15 عامًا من ميسي - كرة القدم في ظل البرغوث

آخر تحديث 2018-11-16 00:00:00 - المصدر: جول


    عبد الرحمن شريف      تابعوه على تويتر


البداية قبل حتى تلك الخمسة عشر عامًا، بل تعود إلى الثمانينات حينما حقق دييجو مارادونا لقب كأس العالم مع منتخب الأرجنتين ليصبح وقتها الأيقونة التي شكك البعض في تكرارها، لكن العام التالي لهذا الحدث جاء ليونيل ميسي إلى الأرض ليكون بداية جديدة.

الكرة تناقلت عبر العصور وعلى خطي الأيام ولكل جيل كان له أسطورته المحببة، حتى جاء يوم 15 نوفمبر ليرى العالم اللاعب الذي غيّر الكثير في كرة القدم، شخص ستكون أقدامه مُسجلة لأرقام قياسية كبيرة كما قالت له جدته سيليا.

ميسي المغمور هو صنيعة الموهبة الفطرية 

لا تنخدعوا من العنوان فهو استنكاري من أولئك الذين يزعمون هذا الكلام ويقوموا بتصديقه لمجرد كرههم لميسي ليس إلا، ميسي موهوب؟ نعم موهوب لكن حدثني عن أُناس يمتلكون تلك الموهبة لكنهم لم يستطيعوا الاستفادة منها واستغلالها.

 حدثني عن كيفية استطاعة ميسي التحكم في النسق وفعل ما يحلوا له في جميع مبارياته، الموهبة وسيلة مساعدة ليس إلا وميسي استطاع استغلالها بالشكل الصحيح.

يقول بيكيه وفابريجاس: " عندما أتي ميسي صغيراً كنا نقوم بمضايقته بعض الشيء فكان ينظر لنا نظرة مصحوبة بتعصب لكن دون أن يقوم بركل أحدنا، فكان ينزل إلى الدفاع يطلب الكرة من فالديز ثم نجده يمر من أمامنا بطرق إعجازية لدرجة أن الصدمة كانت تظهر في نظراتنا له “.

كيف تطور البرغوث خلال هذه السنوات؟ كيف بدأ وإلى أين وصل؟


الجناح القاتل


كان ميسي يلعب في البداية مع برشلونة كجناح أيمن في عهد المدرب الهولندي فرانك رايكارد.

آنذاك تمكن من حجز مكانا أساسيا رفقة إيتو ورونالدينيو، ورغم ذلك فإن أرقامه التهديفية لم تكن كبيرة ولكنه بدأ يظهر للعالم موهبته من الجهة اليمني حيث انطلق منها عندما أحرز هدفا خرافيا على طريقة مارادونا أمام خيتافي.

ولكن بيب جوارديولا جاء ليغير الكثير من الأمور

حينما جاء بيب استمر في طريقة اللعب 4-3-3 وأحيانًا كانت تتحول إلى 3-4-3 وصار الفريق يقوم بالبناء من الخلف مع أدوار مختلفة للأجنحة تضمن فتح مساحات أكبر للاعب الوسط المهاجم الذي لم يكن يجب أن يكون سوى ليونيل ميسي.

في مثل هذا اليوم - ميسي يظهر للمرة الأولى بقميص برشلونة


False9


في مباراة ريال مدريد في "سانتياجو برنابيو" والتي انتهت 6-2 للبلوجرانا، قرر جوارديولا بعد نصيحة من مساعدة تيتو فيلانوفا الاعتماد على ميسي في مركز لاعب الوسط المهاجم والذي تحول بعد ذلك ليصبح المهاجم الوهمي أو false9 في محاكاة لتجربة توتي في روما وغيرها.

صار دور إيتو وهنري ومن بعدها فيا وبيدرو وأليكسيس سانشيز هو فتح الملعب على الأطراف وإخلاء منطقة العمق أو المنطقة 14 لمنح ميسي أكبر مساحة ممكن وأكبر حرية، وعلى البرغوث أن يستغل مهاراته في إجبار لاعبي الخط الخلفي للمنافس إما للضغط عليه فيمرر الكرة لزميله الحر أو فتح المساحة ليسدد ويسجل.

بعض المهاجمين لم يحبوا أو يوافقوا على القيام بهذه الأدوار مثل إيتو ومن بعده زلاتان إبراهيموفيتش، وكانت التضحية بالثنائي واجبة لنجاح المنظومة بقيادة ليو.

يقول بيب عن ميسي " أردت أن أجعله أفضل لاعب في العالم، ولكنه جعلني أفضل مدرب في العالم أنا مدين له جداً ".

في صيف 2011 تعاقد برشلونة مع ألكسيس سانشيز وسيسك فابريجاس، غوارديولا تعاقد مع نجم ارسنال السابق واستخدمه أحيانًا كخيار بديل في مركز مهاجم غير صريح.

ولعب ميسي من جديد في الجهة اليمنى مع تغيير في المراكز مع زميله فابريجاس وزاد غلته التهديفية، وأنهى الموسم مع 73 هدفا، 29 تمريرة حاسمة في 60 مباراة وهو رقم قياسي لم يسبقه فيه أحد ولم يحطمه أي لاعب حتى اللحظة.


صانع الألعاب


وصول لويس إنريكي صيف ٢٠١٤ مكن ميسي من أن يلعب دورا جديدا في الفريق ومع خطة مغايرة.

في البداية، حاول اللوتشو الاعتماد على لويس سواريز في الجهة اليسرى وترك العمق لميسي، ولكن لويزيتو لم يكن الأفضل خارج منطقة الجزاء، ولذلك تعدلت الخطة وعاد ليو إلى الجهة اليمنى بمهام أكبر كمتوسط ميدان صانع ألعاب أكثر منها جناح.

وظيفة ميسي في بناء الهجمة صارت أكثر أهمية من ذي قبل وبالأخص مع رحيل تشافي هيرنانديز.

مع حقبة فالفيردي زاد الأمر تغيراً في مركز ميسي فبات ليو يلعب بصورة أكبر في وسط الملعب ويعود إلى وسط الميدان ليستلم الكرة فالتوغل فصناعة الأهداف بل وتسجيلها أيضاً.

ميسي يكاد يكون لعب في معظم المراكز ينقصه فقط ان يلعب كمدافع وحارس مرمي وهذا الأمر من الصعب على أي لاعب أن يلعب في جميع هذه المراكز هي تطلب فقط أن تكون ميسي.

الموسم الماضي على سبيل المثال كان ليو الأكثر تسجيلًا وصناعة للفرص والأهداف في أوروبا قاطبة، وهو أمر يُعجز من بعده، فحتى بعد سن الثلاثين لايزال البولجا قادرًا على أن يكون من يبني وينهي الهجمات وحجر أساس فريق ينافس على جميع البطولات مثل برشلونة.

لذلك فمهما حدث ستظل كرة القدم في ظل ميسي.