د. سعدي الابراهيم
رستْ رئاسة الوزراء عند السيد عادل عبدالمهدي، الذي تمكن أيضا من أن يختار الكابينة الوزارية، أو لنقل جلـّها . وهو أمر ايجابي كونه جاء بشكل سلس وسريع على العكس من التجارب السابقة.
لكن ربما أن الخطوة أعلاه هي غير مهمة، مقارنة مع الأداء المنتظر منه ومن وزرائه، ويبقى السؤال مطروحاً حول الأشياء التي سيبدأ بمعالجتها، فإذا كان سلفه حيدر العبادي قد بدأ بملف محاربة الإرهاب، فما الملف الذي سيبدأ به عادل عبدالمهدي؟.
إن الإجابة عن السؤال أعلاه قد توجد في جملة من الخطوات ينبغي أن يقوم بها في المرحلة القادمة، وهي:
1 – منع التدخلات الخارجية : ربما الخطوة الأولى التي ينبغي أن ينتبه لها رئيس الوزراء الجديد، تكمن في وجود جهات خارجية إقليمية ودولية لا تريد للوضع العراقي ان يتحسن، بل تريد أن تستمر الأمور على ما هي عليه، لذلك ينبغي تشخيصها ومصارحتها والتفاوض معها، بل الاتفاق معها بأن تعطي للعراق فرصة للنهوض والبناء.
2 – أن لا يضيع وقته بمحاربة القضايا التي تحتاج إلى وقت أطول من ولايته: مثل القضاء على الفساد، فهذا الملف شائك ويحتاج الى وقت، والدليل ان جميع رؤساء الوزراء الذين سبقوه قد رفعوا شعار محاربة الفساد، لكنهم لم يفلحوا في ذلك. لكن هذا لا يعني أن يقف مكتوف الأيدي بل يكلف فريقا لمتابعة ملف الفساد ويتفرغ هو لقضايا قابلة للتحقق في وقت سريع نسبياً.
3 – أن يعيد العمل للمشاريع المعطلة منذ 2003: هناك عشرات المصانع والمعامل التي توقفت عن العمل منذ عام 2003، وهي تحتاج إلى إصلاحات بسيطة لتشغيلها، مثل معامل الحديد والصلب او الكبريت او غيرها. هذه المشاريع بإمكانها ان تمد البلاد بالكثير من المنتجات، والعملة الصعبة، فضلا عن مقدرتها العالية على امتصاص البطالة .
4 – إكمال المشاريع السابقة: وضعت الحكومات المتعاقبة بعد عام 2003، الأساس للعديد من المشاريع التي لم تكتمل إما بسبب الظروف الأمنية أو بسبب الفساد أو سوء الأداء، لكنها لا تحتاج الآن إلا الجدية ومتابعة العمل، وبالتالي فإن بإمكان الحكومة الجديدة ان تحكم قبضتها عليها وتحدد مدة معينة للإنجاز .
5 – الإشراف المباشر: أن يضع على مكتبه جدول أعمال بالواجبات المطلوب انجازها في عموم البلاد، ويقوم بمتابعتها بشكل مباشر، حتى لو كانت عملية معقدة وقد ترهقه، لكنها الطريقة الأفضل للإنجاز ولمنع وقوعها بيد المفسدين أو الذين لا يحسنون الانجاز.
إذن، أمام رئيس الوزراء الجديد فرصة تاريخية، بإكمال ما بدأه غيره، بشرط أن يكون العمل سريعا وجديا ويتم تحت إشرافه المباشر، كي لا يضيع منه الوقت من دون انجازات حقيقية.