بقلم:علاء کامل شبيب
في الوقت الذي يجري فيه تداول معلومات بخصوص”الدولة العميقة”في العراق والتي تديرها المليشيات المسلحة التابعة للنظام الايراني ويزداد الترکيز على الخطورة التي صارت تمثلها هذه الميليشيات على أمن وإستقرار العراق وعلى سلامته، فإن وزارة الخارجية العراقية التي يبدو إنها ستعاني طويلا من الارث”الخرف”لإبراهيم الجعفري، تصد بيانا تدافع فيه بقوة عن هذه الميليشيات وتطلب من الولايات المتحدة الامريکية إحترام سيادة العراق لإنه قد تم إنتهاکها بوصف الميليشيات العميلة لإيران بالطائفية!
من الجدير بالذکر هنا هو الإشارة الى ماکانت قد نشرته السفارة الأميركية من سلسلة توضيحات في بغداد وعبر حسابها على فيسبوك، حول ما ستسهدفه عقوبات الولايات المتحدة على إيران، وورد في النص: “مع تبقي ستة أيام على الموعد النهائي لفرض العقوبات، هذا هو المطلب السادس كي يتصرف نظام إيران كدولة عادية: يجب على النظام الإيراني احترام سيادة الحكومة العراقية، والسماح بنزع سلاح الميليشيات الطائفية وتسريحها وإعادة دمجها”، ولاندري على ماذا تستند وزارة الخارجية العراقية في رفضها لوصف هذه الميليشيات بالطائفية؟ وهل تتصور بأن ماقد فعلته في مناطق محافظة ديالى المتاخمة للحدود مع إيران من عمليات تغيير ديموغرافية وعمليات جرف بساتين وهدم دور وتهجير عوائل سنين وإستقدام أخرى شيعية، مجرد أمور عادية سيتم نسيانها مع الزمن؟ وهل تعتقد بأن مجزرة مسجد مصعب بن عمير التي تم خلالها قتل 72 مصليا من جانب هذه الميليشيات مجرد خطأ بسيط؟ هل إن عمليات الدهم والمطاردة والاغتيالات وفرض أمور على الحکومة وحتى القضاء العراقي من جانب هذه الميليشيات، هي أمور يجابية؟
لکنه ومع ذلك فإننا نعود لموضوع”الخرف”الذي أصيبت به وزارة الخارجية العراقية منذ أن دخلها إبراهيم الجعفري، ذلك إن إصدار الوزارة لبيان رسمي للرد على منشور في فيسبوك هو مثير للسخرية والاستهزاء، فهذا المنشور لم يصدر من قبل الخارجية الامريکية ولاحتى بصورة رسمية من قبل السفارة الامريکية في بغداد وانما هو مجرد منشور على وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي.
الميليشيات المسلحة التي تتصدى وزارة الخارجية العراقية بل وحتى رئيس الوزراء العراقي بنفسه للدفاع عنها ورفض أي تهمة موجهة لها، يعلم القاصي قبل الداني بأنها أحد الاذرع المکشوفة للنظام الايراني في العراق ومن خلاله تقوم بفرض خياراتها ومطالبها على العراق ولاغرو من إن مطلب قطع أذرع النظام الايراني من العراق والمنطقة والذي طالبت به المقاومة الايرانية هو مطلب لاخلاف عليه من جانب شعوب ودول المنطقة بل إنه يمثل الصواب بعينه.