنال وكرته القبيحة، ويبدو وكأن إيمري يتبع هذا النهج، بوضع لمساته على ما بناه فينجر على مدار سنوات، مثل تقليل التمرير العرضي، واللعب دائمًا بشكل مُباشر إلى الأمام، ومرونته في اللعب بطريقتين في مباراة واحدة، أحيانًا يبدأ بطريقته المُفضلة 4-2-3-1 لـ4-4-2.

 أضف إلى ذلك، شخصيته الصارمة المختلفة عن فينجر، والتي تظهر بوضوح في انصياع أكبر نجم أوزيل
للتعليمات، باللعب كجناح أيمن وليس كصانع ألعاب رقم 10 كما يُفضل، لكن مع فينجر، كان الجميع بدون استثناء يعيش في رفاهية، والأهم، الروح الجديدة التي أدخلها إيمري لآرسنال، بعد تجمد أفكار فينجر على مدار أكثر من عقدين، وتظهر الروح في جدية اللاعبين وعقليتهم وطريقة الاحتفال بالهدف، يلعبون من أجل المتعة والفوز معًا، لا يتأثرون ذهنيًا ولا نفسيًا إذا تأخروا في النتيجة، الروح الجديدة تصنع الفارق، وتنفيذ مبدأ الصواب والعقاب على الكبير قبل الصغير، حرك المياه الراكدة منذ سنوات، ليظهر الفارق الكبير بين آرسنال فينجر الموسم الماضي وآرسنال إيمري المُبشر بموسم لا بأس به.