قلق كبير يسود بين أهالي المنطقة ...
أفادت مصادر محلية في المناطق الحدودية بغربي كوردستان (كوردستان سوريا)، اليوم الاثنين، أن مئات العائلات الكوردية في القرى القريبة من الحدود مع تركيا نزحت باتجاه الداخل خلال اليوميين الماضيين، بسبب استهداف الجيش التركي والتحشدات العسكرية في المنطقة.
وقالت تلك المصادر لـ (باسنيوز)، إن «مئات العائلات الكوردية في ريف كوباني وكرى سبي (تل ابيض) وسرى كانيه (رأس العين) وتربه سبيه والدرباسية نزحت باتجاه الداخل جراء الاستهداف التركي لمواقع الوحدات الكوردية على الحدود والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين والعسكريين».
وأضافت أن «تحشدات الجيش التركي والفصائل الموالية له على الحدود في كل من كوباني وكرى سبي وسرى كانيه تسببت بنزوح عشرات العائلات من قراهم تاركين ممتلكاتهم وأراضيهم و مواسمهم الزراعية»، مشيرة إلى أن «الباقين في قراهم يعيشون في قلق وذعر كبيرين خوفاً من تجدد القصف التركي» .
وأوضحت تلك المصادر، أن «بعض العائلات عادت إلى قراها الحدودية بعد تسيير الدوريات المشتركة بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي وعودة الهدوء إلى المنطقة».
وكان الجيش التركي قد جدد اليوم الاثنين استهدافه ريف كرى سبي بالأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة رغم تسيير دوريات المراقبة، دون ورود أنباء عن خسائر بشرية.
وكانت مصادر مطلعة في المعارضة السورية، قد قالت إن الأجهزة الأمنية التركية نقلت أكثر من 700 عنصر من الفصائل الموالية لها والمؤتمرة بأمرها، من ريف حلب، نحو مناطق مقابلة لشرق نهر الفرات، فيما كشف إعلامي كوردي من المنطقة لـ(باسنيوز) عن أن التحركات التركية على الحدود تقابلها استعدادات من قوات سوريا الديمقراطية (تشكل الوحدات الكوردية نواتها).
وكان مصدر مطلع من مدينة كوباني أكد يوم السبت، لـ (باسنيوز) أن الوحدات الكوردية السورية YPG أرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحدود مع تركيا، استعداداً للتصدي للحملة التركية المرتقبة على مناطق شرقي الفرات.
وأفاد المصدر، أن «الوحدات الكوردية جلبت كوادر متقدمة مدربة من قبل قوات التحالف الدولي وبحوزتهم أسلحة متطورة مضادة للدروع كالصواريخ الحرارية والمدافع إلى الحدود مع تركيا».
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد تعّهد في وقت سابق بما قال «سحق» مقاتلي الوحدات الكوردية شرقي نهر الفرات في شمال سوريا، معلناً عن عملية عسكرية كبرى ضد القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة في المنطقة والمدعومة من قبلها بقوات على الأرض.
وردت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قوات التحالف الدولي، بإطلاق النار على القوات التركية على الحدود وتعهدت بالرد على أية هجمات أخرى.
وتعتبر تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا وجناحه العسكري، وحدات حماية الشعب، امتداداً لحزب العمال الكوردستاني PKK المحظور في البلاد، وتصنفه «تنظيماً إرهابياً».