هل ظلم ميسي ورونالدو هيجواين؟

آخر تحديث 2018-11-16 00:00:00 - المصدر: جول


هيثم محمد    فيسبوك      تويتر

لم تشهد كرة القدم في الأعوام الأخيرة لاعباً ونجماً يتعرض لسوء الحظ والمعاملة كتلك التي واجهها الأرجنتيني جونزالو هيجواين خلال مشواره مع كرة القدم حتى الآن رغم مسيرته الحافلة في عدد من أكبر أندية أوروبا.

فرغم كل ما قدمه هيجواين والبطولات التي تحصل عليها والأرقام التهديفية المميزة، تعرض الأرجنتيني للهجوم عليه من الجماهير والأندية، ولم يسلم من سوء الحظ والطالع رغم مزاملته لأثنين من أفضل لاعبي العالم في العصر الحديث.

بدأ هيجواين مشواره الأوروبي من بوابة ريال مدريد في 2007، ورغم سنه الصغيرة وقلة الخبرة والانتقادات له بإضاعة الفرص السهلة، ولكنه بدأ في حفر طريقه لإثبات نفسه في البيرنابيو، ولكن كل ذلك توقف مع وصول كريستيانو رونالدو في 2009.

مع وصول رونالدو ومعه كريم بنزيمة أصبح ريال مدريد يعاني من تخمة في الصف الأمامي، وكان يجب التضحية بأحد الأسماء وجاء القرار ببيع هيجواين من أجل إفساح المجال للنجم البرتغالي رغم الشراكة الواعدة بينهم والمائة وسبعة هدف للأرجنتيني بقميص الفريق الملكي.

رحل "البيبيتا" في 2013 إلى نابولي وهناك تحول مباشرة لمعشوق الجماهير بعد احتلاله للفراغ الذي تركه رحيل إيدسون كافاني وإيزيكل لافيتسي، وعاد ليصبح واحداً من أبرز المهاجمين على الصعيد العالمي، ولكن جشع رئيس النادي أوريليو دي لاورنتيس وتفضيله 94 مليوناً من يوفنتوس حولت هيجواين إلى العدو الأول لجماهير المدينة بعدما كاد يصل لمرتبة أسطورتهم دييجو أرماندو مارادونا.

في يوفنتوس عاد هيجواين للتتويج، وحقق لقب الدوري الذي استعصى عليه في نابولي، وكان له الفضل بأهدافه في حسم عدة لقاءات قمة أمام إنتر وخصوصاً نابولي في سان باولو أمام أعين دي لاورنتيس، ولكن شبح رونالدو عاد مرة أخرى ليطارد الأرجنتيني.

جاء قرار يوفنتوس بالتعاقد مع رونالدو ليضع هيجواين مرة أخرى في صورة الضحية، يوفي قرر التضحية بهدافه الأرجنتيني بغرض تعويض المائة مليون المدفوعة في النجم البرتغالي، ومن أجل تقليل عدد اللاعبين بالخط الأمامي، ليتكرر مرة أخرى سيناريو 2009، ولكن هذه المرة يجد نفسه مرغماً على التقاط صورة مبتسماً بقميص ميلان وليس حتى اختيار الفريق الذي سينضم له.

ورغم قلة الإمكانيات وصعوبة الأجواء في ميلانو، ولكن اجتهد هيجواين في قيادة فريق جاتوزو للوصول للمراكز المتقدمة بالترتيب، حتى جاء اللقاء أمام يوفنتوس ليهدم كل ذلك بعدما فقط أعصابه في لحظة غضب بعد طرده، وتنقسم جماهير الفريقين ما بين متعاطف مع لاعبها السابق وما فعلته معه الإدارة، وجزء آخر شامت فيما آل إليه حاله بعد الرحيل عن صفوف البيانكونيري.

ولم يتوقف سوء طالع هيجواين عن الأندية فقط، ولكن امتد للمنتخب، وهناك لعب ليونيل ميسي الدور الذي مثله له رونالدو في يوفنتوس وريال مدريد، فحملته جماهير التانجو إخفاقات الأرجنتين في النهائيات وتذكرت فرصه الضائعة في نهائيات كأس العالم وكوبا أمريكا وتناست انفراد ميسي أمام ألمانيا وإهداره لركلة الجزاء في مواجهة تشيلي.

ربما لا يكون هيجواين المهاجم الأفضل ويضيع فرص سهلة ويفقد أعصابه في أوقات حاسمة كلفت فرقه الكثير، ولكن هذا لا يمنع أنه من أكثر اللاعبين الذين تعرضوا للظلم وعدم التقدير لأسباب ليس له يداً بها، ولكن لأطماع أندية وإدارات، وخضوعاً لمن هم أكثر نجومية من البيبيتا.