تقلصت فرص الجامعة المغربية في الاستفادة من موهبة بحجم ذو الأصول المغربية ماتيو جويندوزي، بعد حضوره الأول مع منتخب شباب فرنسا تحت 21 عامًا، في مواجهة الخميس الماضي، ضد شباب كرواتيا، التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما.
من هو جويندوزي؟
وُلد من أبوين مغاربة في ضاحية بويسي –إحدى ضواحي باريس- عام 1994، وفي بدايته كناشئ، التحق بأكاديمية باريس سان جيرمان في الفترة بين عامي 2005 و2014، لينتقل بعد ذلك إلى لوريان، وبعد عام واحد من انضمامه لفريق الشباب، تم تصعيده للفريق الأول، وشارك بالفعل مع الفريق في 7 مباريات قبل الهبوط لليج1 عام 2016.
أبدع جويندوزي في دوري القسم الثاني، ورغم كثرة مشاكله مع المدرب ميكائل لاندرو، الذي أخرجه من الحسابات 3 أشهر، على خلفية مشاكل شخصية بينهما، إلا أن موهبته لم تمنع كشافة آرسنال من متابعته، حتى بعد عودته من التجميد، تم استبعاده في آخر 4 مباريات من الموسم، لرفضه تمديد عقده، الذي كان سينتهي في صيف 2019، لينتقل إلى المدفعجية مقابل 8 مليون يورو، ويقترب رويدًا رويدًا من منتخب فرنسا الأول.
النية مُبيتة
حاول مدرب أسود أطلس هيرفي رونار، استدعاء صاحب الـ19 عامًا لصفوف المنتخب العربي في شهر أكتوبر الماضي، إلا أنه صُدم برد اللاعب، الذي رفض الفكرة بُرمتها، وبحسب أغلب التقارير الصحافية المغربية التي تحظى بمصداقية لا بأس اللاعب، قال اللاعب بالنص "لن ألعب للمغرب حتى لو اُضطررت للانتظار فترة أطول للحصول على فرصتي مع منتخب فرنسا الأول".
عقلية الجيل الثاني
مثل منير الحدادي، نبيل فقير، حاتم بنعرفة، كريم بنزيمة وبقية من انحازوا لبلد المولد على حساب وطن الأهل والأجداد، هؤلاء لا يُعاب عليهم، كل ما في الأمر أنهم يَحملون أسماء عربية، لكن بعقلية ولسان وصبغة أوروبية 100%، ومشهورين عالميًا "بالجيل الثاني من المهاجرين"، والمُشكلة الحقيقية، أن الكثير منهم يعلق في وسط الطريق، بعدها يتحسر على قرار اختيار البلد الأوروبي من جانب، ويندم على تفويت فرصة اللعب لمنتخب العائلة من جانب، ولنا عشرات الأمثلة غير الناجحة مقابل نموذج زيدان ونماذج أخرى تُعد على الأصابع.
هل يملك مقاومات اللعب لمنتخب فرنسا الأول؟
حتى الآن، يُمكن القول بأنه عبر عن نفسه، كلاعب واعد وصاعد بسرعة الصاروخ في مركز رقم (6)، بطريقته العدوانية في محاولة الوصول للكرة بدون ارتكاب أخطاء، ورغم صغر سنه، إلا أنه يُجيد غلق المساحة أمام منافسيه مع قدرة على افتكاك الكرة، على طريقة بوسكيتس بالذات، بوضع جسده أمام المنافس، مع تحكم في الكرة، ومع المدرب أوناي إيمري، أثبت في وقت قياسي أنه مشروع لاعب وسط ارتكاز كبير في المستقبل.
حجر العثرة
مشكلة جويندوزي الوحيدة، والتي قد تتسبب في ندمه على قرار رفض المغرب في المستقبل، وفرة الأسماء اللامعة في مركزه، حتى قائد الوسط بول بوغبا، عمره لا يزيد عن 25 عامًا، هذا في الوقت، الذي تُناضل فيه أسماء بحجم أدريان رابيو للحصول على نصف فرصة مع الديوك، أما غير ذلك، فذو الأصول المغربية، يملك ما يكفي من الموهبة للتعبير عن نفسه مع أبطال العالم.
???? لـ مشجعي الأهلي، لا تقلقوا .. هذا الفيديو لا يحتوي على هدف أنيس البدري pic.twitter.com/wmbrxJonSU — جول العربي - Goal (@GoalAR) November 18, 2018