على مدى عقود، كافح خبراء الصحة لتحديد ما إذا كانت الهواتف الخلوية يمكن أن تسبب السرطان أم لا. وأصدرت وكالة فيدرالية النتائج النهائية لما يسميه الخبراء أكبر تجربة في العالم وأكثرها تكلفة للنظر في هذا الشأن، وكانت تكلفة الدراسة التي نشأت في عهد إدارة كلينتون 30 مليون دولار، وشارك فيها حوالي 3000 قارض.
ووجدت التجربة التي أجراها البرنامج الوطني لعلم السموم أدلة إيجابية متوسطة نسبيا، على أن موجات الراديو من بعض أنواع الهواتف الخلوية قد تزيد من خطر إصابة ذكور الفئران بسرطان الدماغ.
وقال جون بوتشر وهو عالم بارز في برنامج السموم الوطني في بيان: "نعتقد أن العلاقة بين إشعاع الترددات الراديوية والأورام لدى ذكور الجرذان حقيقية".
وحذر من أن مستويات التعرض ومدته كانت أكبر بكثير مما يصادفه الناس في يومهم، ومن ثم لا يمكن "مقارنته بشكل مباشر بالتعرض الذي يواجهه البشر"، بالإضافة إلى ذلك، فإن الدراسة عرضت الفئران لترددات الراديو المنبعثة من الهواتف المحمولة للجيل الأول، التي أصبح من النادر استخدامها في الوقت الحالي، وعليه، فإن المخاوف الناجمة عن الدراسة قد تنطبق بشكل أساسي على الأجهزة السابقة وليست لمستخدمي النماذج الحالية.
ومع ذلك، فإن الخبراء يرون أنه حتى الزيادة البسيطة تشكل خطر الإصابة بالسرطان، وقد تكون لها آثار واسعة بالنظر إلى الاستخدام الكبير للهواتف المحمولة من قبل الملايين من الأشخاص.
وكان أدنى مستوى من الإشعاع في الدراسة الفيدرالية يساوي الحد الأقصى للتعرض الذي تسمح به اللوائح الفيدرالية لمستخدمي الهواتف المحمولة. وقالت وكالة علم السموم، إن هذا المستوى من التعرض نادرا ما يحدث في الاستخدام العادي للهاتف المحمول. أعلى مستوى كان أعلى أربع مرات من الحد الأقصى المسموح به.
وكانت الدراسة قد وجدت صلة بين إشعاع الهاتف المحمول وأورام الدماغ لدى الذكور من الجرذان، بينما لم تظهر الجرذان الإناث أدلة على وجود صلة بين الإشعاع ومثل هذه الأورام.
وتستخدم الهواتف الخلوية الحالية من الجيل الرابع، والمعروفة باسم 4G، وهواتف 5G
المتوقع طرحها لأول مرة بحلول عام 2020 ترددات أعلى بكثير من القديمة، ولكن هذه الموجات اللاسلكية أقل قدرة بكثير في اختراق أجسام البشر والجرذان، كما يقول العلماء.
وينصح الخبراء بتقليل المكالمات الطويلة أو استخدام سماعات الأذن أو العثور على طرق أخرى لزيادة المسافة بين الهاتف المحمول والجسم.انتهى/س
التعليقات