بول بوجبا.. كيف يتم إصلاح محرك مانشستر يونايتد؟

آخر تحديث 2018-11-07 00:00:00 - المصدر: جول


أحمد أباظة    فيسبوك      تويتر

120 مليون يورو، أغلى لاعب في التاريخ في وقت التعاقد معه، الكثير من التطلعات للاعب الوسط العبقري الذي خرج طريداً بالمجان من مانشستر يونايتد ثم عاد إليه كأحد أفضل لاعبي الوسط في العالم، ولكن إلى أين؟

 

لا يزال بول بوجبا حالة محيرة للغاية منذ وصوله في صيف 2016، حيث لم يظهر أبداً بنفس القوة التي ظهر عليها مع يوفنتوس، مهما تغير دوره في أرضية الملعب، يبدو الأمر دوماً وكأنه متعلق بحالته المزاجية.

أغلب تصريحات المحللين الإنجليز خصوصاً أبناء يونايتد منهم تسير في نفس الاتجاه دائماً: بوجبا بحاجة للاستمرارية، بحاجة للوصول إلى مستوى ثابت لا يقل عنه، لأنه من يفترض به قيادة هذا الفريق في الوقت الحالي.

الشياطين الحمر في حاجة إلى قائد بدورهم، وبالتالي لا يمكن لهذا القائد أن يكون أفضل لاعبي الملعب تارة وأسوأهم تارة أخرى، لأن هذا الأمر لا ينعكس عليه وحده، بل على الفريق ككل..

الأمثلة متعددة وأقربها مباراة السبت الماضي أمام بورنموث، إذ تصادف الشوط الأول السيئ للفريق مع أداء مزري من جانب الفرنسي، بينما توافقت صحوة الشوط الثاني مع انتفاضته الشخصية.

لدينا ديربي مانشستر الأخير أمام سيتي البطل الذي ابتلع الأخضر واليابس في الموسم الماضي، ومن ضمن هذا الأخضر -أو اليابس- كان يونايتد طوال الشوط الأول، 2-0 لصالح المواطنين الزرق مع كم كبير من الفرص المحققة الضائعة.

ماذا حدث؟ انقلبت الأوضاع رأساً على عقب في بداية الشوط الثاني، خرج بوجبا ليُلهم تلك العودة التاريخية ويقود فريقه للفوز 3-2. حتى في أكثر الأحوال بؤساً مثل مواجهة يوفنتوس الأخيرة، كانت الفرصة الوحيدة الخطيرة ليونايتد في العارضة بقدمه هو أيضاً.

من الواضح أن طريقة لعب جوزيه مورينيو مدرب الفريق تُقيِّد جميع اللاعبين وعلى رأسهم بوجبا، ولكن أحياناً تبدو العلاقة بين مستوى مانشستر ومستوى النجم الفرنسي، أكبر من تلك التي بين المردود العام للفريق وتكتيك المدرب، ولكنه عنصر لا يمكن إغفاله.

بوجبا لاعب وسط هجومي، يحب التمتع بالحرية في العملية الأمامية، لا يفضل كبته بالواجبات الدفاعية، صحيح أن لاعب الوسط يجب أن يقوم دائماً ببعض تلك الواجبات، لكن لن يسير الأمر على ما يرام إن كانت هي شغله الشاغل لأن تلك الطريقة تضحي بإسهاماته الأقوى.

الخلاف الشهير بين اللاعب ومدربه حين صرح بأن الفريق يجب أن يهاجم بشكل أكبر بعد التعادل مع ولفرهامبتون، وإثبات الواقع لصحة كلامه في مهزلة ديربي كاونتي التالية، هو واحد من أهم محاور تلك المشكلة، لدينا الكثير من الأمثلة التي لا تُظهر كل ما لديها تحت قيادة البرتغالي.

لنفترض رحيله وقدوم مدرب هجومي يقدر قيمة بوجبا ويستغلها أمثل استغلال، يعيد إليه دوره في ترتيب القيادة الذي خسره على خلفية تلك التصريحات، نظام هجومي يجعله مركز الجاذبية، وكأن يونايتد يملك ميسي في الوسط، هل تبدو الصورة بتلك الوردية حقاً؟

ماذا لو عاد مزاج بوجبا السيئ للقفز على السطح؟ ماذا لو تشتت تركيزه بفضل مطاردة الأندية الكبرى المستمرة؟ ماذا لو خذل الجماهير في تلك اللحظة بعد تحقق المقومات؟ لا يمكن الجزم بحدوث ذلك، ولكن على بوجبا أن يظهر قدراً من الاستمرارية والثبات، تماماً كما على إدارة يونايتد الفنية أن توفر له ما يتطلبه الأمر لتفجير كل ما لديه من إمكانيات.