فيديو .. الحروب على غزة ما بين إخفاق الإحتلال وإنجازات المقاومة

آخر تحديث 2018-11-17 00:00:00 - المصدر: قناة آفاق

شن جيش الإحتلال الإسرائيلي في الأعوام العشرة الماضية، ثلاث حروب فعلية ضد قطاع غزة، بالإضافة إلى عدد من الإعتداءات، بذريعة تدمير قدرات المقاومة الفلسطينية التي تعرض أمن "إسرائيل" للخطر. 

لكن المقاومة الفلسطينية أثبتت في الآونة الأخيرة قدرتها على لجم الإحتلال، إذ تبنت في العدوان الأخير، معادلة القصف بالقصف، لتثبت أنّ ما حدث مؤخرًا من تصعيد في غزة هو توازن دقيق بين منع العدو من تغيير قواعد الاشتباك، وتحقيق هدفه وحلمه بالهروب من استحقاقات مسيرة العودة عبر لغة القصف والنار، مبينا أن المقاومة في قطاع غزة ستفشل جميع مخططاته. 

فالمقاومة الفلسطينية لم تسلم لمفهوم الاحتلال بالتهدئة القائم على أن تضرب "إسرائيل" متى وكيفما تريد وعلى الفلسطينيين الالتزام بالتهدئة من جانبهم، وثبت بأن المقاومة تمردت على هذه المعادلة بعد ردها السريع فجر الأحد الماضي على الغارات التي استهدفت مواقع لها، بأكثر من 450 صاروخاً خلال يومين. 

كل المعطيات تشير إلى انتهاء المرحلة التي تضرب فيها "إسرائيل" أهدافا في قطاع غزة دون رد فوري وسريع للمقاومة، وبالتالي ستكون المرحلة المقبلة مبنية على الفعل ورد الفعل من الطرفين، وستزداد حدة الرد حسب طبيعة الاستهداف.

وفيما يلي أبرز الإعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 2008 حتى اليوم، في صورة توضح تطور قدرات المقاومة الفلسطينية على مواجهة الإعتداء الإسرائيلي على القطاع: 

O الشتاء الساخن
بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي في السابع والعشرين من شباط/فبراير عدوانا جويا واسعا على قطاع غزة سمته "الشتاء الساخن" وألحقته بحملة برية في شمال القطاع، مبررة ذلك بالرد على إطلاق صواريخ فلسطينية على جنوب الكيان الإسرائيلي. وأدت تلك الحملة الدموية إلى سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى معظمهم من المدنيين بينهم عدد كبير من الأطفال.

وبعد خمسة أيام أعلن أعلن الاحتلال انتهاء المرحلة الأولى من حربه على غزة لكنه لم يعلن وقف العمليات العسكرية، وقد اعتبرت حماس ذلك انتصارا للمقاومة.

حصيلة الحرب
أسفر هذا العدوان عن إستشهاد نحو 200 فلسطيني وإصابة 350 بجروح . 

إقتصر رد المقاومة على إطلاق العشرات من الصواريخ والقذائف المحلية الصنع على المستوطنات المتاخمة لحدود القطاع كسديروت وعسقلان، متسببة بإصابة مستوطنين. 

تم تغيير إسم العملية 4 مرات من "بيت إلى بيت" ثم "دفع الثمن" بعدها "خلع الضرس" وآخرها "الشتاء الساخن".

O الرصاص المصبوب 
في 27 كانون الأول/ديسمبر 2008 بدأ الاحتلال الإسرائيلي عدوانه العسكري على قطاع غزة بعملية سماها "الرصاص المصبوب"، في حين اختارت المقاومة الفلسطينية أن تسميها "معركة الفرقان"، واستمرت نحو 23 يوما.

صبيحة ذاك اليوم، قامت نحو ثمانين طائرة بعشرات الغارات الجوية على قطاع غزة خلال وقت قصير، استهدفت الأحياء السكنية ومقار ومراكز عسكرية وأمنية وشرطية تابعة لحركة حماس، وتسببت باستشهاد أكثر من مئتي فلسطيني وجرح أكثر من سبعمئة آخرين، ما استدعى رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، الدعوة إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة تشمل قطاع غزة والضفة الغربية. 

وسبق "معركة الفرقان" عملية إسرائيلية خرقت بها التهدئة في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر من العام ذاته، حيث نفذت عملية استهدفت ستة من كوادر حركة حماس، مما أدى إلى استشهادهم جميعا، غير أن الجانب الفلسطيني تحلى بضبط النفس وآثر استمرار التهدئة.

في اليوم الثاني للعدوان أي في 28 كانون الأول/ديسمبر 2008، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بحشد قوات مدرعة على مقربة من السياج الحدودي الفاصل بين "إسرائيل" وقطاع غزة. 

في آخر شهر كانون الأول/ديسمبر قامت المقاومة الفلسطينية بقصف صاروخي، وصل إلى مستوطني عسقلان وسديروت. 

في الأول من شهر كانون الثاني/يناير 2008، قام الطيران الحربي الإسرائيلي بغارة جوية على منزل القيادي في حماس نزار ريان بمخيم جباليا ما أدى لإستشهاده مع 15 من أفراد عائلته، فيما أعلنت كتائب عز الدين القسام قصف القاعدة الجوية الإسرائيلية حتسريم لأول مرة بصاروخ غراد مطور.

قصف المقاومة دفع الإسرائيلي إلى إعلانه في الثالث من كانون الثاني/يناير 2008، بدء العملية البرية من عملية "الرصاص المسكوب"، كما أعلن بدء تجنيد الكثير من وحدات الاحتياط العسكرية.

وفي الخامس من ذات الشهر، كان العدوان قد بلغ يومه العاشر حيث أعلنت كتائب عز الدين القسام وقوع قوة إسرائيلية خاصة في كمين وإسقاط طائرة إسرائيلية من دون طيار.

في التاسع من شهر كانون الثاني/يناير 2008، تبنى مجلس الأمن قرارا يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية وإعادة فتح المعابر إلى القطاع، إلا أنّه في اليوم التالي أمر وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك، الجيش بتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة. 

الثاني عشر من الشهر نفسه، أعلنت كتائب عز الدين القسام أسر جندي إسرائيلي خلال المعارك في قطاع غزة، فيما تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارا بإدانة العدوان على القطاع واتهم الاحتلال بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، ونص على تشكيل لجنة تقصي حقائق في الانتهاكات الإسرائيلية.

في السابع عشر من كانون الثاني/يناير 2008، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك، إيهود أولمرت، أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية صوت لصالح ما سماه وقف إطلاق النار في غزة من جانب واحد.

بدورها أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية في اليوم التالي، موافقتها على وقف إطلاق النار الذي أعلنه الاحتلال الإسرائيلي، وتمهله أسبوعا لسحب قواته من المناطق التي احتلها في قطاع غزة، وتطالب بفتح جميع المعابر والممرات لدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات اللازمة للشعب الفلسطيني في القطاع.

وفي التاسع عشر من كانون الثاني/يناير 2008، قوات جيش الاحتلال البرية بدأت انسحابا تدريجيا من قطاع غزة بعد تطبيق وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحماس.

21 كانون الثاني/يناير 2008، الجيش الإسرائيلي يكمل انسحابه من قطاع غزة، حيث عادت الحياة لطبيعتها بعد 23 يوما من العدوان.

حصيلة الحرب
أسفرت الحرب عن نحو 1500 شهيد من بينهم 926 مدنيا و412 طفلا و111 امرأة، فيما فقد الآلاف بيوتهم إذ تشرد أكثر من تسعة آلاف شخص ودمر 34 مرفقا صحيا وانهارت 67 مدرسة ودمر 27 مسجدا، وغير ذلك من الدمار الهائل الذي أصاب البنية التحتية بغزة.

وخلال الحرب استهدفت "إسرائيل" كل المرافق الحيوية في القطاع إضافة إلى المدارس والجامعات والمساجد والمستشفيات والمراكز الطبية، ومراكز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ومنها مدرسة الفاخورة في جباليا شمال غزة التي تم استهدافها في السادس من كانون الثاني/يناير 2009 بقنابل الفسفور الأبيض الحارقة، مما أدى إلى استشهاد 41 مدنيا وإصابة العديد بجروح وحروق.

جدير بالذكر أنّ الإحتلال إستخدم عددا من الأسلحة المحرمة دوليا في مقدمتها اليورانيوم المنضب، حيث حملت أجساد بعض الضحايا آثار التعرض لمادة اليورانيوم المخفف بنسب معينة، وكذلك الفسفور الأبيض، وقد اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إسرائيل باستخدام الأسلحة الفسفورية.

من جهة أخرى، أطلقت المقاومة الفلسطينية خلال هذا العدوان ما يزيد على 980 صاروخا وقذيفة تجاه مدن ومستوطنات الاحتلال وقواعده العسكرية، كما إستخدمت لأول مرة صواريخ ذات مدى بعيد وصلت لمناطق لم تصلها من قبل. 

ورغم استعمال الاحتلال الأسلحة المحرمة دوليا إلا أنه فشل في تحقيق أهدافه، وتعرض لخسائر كبيرة إذ قتل منه حوالي مئة شخص من بينهم 48 جنديا، فضلا عن إصابة أكثر من أربعمئة شخص، والخسائر المادية التي قدرتها بعض الدراسات وصلت الى نحو 2.5 مليار دولار.

O عمود السحاب 
في الرابع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2012، قامت القوات الإسرائيلية بإغتيال نائب القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري ومرافقه، إثر استهدافه في غارة جوية من سلاح الطيران الإسرائيلي، بينما كانا يستقلان سيارة وسط غزة.

وقامت "إسرائيل" بقصف عنيف لعدد من المواقع التابعة لكتائب القسام، وأخرى تابعة للحكومة الفلسطينية مثل مجلس الوزراء ووزارة الداخلية، ليبدأ بذلك عدوان غزة 2012 تحت إسم "عامود السحاب" . 

أطلقت "إسرائيل" على عمليتها العسكرية ضد غزة اسم "عمود السحاب"، وهي عبارة اصطلاحية من التوراة متعلقة بضياع اليهود في صحراء سيناء 40 عاما زمن النبي موسى (ع)، ومعناها المجازي "العقاب السماوي" في إشارة للضياع وعدم اليقين، فيما اختارت المقاومة عبارة "حجارة السجيل"، ذات الدلالات الدينية الواضحة لدى المقاومة الفلسطينية.

أهداف " إسرائيل" التي سعت لتحقيقها خلال العدوان، كانت واضحة، أهمها:
- استعادة الردع الإسرائيلي المفقود أمام المقاومة الفلسطينية.
- استهداف عدد من القادة الميدانيين للفصائل المسلحة، وتدمير منازلهم.
- تدمير قواعد إطلاق الصواريخ ومخازن السلاح والذخيرة.
- القضاء على ما يمكن من البنية العسكرية للمقاومة. 
- توجيه سلسلة من الضربات الجوية والبرية والبحرية ضد بنى حكومة حماس والقيادات والمؤسسات والكوادر والمنشآت
- أن تقبل حماس بشروط إسرائيل لاستعادة التهدئة بصيغة "الغذاء مقابل التهدئة"، وتبقي لنفسها يدا طليقة في شن العدوانات والاغتيالات متى شاءت، وأينما أرادت.

وإعتمدت "إسرائيل" إستراتيجية جديدة في هذا العدوان "التدمير أولا ثم الحرب"، إذ كان من المعتاد أن تبدأ الحرب بمواجهات ثم تنتهي بتدمير ومجازر، لكن الكيان المحتل أراد توجيه رسالة لدول المنطقة أن سياسة الرد على أي هجوم هي التدمير الواسع والشامل. 

وبانت هذه الإستراتجية خلال حرب "عامود السحاب" إذ في الوقت التي كانت المقاومة الفلسطينية تقصف المستوطنات الجنوبية بصاروخ، كانت "إسرائيل" ترد بغارة جوية تدمر أحياء كاملة، أو سلسلة من المصانع، في محاولة منها لردع الفلسطينيين عن مهاجمتها، أو لجعلهم يفكرون طويلا قبل أن يتحركوا ضدها.

لكن المقاومة الفلسطينية قلبت الموازين بعد ثلاثة أيام من التدمير الشامل، وبرهنت للكيان أنها ما زالت صامدة عبر تجديد قصفها للمستوطنات بوابل من الصواريخ المتوسطة المدى، في وقت كان هدف "إسرائيل" من شن عمليتها "القضاء على صواريخ المقاومة". 

جدير بالذكر أن أول رد عسكري فلسطيني على جريمة اغتيال القائد الشهيد أحمد الجعبري، كان عندما قامت كتائب الشهيد عز الدين القسام بإطلاق صاروخ M75 على تل أبيب، وهو صاروخ فلسطيني محلي الصنع لأول مرة في الخامس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2012. 

وفي اليوم الخامس من العدوان قامت المقاومة بإطلاق صواريخ ذات مدى أبعد ما شكل هزيمة "لإستراتيجية التدمير الشامل" التي لم تستطع وقف إطلاق الصواريخ أو تدمير البينة العسكرية للمقاومة الفلسطينية. 

إستمر العدوان 9 أيام، تم إثبات فيه النظرية التالية: مجموعة من المقاتلين، وحفنة من الصواريخ، لا تستطيع أن تقضي على الجيش المهاجم، لكنها في الوقت نفسه لا تتيح له فرصة تحقيق أهدافه. 

أمام قدرات المقاومة الفلسطينية على الصعيد العسكري والضغط السياسي من جانب الدبلوماسية المصرية وافقت "إسرائيل" مرغمة على وضع اتفاق ينهي العدوان، وتم إعلانه خلال مؤتمر صحفي مشترك جمع وزير الخارجية المصري ووزيرة الخارجية الأمريكية في القاهرة، في الثاني والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر 2012، ونصّ على ما يلي:

1.قيام إسرائيل بوقف كل الأعمال العدائية براً وبحراً وجواً ضد قطاع غزة بما في ذلك الاجتياحات وعمليات استهداف الأشخاص.
2.قيام الفصائل الفلسطينية بوقف كل الأعمال العدائية من غزة تجاه إسرائيل بما في ذلك إطلاق الصواريخ والهجمات من على خط الحدود.
3.فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة السكان أو استهدافهم في المناطق الحدودية والتعامل مع إجراءات تنفيذ ذلك بعد 24 ساعة من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

واتفق الطرفان على تحديد ساعة الصفر لدخول تفاهمات التهدئة إلى حيز التنفيذ، مع حصول مصر على ضمانات من كل الأطراف بالالتزام بما تم الاتفاق عليه، والتزام كل طرف بعدم القيام بأي أفعال من شأنها خرق التفاهمات.

حصيلة الحرب
قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 175 مواطنا، منهم 43 طفلا و18 مسنا، فيما أصيب 1222 آخرين، بينهم 431 مواطنا و207 إمرأة و88 مسنا. في المقابل إعترف الإحتلال بمقتل ستة إسرائيليين, من بينهم جنديان، بينما بلغ عدد الجرحى 240 إسرائيلياً، 

وارتكب خلال عدوانه سلسلة مجازر بحق عائلات كاملة مثل عائلتي الدلو وأبو زور، ونفذ أكثر من 1500 غارة على قطاع غزة، وادعى أنه دمر 19 مقرا قياديا ومركزا للقسام، فيما هدم أكثر من 200 منزل سكني بشكل كامل و1500 منزل بشكل جزئي.

واستهدف الاحتلال خلال عدوانه عشرات المساجد، ودمر اثنين منهم بالكامل بينما تضررت عشرات المساجد جزئيًا، إلى جانب استهدافه عددًا من المقابر.

وزعم أنه استهدف 180 منصة صاروخية موجهة للمقاومة و140 نفقا للتهريب و66 نفقاً للمقاومة، و26 موقعاً لتصنيع وتخزين وسائل قتالية والعشرات من أنظمة إطلاق الصواريخ بعيدة المدى.

وقدرت الخسائر الاقتصادية اليومية المباشرة جراء العدوان في قطاع غزة بمبلغ 5 ملايين دولار، أي بإجمالي 40 مليون دولار خلال فترة العدوان.

في المقابل أعلنت القسام أنها أطلقت 1573 قذيفة صاروخية على مواقع الاحتلال واستهدفت طائراته وآلياته، إضافة إلى استخدامها لأول مرة صواريخ بعيدة المدى ضربت حتى 80 كلم، ولأول مرة في تاريخ الصراع طالت مدينتي "تل أبيب" والقدس المحتلة.

أما سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي فأعلنت انها أطلقت 600 صاروخ على مواقع الاحتلال من بنيها صواريخ فجر 5 وكورنيت إضافة إلى صواريخ غراد.

وكلفت صواريخ المقاومة الحكومة الإسرائيلية نحو 30 مليون دولار لتشغيل نظام القبة الحديدية الدفاعية.

O الجرف الصامد
في السابع من تموز/يوليو 2014، شنت إسرائيل حربها الثالثة على قطاع غزة، تحت إسم "الجرف الصامد"، فيما أطلقت عليها حماس اسم "العصف المأكول". 

العدوان بدأ عند الساعة الواحدة من فجر يوم 8 تموز/يوليو 2014، باستهداف منزل المواطن الفلسطيني محمد العبادلة في بلدة القرارة جنوبي قطاع غزة.

وكانت تلك "الحرب"، هي الثالثة التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة، واستمرت 51 يوما، أي انتهت في آب/أغسطس 2014. 

في اليوم الأول من الحرب استدعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أربعين ألفا من قوات الاحتياط، وارتكب مجزرة في مدينة خان يونس بالقطاع راح ضحيتها 11 شهيدا و28 جريحا فلسطينيا، ثم توالت المجازر، وقصفت المباني والمساجد والبنية التحتية في غارات جوية مكثفة.

في حين أبدت الفصائل الفلسطينية مقاومة شرسة على مدى أيام العدوان، وردت بقصف مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، قبل أن يتوسع قصفها ليطال عشرات المدن الرئيسية والقرى والمستوطنات داخل الخط الأخضر، مثل القدس وتل أبيب ومطار بن غوريون واللد والرملة وهرتزليا وريشون ليتسيون وأسدود وحيفا، وصولا إلى مناطق البحر الميت وحتى بئر السبع.

وخلال الحرب، أعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة "حماس" في 20 من تموز/يوليو 2014، عن أسرها الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة. وبعد يومين، اعترف الجيش الإسرائيلي بفقدان آرون، لكنه رجح مقتله في المعارك مع المقاومة الفلسطينية. 

وبالرغم من الخسارة الكبيرة في الأرواح وحجم الدمار الكبير الذي لحق بغزة إلا أنّ وسائل الإعلام التابعة للكيان المحتل قامت بنشر خسائر الاحتلال وصواريخ المقاومة التي وصلت إلى العمق الإسرائيلي. 

فالمقاومة بينت في هذه الحرب قدرة قتالية عالية ومتطورة، بشكل لم يتوقعه الاحتلال الإسرائيلي الذي لجأ إلى "القبة الحديدية" في التصدي لصواريخ المقاومة الفلسطينية، إلا أنه فشل في تدميرها كلها. 

وبحسب ما أفادت مصادر إسرائيلية آنذاك، فقد كان هدف العدوان الذي تم خلاله شن قرابة 60 ألف غارة إسرائيلية، جواً وبراً وبحرا، تدمير قدرات فصائل المقاومة الفلسطينية وبنية القطاع التحتية ومنازل المواطنين وممتلكاتهم لتحريضهم ضد الفصائل والمقاومة. 

وعلى مدار 51 يوما تعرض قطاع غزة، الذي يُعرف بأنه من أكثر المناطق كثافة للسكان في العالم، (1.9 مليون فلسطيني) لعدوان عسكري إسرائيلي جوي وبري، تسبب باستشهاد 2322 فلسطينيا، 81% منهم من المدنيين، بينهم 578 طفلاً (أعمارهم من شهر إلى 16 عاما) ، و489 امرأةً (20-40)، و102 مسنا (50-80)، و64 لم يتم التعرف على جثثهم لما أصابها من حرق وتشويه، ومقتل 340 مقاوما فلسطينيا، وجرح 10870 من مواطني القطاع، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. 

في المقابل، كشفت بيانات رسمية صهيونية عن مقتل 68 عسكريا من جنودها، و4 مدنيين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيلياً بجروح، بينهم 740 عسكريا، حوالي نصفهم أصيبوا بعاهات دائمة، بحسب بيانات عبرية. فضلا عن الخسائر الاقتصادية الفادحة التي وصلت إلى 560 مليون دولار في قطاع السياحة، و370 مليون دولار وغيرها.

وبلغت عدد الوحدات السكنية المهدمة كلياً 12 ألف وحدة، فيما بلغ عدد المهدمة جزئياً 160 ألف وحدة، منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن. 

وبعد وقف العدوان، تعهدت دول عربية ودولية في تشرين الأول/أكتوبر 2014 بتقديم نحو 5.4 مليار دولار أمريكي، نصفها تقريباً تم تخصيصه لإعمار غزة، فيما النصف الآخر لتلبية بعض احتياجات الفلسطينيين، غير أن إعمار القطاع، وترميم ما خلّفته الحرب، يسير بوتيرة بطيئة عبر مشاريع خارجية بينها أممية، وأخرى قطرية، وتركية. 

وبحسب بيان لحكومة الوفاق الفلسطينية فإن المبلغ المخصص لإعادة الإعمار، لم يصل منه سوى 30%. 

وتوصلت "إسرائيل" والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، برعاية مصرية، إلى هدنة أنهت حرب الـ"51" يوماً، وتضمنت بنود الهدنة استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة في غضون شهر واحد من بدء سريان وقف إطلاق النار.

O العدوان الأخير على غزة .. يومان من الفشل الإسرائيلي وإنتصار كبير للمقاومة الفلسطينية

قامت قوة خاصة من جيش الاحتلال في خان يونس جنوب قطاع غزة، بعملية عسكرية أسفرت عن استشهاد سبعة من المواطنين، بينهم قائد في كتائب القسام، نور بركة و مساعده، ليكون ذلك البداية لعدوان جديد على القطاع، إستهدف جيش الإحتلال البيوت وبعض المؤسسات المدنية، منها : 

1-استهداف منزل لعائلة ضهير بالاستطلاع والحربي شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزة بمنطقة عريبة ولا اصابات.
2- استهداف منزل لعائلة البريم في منطقة بني سهيلا شرق مدينة خانيونس جن ب قطاع غزة بالاستطلاع والحربي وتم تدمير المنزل. 
3-استهداف المبنى الرئيس لفضائية الاقصى بمنطقة الشيخ رضوان وسط مدينة غزة، بعدد من صواريخ الاستطلاع والحربي وتدميرها بالكامل . 
4-استهداف مبنى عمارة الرحمة بشارع العيون بمدينة غزة، والتي تعود لشبكة الاقصى الإعلامية بعدد من صواريخ الاستطلاع والحربي وتم تدميرها بالكامل .
5- استهداف منزل يعود لعائلة العايدي بالشيخ رضوان وسط مدينة غزة وآخر في ارض الشنطي وعدد من الاصابات في المكان . 
6- استهداف فندق الأمل بمنطقة الشاطئ غرب مدينة غزة بعدد من صواريخ الاستطلاع والحربي وتم تدميره بالكامل . 
7- قصف بعدد من الصواريخ لاكاديمية فلسطين في محيط موقع أنصار الحكومي وسط مدينة غزة، وتم تدميره بالكامل .
8- استهداف بناية تعود لعائلة اليازجي في محيط مطعم بالميرا وسط مدينة غزة وتم تدميرها بالكامل .
9-استهداف عدة مواقع للمقاومة الفلسطينية والضبط الميداني بكافة مناطق القطاع منذ بدايةالتصعيد .

رداً على ذلك أطلقت المقاومة الفلسطينية أكثر من 450 صاروخاً اتجاه المستوطنات الاسرائيلية في منطقة غلاف غزة، وما ادى الى مقتل اربعة على الأقل من مستوطني وجنود الاحتلال وإصابة 100 بجروح، بالاضافة الى اشتعال الحرائق وتدمير العديد من المنازل والعمارات السكنية بعسقلان. 

حصيلة العدوان
إستشهاد 7 مواطنين وإصابة أكثر من 27 آخرين بجروح متوسطة وطفيفة. 

تدمير قوات الاحتلال 880 وحدة سكنية، بينها 80 وحدة سكنية هدم كلي، و50 وحدة سكنية أضرار جزئية بالغة، و750 أضرار جزئية طفيفة ومتوسطة.

مقتل 4 مستوطنين وجرح 100 آخرين خلال قصف المقاومة الفلسطيية للمستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة بأكثر من 450 صاروخاً وقذيفة.

وكشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية عن حجم الخسائر التي تكبدتها "إسرائيل" جراء رد المقاومة الفلسطينية على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ووفق الصحيفة، فإن حجم الخسائر المباشرة في جولة التصعيد الأخيرة "فاقت المتوقع".

وفي التفاصيل، قالت الصحيفة "تضررت 317 شقة سكنية منها 286 شقة سكنية في عسقلان، كما تضررت 81 مركبة منها 36 مركية في عسقلان". وأضافت الصحيفة "هناك أربع مزارع تضررت، إضافة لـ 4 بنى تحتية أخرى".

استهداف المقاومة لحافلة تقل عشرات الجنود الإسرائيليين بصاروخ مضاد للدبابات من نوع كورنيت ما أدى إلى تدميرها واحتراقها. 

هددت المقاومة بقصف مدينة المجدل (تبعد 25 كم عن غزة) بالصواريخ، وتوسيع دائرة القصف واستهداف مدينتي "أسدود" و"بئر السبع"، في حال تمادى الاحتلال في استهداف المباني المدنية بالقطاع.

استمرت الجولة يومين فقط انتهت باعلان الاحتلال وقف النار، ليبدأ بعدها بلملمة هزائمه على المستويين العسكري والسياسي، حيث استقال وزير حرب الكيان افيغدور ليبرمان معلنا أن الكيان هزم وأذل أمام غزة، لتدخل حكومة نتنياهو في دوامة من الترنح، ما قد يضطرها الى حل الكنيست والاعلان عن اجراء انتخابات مبكرة.