خاص بـ /الغدير/ ... فلسطين بين خيانة العرب ووفاء المقاومة

آخر تحديث 2018-11-01 00:00:00 - المصدر: قناة الغدير

ففي الوقت الذي كان فيه الحكام العرب، قد وضعوا شعوبهم في غرفة تخدير تاريخية عندما كانوا /يزرقوهم من انبوبات انسولين/ التضحية والفداء في سبيل فلسطين ومعاقبة مغتصبها الفاجر والوقوف بوجه مخططاته التوسعية، كان هؤلاء الحكام يجتمعون بغرف سرية مع المغتصب ليضعوا مواد عقد بيع فلسطين وضياع الحلم العربي.

وانتعشت الذاكرة العربية، و/تعفونت/ ارادتها التي مثلتها المقاومة الشريفة ، والتي عبر عنها /محمود درويش/ في قصيدته الخالدة /انا عربي/ بقوله : سجل برأس الصفحة الأولى أنا لا أكره الناس ، ولا أسطو على أحد و لكني إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي حذار حذار من جوعي ومن غضبي .

وبدل من توجيه الاسلحة العربية نحو صدور العدو المغتصب، وجهت بوجه المقاومة الشريفة، لتحولها في الذهنية العربية على انها هي العدو الحقيقي للعرب، وان الصهاينة هم الصديق المخلص الساع للسلام.

فبعد اجراء المباحثات السرية طوال سنوات كنا نعتقد بان العرب حافظوا على وصايا الاجداد بمقاطعة مغتصب الارض ومنتهك السيادة العربية, لكن الواقع بدد هذه الرؤيا بظهور نزق الزيارات الصهيونية المتتالية للدول العربية ابتداء من جلوس رئيس الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو في احضان قابوس عمان، ومرورا بنزهة وزيرة الرياضة والثقافة الصهيونية ميري ريغيف في مسجد شيخ زايد في ابو ظبي ، وانتهاء بخطبة وزير الاتصالات الصهيوني من على اعواد منابر ابو ظبي، ناهيك عن الزيارات السرية التي اجراها مسؤوليين سعوديين وبحرانيين وغيرهم من دول الخليج الى تل ابيب.

الجهود الامريكية رمت رصاصة الرحمة في صدور هذه الحكومات وفضحت عمالتها وخنوعها، عندما عزف النشيد الصهيوني في قلب ابو ظبي احتفالا بفوز لاعب صهيوني باحد الاوزان في بطولة الجودو العالمية التي اقيمت في ابوظبي بوسط ضحكات هؤلاء الحكام، ودموع فرح تماسيح الوزيرة الصهيونية .

تسلسل هذه الاحداث هي الرسالة التي فرضت على شعوبنا العربية في عصرنا هذا، مفادها : ان التطبيع مع الكيان الصهيوني او ما تسمى بـ /صفقة القرن/، هي الحلم المقبل لهؤلاء الحكام التي تقودها وتقمصت شخصيتها السعودية، وما فلسطين الا هدية من هؤلاء الحكام للكيان الصهيوني.

لكن لم ولن يكون لهم هذا، ما دامت الشعوب المستضعفة استيقظت من حلمها وبدأت تعيش واقعها وتستمد قوتها من قوى المقاومة الاسلامية البطلة التي اذلت الصهاينة وارعبت الحكام الخونة، وفرضت نفسها على المشهد بقوة واصبحت هي صاحبة القرار في مصير فلسطين التي ستبقى في احضان الامة الاسلامية شاء ام أبى الاعداء.

فالمقاومة الشريفة ومن خلفها الشعوب، تعي جيدا توقيتات هذه الزيارات المتزامنة للمسؤولين الصهاينة للدول العربية، وتعي ما هو غرضها الذي لن يكون خارج دائرة حرف الذهنية العربية عن الجريمة التي ارتكبتها /طفل السعودية/ بن سلمان بقتل  الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي لابعاد الشبهة عنه واخراج الرياض من دوامة الغضب العالمي ضدها .

نعم هو هذا الثمن الذي قدمته الرياض وحليفاتها من دول الخليج، لفرض الوجود الصهيوني الرسمي في قلب الامة العربية واهداء فلسطين، في مقابل انقاذ بن سلمان من موجات السخط العالمي، وبنفس الوقت حركة /مجة/ للترويج لصفقة ترامب المشبوهة التي يستعد للاعلان عنها في الاسابيع القليلة المقبلة .

لكن هذه ليست نهاية المعركة بل بدايتها، فاذا كانت الجبهة الضعيفة التي افتعلها الحكام العرب تعيش انتعاش /امريصهيوني/، فان الجبهات الاخرى تشهد انتصارات متتالية للارادة الاسلامية التي يمثلها محور المقاومة /ايران، العراق، سوريا، حزب الله وانصار الله/.

فبعد دحر عصابات داعش الارهابية في كلا من العراق وسوريا بسواعد المقاومة الشريفة، اعلنت اليمن انتصارها على اكبر عدوان على الامة قادته امريكا والكيان الصهيوني وباذرع السعودية وتحالفها المشبوه ، ليثبت ابناء المقاومة في اليمن، ان قوة الجيوش ومعداتها ليست ما هي الا خردة حديد لا نفع منها امام الارادة والايمان الحقيقي الذي مثله الشعب اليمني.

انتهى..م.ر