مصعب صلاح تابعوه على تويتر
برشلونة في أزمة، مستوى متراجع ونتائج سلبية أمام منافسين أقل إمكانيات من برشلونة. هزيمتان في 12 جولة من بينها مرة في "كامب نو" بعد سلسلة قياسية لأكثر من 40 مباراة دون هزيمة على ملعبه.
الفريق الذي خسر من بيتيس برباعية وتعادل مع جيرونا وفالنسيا وأتلتيك بلباو هو ذاته الذي سحق ريال مدريد بخماسية وتفوق على توتنهام وانتر وإشبيلية في المباريات المختلفة.
النادي الكتالوني هو أكثر فريق متذبذب في الموسم الجاري، بين مباريات تعيد ذكريات الجيل الذهبي من سيطرة واستحواذ ولقاءات أخرى تجعله خصمًا هشًا بدفاع مرتبك يستقبل 18 هدفًا في 12 لقاء فقط في الليجا.
ما الذي يعيشه البلوجرانا حاليًا، كيف تغير شكله عن الموسم الماضي رغم أنّ المدرب إيرنستو فالفيردي لم يتغير، الحقيقة أنّ الفلسفة تغيرت وطريقة اللعب صارت تناسب اللاعبين أكثر لكن لا تتفق مع هوى المدرب.
إليكم أبرز ما جاء خلال مباراة إيطاليا والبرتغال والتي أنتهت بالتعادل السلبي???? pic.twitter.com/UD0QigTb6w — جول العربي - Goal (@GoalAR) November 18, 2018
الواقعية السحرية
في الموسم الماضي، رحل نيمار وبعدها تلقى برشلونة هزيمة مهينة من ريال مدريد في السوبر الإسباني ثم إصابة لويس سواريز وعثمان ديمبلي وتقديم جيرارد ديولوفيو أداءً يتسم بالقلق والارتباك اضطر فالفيردي للتدخل وتغيير أسلوب اللعب.
4-3-3 التي عاشت سنوات في برشلونة تحولت إلى 4-2-2 المسطحة مع حصول باولينيو على فرصة أكبر للمشاركة أساسيًا وبوجود ليونيل ميسي وسواريز في الخط الهجومي.
برشلونة تغير منذ حينها، النتائج كانت على أفضل ما يكون ولكن فلسفة الفريق تحولت للنقيض تمامًا فصار البلوجرانا - وبالأخص في المباريات خارج ملعبه - يحاول السيطرة في البداية لتسجيل هدف المبادرة ثم يتراجع للخط الخلفي بصورة كاملة ويترك المنافس حر في بناء الهجمات وبعدها يعتمد على المرتدات.
فاز بهذه الطريقة على أكثر من منافس في مباريات كان بطلها الأول مارك أندريه تيرشتيجن، حارس المرمى، وميسي الهداف دون شك.
في حال فشل برشلونة في التهديف أولًا واستقبل هدفًا، فإن النادي الكتالوني كان يمتلك فلسفة هجومية تقتصر على دور ميسي في بناء وصناعة وتسجيل الأهداف، وربما كان الدرس الوحيد الذي يقوله فالفيردي للاعبين في غرفة الملابس هو لا تنسوا التمرير للبولجا.
بعد الفوز دون ميسي - كيف أضر البرغوث بخطط فالفيردي؟
نقطة التحول
الواقعية نجحت مع برشلونة في الليجا وخاصة مع سقوط ريال مدريد المدي والهزائم المتكررة ليصبح متصدرًا الترتيب وربما حسم اللقب في يناير، ولكن فالفيردي لايزال قلقًا من خسارة اللقب لذلك استمر بالفلسفة ذاتها دون تعديل.
في دوري الأبطال لم يكن مستوى الفرق مطمئنًا على الإطلاق، فمع إيرنستو لم يسجل أي لاعب سوى ميسي هدفًا خارج الديار سواء في دور المجموعات أو الإقصائية، وللدقة البرغوث أحرز مرة واحدة فقط ضد تشيلسي.
أمام سبورتنج لشبونة فاز برشلونة بهدف عكسي وتعادل سلبيًا مع أوليمبياكوس ويوفنتوس وتعادل بهدف لمثله مع تشيلسي وأخيرًا الهزيمة المهينة من روما بثلاثية نظيفة.
الواقعية التي دفعت فالفيردي للعب بأسلوب دفاعي صريح ضد روما الأضعف على جميع المستويات جعلته يخرج بصورة مهينة من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، رغم انّه حينما أشرك ديمبلي في الدقائق الأخيرة وصل النادي الكتالوني لمرمى أليسون بيكر في مناسبتين لولا الارتباك والاستعجال لربما دخلت واحدة منهما المرمى.
انهار معبد إيرنستو عليه بفضيحة غير مقبولة، وتراجع مردود الفريق البدني بصورة واضحة بسبب عدم اهتمامه بالمداورة ونسيانه أو تناسيه أن ميسي وسواريز كسرا حاجز الثلاثين.
ومن هنا تلقى فالفيردي وابلًا من الهجوم، والجماهير الصامتة تحركت لتصرخ وتعبر عن غضبها من الأداء قبل النتيجة فكان الرد مؤقتًا في نهائي كأس الملك بخماسية ضد إشبيلية في مباراة من الزمن الجميل.
تحليل | برشلونة وإنتر .. هل حان الوقت للإشادة بفالفيردي؟
إرضاء الجمهور وليس النفس
بين الموسمين تحدثت الإدارة مع فالفيردي وطلبت منه بوضوح احترام فلسفة وتاريخ برشلونة ومدرسة الفريق الكتالوني وجلبت الصفقات المناسبة لهذا الأمر وعلى رأسهم آرتور هنريكي من جيريمو.
الصفقات ربما تناسب طريقة لعب برشلونة لكنها لا تتفق مع أهواء فالفيردي، فلو امتلك المدرب قرارًا لما تخلى عن باولينيو ولا أندريه جوميز ولما وافق على ضم فيدال وآرتور.
قرر إيرنستو العودة إلى 4-3-3 ولكن دون ابتكار بوجود راكيتيش في الوسط والمطالب بأدوار لا تناسبه على الإطلاق ليواجه الفريق نسخة غير مفهومة.
في غياب ميسي استطاع العودة إلى طريقته القديمة ولعب الفريق بصورة جيدة أمام ريال مدريد وإنتر وحقق الفوز في جميع اللقاءات باستثناء تعادل وحيد مع النيراتزوري في سان سيرو.
لماذا يكرهون فالفيردي؟
الأسلوب الحالي لبرشلونة يجعل الخطوط متباعدة والمسافة بين لاعبي الوسط والدفاع تسمح لأي منافس بالضغط والتسجيل وذلك لأنّ إيرنستو لم يعتد هذا الأمر، فطريقته المفضلة 4-2-3-1 لن تجدي وأسلوبه المتحفظ لا يناسب رغبات وتطلعات الجماهير.
أزمة كبيرة أن تشتري سيارة سباق ثم تترك مبتدئًا يقودها، طبيعي أن تبدو بطيئة غير صالحة رغم أنّها تمتلك كل الإمكانيات التي تجلعها في المرتبة الأولى.
مشكلة برشلونة حاليًا أنّ اللاعبين لا يستطعون تنفيذ أفكار إيرنستو، وفالفيردي لا يمكنه اللعب بفلسفة برشلونة مما جعل هوية الفريق ممزقة وكل مباراة يمكن أن تنتهي بفوز عريض أو خسارة مذلة.
على إيرنستو أن يجد حلًا بين إرضاء الجماهير والإدارة ورضا نفسه والتزامه بما يعلم، فربما يستطيع في النهاية خطف لقب يجعل رحيله مكرمًا بدلًا من أن يبقى نقطة سوداء في تاريخ النادي الكتالوني.