زيارته الى بغداد نقطة تحول في العلاقة بينها واربيل
أعتبر محلل سياسي عراقي زيارة الزعيم الكوردي مسعود بارزاني الى بغداد ، نقطة تحول في العلاقة بين اقليم كوردستان وبغداد، قائلاً «هذه الزيارة تمثل في الواقع نقطة تحول كبيرة في العلاقة بين أربيل وبغداد وهي محاولة لدفع العقد والملفات العالقة نحو الحل".
الدكتور إحسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي ، قال في تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية أن « القوى العراقية في بغداد لاتزال ترى في بارزاني زعيما وطنيا كبيرا لا يمكن التوصل إلى أي حل من دونه». مشيراً إلى أن «العلاقة الجيدة بين بارزاني وعبد المهدي سوف تسهم كثيرا في تخطي كثير من العقبات».
وكان الزعيم الكوردي رئيسا لإقليم كوردستان وشهد الاقليم ازدهاراً كبيراً في عهده قبل أن يتنحى مع انتهاء ولايته الرئاسية بعيد الاستفتاء ، ويرأس اليوم الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، اكبر الاحزاب الكوردية والعراقية،والذي تصدر في سبتمبر/أيلول الماضي نتائج الانتخابات التشريعية بالإقليم وقبلها الانتخابات التشريعية العراقية بعد خوضه تلك الانتخابات منفرداً من دون تحالفات ليحل خامساً .
وقاد الزعيم الكوردي ،عملية استفتاء الاستقلال في اقليم كوردستان في 25 سبتمبر/ أيلول 2017 حيث جاءت نتائج الاستفتاء لصالح الاستقلال بأغلبية كبيرة ، لكن بغداد اعتبرت العملية غير قانونية، وعلى الأثر، شنت هجوماً عسكرياً غير مبرر على كركوك ومناطق كوردستانية خارجة عن ادارة اقليم كوردستان او ماتسمى بـ (المتنازع عليها) كما وفرضت اجراءات وعقوبات اقتصادية على الاقليم.
ولكن منذ تسمية عبد المهدي رئيسا للوزراء في أكتوبر/ تشرين الأول ، بدا أن التوتر انخفض بين الطرفين وأعلن الجانبان التوصل إلى اتفاق الأسبوع الماضي لاستئناف صادرات نفط كركوك عبر اقليم كوردستان ، وقال عبد المهدي للصحافيين أول من أمس : «يهمنا جداً أن تكون العلاقات بين أربيل وبغداد جيدة وسالكة، والحقيقة أننا فعلاً شاهدنا تحسنا كبيرا على الصعد كافة».
وقد حظي الرئيس بارزاني باستقبال كبير في مطار بغداد الدولي حيث تقدم كبار مستقبليه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وزعيم تحالف الفتح هادي العامري وعدد من الوزراء والنواب وكبار المسؤولين .
في السياق نفسه ، عد عضو البرلمان العراقي السابق عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني ماجد شنكالي في تصريح للصحيفة زيارة الزعيم الكوردي إلى بغداد بأنها «بداية جيدة لحل المشكلات العالقة لا سيما أنها تأتي بعد آخر زيارة قام بها إلى بغداد عام 2016». مبينا أن «الكورد دائما يؤكدون ثوابت ثلاثة في تعاملهم مع بغداد وهي التوازن والتوافق والشراكة الحقيقية في صناعة القرار وهو ما لم يتوفر حتى الآن».
وأوضح شنكالي أنه «رغم وجود بوادر إيجابية بشأن الزيارة لكن هناك مشكلات أساسية لا بد من معالجتها أبرزها الموازنة المالية وقضية البيشمركة والمادة 140 من الدستور».
وفور وصوله إلى بغداد بحث الرئيس بارزاني مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الملفات العالقة بين الطرفين ، وأهمها المناطق (المتنازع عليها) وفي مقدمتها كركوك وقوات البيشمركة والموازنة المالية.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع عبد المهدي جدد الرئيس مسعود بارزاني دعمه للحكومة التي يرأسها عادل عبد المهدي. وقال إن «زيارتي إلى بغداد هي من أجل تهنئة أخي وصديقي دولة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي». وأضاف: «نلتزم بالاتفاق ولكي نتسامى فأنا أناديه بأبي هاشم وهو يناديني بأبي مسرور».
وتابع الرئيس بارزاني قائلا: «كان لأبي هاشم دور كبير في صياغة الدستور وبمواقف كبيرة أخرى»، مردفا بالقول: «استبشرنا خيرا بتوليه منصب رئيس الحكومة العراقية». وقال أيضا: «أعبر عن دعمنا الكامل للأخ الدكتور عادل عبد المهدي وسنتواصل في سبيل تعزيز العلاقات والثقة التي كانت موجودة أصلا ولحل الإشكالات العالقة».
من جهته، وصف عبد المهدي الرئيس بارزاني بأنه « مهندس كبير في عملية بناء العلاقات ليس فقط في العراق والمنطقة بل في العالم، ونحن نحمل تاريخا طويلا ومشتركا». وأضاف عبد المهدي: «للرئيس برنامج حافل ومكثف للقاء جميع الشخصيات العراقية»، مبينا أن «اللقاءات سوف تتكرر في بغداد أو أربيل من أجل حل المشكلات العالقة بين الطرفين».
بدورها رحبت الولايات المتحدة الامريكية بالزيارة واصفة اجتماعه برئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي بـ"المهم" .
جاء الترحيب الامريكي على لسان الممثل الخاص للرئيس الامريكي في التحالف الدولي ضد داعش بريت ماكغورك ، الذي غرد على حسابه في تويتر بعد ساعات قليلة من وصول الرئيس بارزاني الى بغداد ، قائلاً ان الولايات المتحدة والتحالف الدولي يرحبان بزيارة رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني الى بغداد بهدف عقد اجتماع مهم مع رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي .
كما اكد ماكغورك في تغريدته التي طالعتها(باسنيوز) على ان تقوية العلاقات والتنسيق والتعاون بين الحكومتين العراقية واقليم كوردستان مهمان للقضاء على داعش.