بالأسماء.. قناة الحرة الامريكية تفصل عشرات من العراقيين العاملين في قناة "الحرة عراق"

آخر تحديث 2018-11-24 00:00:00 - المصدر: اخبار العراق

اقدمت قناة الحرة الامريكية على تسريح العشرات من عامليها العراقيين في خطوة وصفها بالمفاجئة على الرغم من تسريبات اشارت الى انها تعمل على اعادة الهيكلة. واعتمدت هذه القناة على الاعلاميين الذين دعموا الاطاحة بنظام صدام حسين، وبعد الانتهاء من ملف العراق تعمل الآن على الاعتماد على اعلاميين مناهضين لطهران. ومعظم الصحفيين العراقيين يمثلون مذاهب متعددة لكنه لا يعرف بالضبط ما اذا كان فصلهم مرتبط بمواقفهم من الخطاب المتغير في القناة. وباتت القناة تعتمد نهجاً اكثر تشدداً من ايران. ومن بين المفصولين سعدون محسن ضمد وهبة باسم وقاسم العجرش وقيس حسن وفاضل النشمي وعماد جاسم وعارف الساعدي وكاظم مرشد سلوم واحمد هاشم وستار عواد ومحمد غازي الاخرس.

وعبر المرصد العراقي للحريات الصحفية على المصير المهني لـ34 صحفيا يعملون كمقدمي ومعدي برامج في مكتب قناة الحرة عراق في بغداد بعد قرار الإدارة الجديدة إنهاء خدماتهم بطريقة تعسفية، ودون وعود بالتعويض المادي، أو ضمانات بعمل بديل، ويؤكد المرصد رفض القرار التعسفي، ويطالب بالعودة عنه. وقال عاملون في مكتب الحرة عراق ببغداد للمرصد: إن مقدمي البرامج أبلغوا بالقرار قبل يومين، ولم يتم الحديث معهم عن تعويضات، أو عمل بديل، أو صيغة تعاقدية جديدة. ويلفت المرصد نظر إدارة قناة الحرة في العاصمة الأمريكية الى أن مقدمي البرامج في مكتب بغداد يعملون في ظروف معقدة منذ العام 2004 والى اليوم، وتعرض عديد منهم الى عمليات ترهيب وتصفية وملاحقة وإختطاف، وأضطر عدد منهم الى نقل أسرهم الى خارج العراق لحمايتهم من التهديد اثناء وجود القوات الأمريكية. كما ويشير المرصد الى أن قناة الحرة أسست بقرار من الإدارة الأمريكية وبأموال مشرعنة من الكونغرس كاعلى سلطة تشريعية في الولايات المتحدة، وبالتالي فليس مقبولا إنهاء خدمات هولاء الصحفيين بطريقة تعسفية وإبدالهم بصحفيين من جنسيات عربية أخرى، ويدعو المرصد المؤسسات الصحفية الى إعلان التضامن مع العاملين في قناة الحرة عراق الذين يواجهون مصيرا مهنيا مجهولا بعد 14 عاما من العمل المتواصل، وينوه الى أن مصيرا مشابها واجهه العديد من الصحفيين والفنيين في قنوات فضائية وصحف ووكالات أنباء محلية خلال السنتين الأخيرتين، ولم يحصلوا على تعويض مادي أو عمل بديل، وبحسب إحصائيات نقابة الصحفيين فإن 470 صحفيا ومساعدا فنيا قتلوا منذ 2003 وحتى اليوم. وأثارت القرارات الأخيرة التي اتخذتها إدارة قناة الحرة الأمريكية الناطقة بالعربية، ضجة واسعة، بعد تسريحها عشرات الموظفين الذين يعملون بمكتبها في العراق، في الوقت الذي يتم فيه توسيع مكتب الإمارات وتعيين نحو 100 موظف جديد، وتحويله إلى مكتب إقليمي. وتحدث الصحفي العراقي حسين الحاج، أن عملية التسريح قابلها توظيف لأشخاص محسوبين على جهات معينة قائلا: "تعرض الزملاء الصحفيون في قناة الحرة عراق لانتهاك صارخ من خلال عملية إزاحة تعسفية غير مسبوقة، المشكلة تكمن بأن من تسلم الإدارة الجديدة في الحرة ليس أكثر كفاءة من الزملاء المقالين، والحُلة الجديدة التي تحدثوا عنها هي ليست إلا " تمصير" للقناة. وأضاف: "فإسلام البحيري وإبراهيم عيسى لا يفهمون مزاج المشاهد العراقي، وغير قادرين على التفاعل معه، في وقت يلغى برنامج مهم ويعد النافذة الأبرز للثقافة العراقية منذ 13 عاما، مثل برنامج "أبواب" و "العمود الثامن"، الذي يعده الزميل فاضل النشمي ويقدمه الدكتور عارف الساعدي". القصة لم تبدأ مؤخرا، بل كانت عملية ممنهجة، بدأت تعيين الكوبي ألبيرتو فرنانديز (1958) عام 2017 رئيسا لـ "شبكة الشرق الأوسط للإرسال" (MBN/ التي تضمّ "الحرّة" و"راديو سوا")، تلاه انضمام نارت بوران إلى الشاشة حديثا وتبوؤه منصب نائب المدير العام ومدير المحتوى. علما بأنّ بوران كان الرئيس التنفيذي لقناة "سكاي نيوز عربية" طوال السنوات السبع الأخيرة. كلا الرجلين، فرنانديز وبوران لهما علاقة قوية مع الإمارات، ففرنانديز، يعمل في مركز تديره دولة الإمارات، ويحمل صفة زميل غير مقيم في الشرق الأوسط لشؤون السياسة والإعلام، وهذا المركز يدار من قبل مستشاري ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد. وبحسب مركز "ترندز" فإن فرنانديز من الشخصيات الداعمة لإسرائيل، وهو أحد صناع القرار في معهد بحوث الشرق الأوسط، الذي يجبر جهاز الموساد الإسرائيلي ووظيفته الرئيسية تتمثل في الترويج لـ"الإسلاموفوبيا". أما بوران، فقد قاد من قناته السابقة الحملة المعروفة على قطر منذ بداية الأزمة الخليجية، لكنه انتقل إلى الولايات المتحدة بعد استلامه المنصب في قناة الحرة. وبعد تسلم هذين الرجلين المقربين من الإمارات سدة القيادة، أصبح المكتب الرئيسي لقناة الحرة في الإمارات، وتم تعيين جدد في مكتب دبي. وفي الوقت الذي تحدث فيه بعض المعلقين عن "تمصير" القناة، أي جعل أغلب كادرها من مصر، وعلى رأسهم الإعلاميان إبراهيم عيسى وإسلام البحيري، فإن آخرون يرون أن هؤلاء الأشخاص وغيرهم من الموظفين الجدد وإن كانوا مصريين، فإن هواهم إماراتي سعودي. ويقول الصحفي العراقي سالم مشكور: "الحرة لا تتعرض للتمصير بل للسعودة، ليس بالأشخاص، إنما في الخطاب واتجاهه. باتت قناة مؤدلجة بعدما كانوا يفتخرون بمهنيتها التي أكسبتها جمهورا واسعا في العراق". ونقل موقع "ألترا صوت" عن أحد الموظفين قوله: "يريدون تغيير السياسة المطلقة للقناة، لا تطوير أدائها.. هناك إنفاق مالي كبير في مكتب دبي لم يحدث في تاريخ القناة، إذ كانت تشهد شحة في التمويل لأكثر من ثماني سنوات.. لكن الآن تم بناء استوديوهات جديدة وضخمة في دبي وبغداد"، متسائلا: "هل ازدادت ميزانية الحرة أو تلقت دعما ماليا من جهة ما؟". وأضاف المصدر العامل في مكتب قناة الحرة بواشنطن، أن "الحرة بحلتها الجديدة تتجه نحو الحرب على إيران بكل الوسائل الممكنة، وبالتعاون مع الوسائل الإماراتية". وأشار أيضا إلى أنها "تمضي في العمل على اتهام تركيا بلعب ورقة الصحفي جمال خاشقجي سياسيا، وتتجاهل الكونغرس وأعضاءه بمواقفهم السلبية من السعودية في قضية خاشقجي". ووصف المصدر توجه القناة الجديد بأنه "أحادي الجانب يمثل الإمارات والسعودية بالدرجة الأساسية، وهذا ما تثبته التوجيهات التي تصل إلينا بخصوص التعاطي مع الأحداث في المنطقة، بدءا من إيران وليس انتهاء بجمال خاشقجي"، مبينا أنه "بحسب التوجيهات الواردة لنا، فلا يمكن أن نتجاهل أي خبر يخص محمد بن زايد". وظهر أثر التوجه الجديد بإقصاء أحد كبار الإعلاميين اللبناني حسن منيمنة عن القناة، وتعليق اكتتابه في القناة، بعد أن "قال إن مطاردة تمويل حزب الله تبدأ من الإمارات. وقد أُجبر على الكتابة ضد قطر من أجل السماح له بالكتابة مرة أخرى لموقع الحرة"، بحسب ما يقول الصحفي السابق في الحرة زياد بنجماين. وخطت قناة "الحرة" منذ يوم الأحد الماضي الخطوة الأولى نحو أكبر عملية تطوير شهدتها منذ تأسيسها عام 2004، لتطل على مشاهديها بوجوه جديدة، مضمون شيق وجدول غنى بالأخبار والبرامج الجريئة والمميزة. وينطلق البث الجديد الساعة 17:00 بتوقيت جرينتش، من سبرنغفيلد – فيرجينيا، على أن تنضم استوديوهات القناة فى دبى لاحقا لمواكبة فارق الوقت بين الولايات المتحدة الأمريكية والمنطقة العربية. ألبرتو فرنانديز، رئيس شبكة الشرق الأوسط للإرسال MBN التى تضم قناة "الحرة"، الحرة -عراق" وراديو "سوا"، قال: "باتت لـ"الحرة" هوية وأصبحت جاهزة للمنافسة وهذا هدفى منذ استلامى إدارتها". وأضاف فرنانديز: "إن خطوة اليوم ما هى إلا بداية التحسين الذى سيتواصل فى الأشهر المقبلة ليطال الشكل والمحتوى". من استوديوهاتها الجديدة تواكب "الحرة" الحدث فى الشرق الأوسط، شمال أفريقيا، الولايات المتحدة والعالم بنشرات أخبار مخصصه لكل منطقة، منها نشرتان يوميتان مكرستان لشمال إفريقيا ونشرة للولايات المتحدة. وتقدم "الحرة" باقة برامج حديثة، فضلا عن أخرى تم تحديثها بما يتوافق والهوية الجديدة للقناة. من هذه البرامج. "فى الممنوع": منبر أسبوعى للمفكرين المؤثرين الذين همشت أصواتهم ومنعت أعمالهم فى العالم العربي. "إسلام حر": يسلط البرنامج الضوء على الجانب المشرق من الدين الإسلامى، ويسعى لتصحيح المفاهيم المغلوطة عنه. "هوليوود نيوز": من قلب عاصمة السينما العالمية ومن داخل أبرز استوديوهاتها، أخبار ولقاءات مع أكبر نجوم الأفلام الأمريكية. "الحكى سورى": برنامج أسبوعى يناقش التطورات الأمنية، السياسية والأزمة الإنسانية. "عاصمة القرار": مناظرة أسبوعية حول السياسة الأمريكية الخارجية المرتبطة بالشرق الأوسط تستعرض لمواقف الأطراف التى ساهمت بصناعة القرار. "الحرة تتحرى": برنامج جديد مختص بالصحافة الاستقصائية يسعى إلى كشف الأسرار وتوضيح الحقائق. ويقدم بنسختين واحدة تعرض على "الحرة" والأخرى على "الحرة-عراق". "المرتدون إلى أوطانهم": يقدم البرنامج قصصًا إنسانية عن أشخاص انضموا إلى تنظيم "داعش" ثم خرجوا منه ويروى محاولات اندماجهم فى المجتمع وبناء حياة مختلفة. "سام وعمار": برنامج سياسى يقدم وجهة نظر ليبرالية عن مختلف القضايا التى تهم المواطن العربى. "مختلف عليه": برنامج أسبوعى يقدم رؤى مختلفة للتراث الإسلامى، ويناقش كل ما هو "مختلف عليه" من موضوعات وأشخاص تركوا أثرا فى تاريخ هذا الدين. "حديث الخليج": برنامج حوارى يبرز المستجدات فى دولِ مجلس التعاون الخليجى والقضايا الإقليمية والدولية المرتبطة بالمنطقة. "داخل واشنطن": برنامج يتناول قضايا سياسية واجتماعية. التغييرات فى الشكل والمحتوى ستشمل أيضا قناة "الحرة - عراق"، راديو "سوا" وموقع "الحرة" على شبكة الإنترنت. تبث قناتا "الحرة" و"الحرة - عراق" عبر قمرى "عرب سات" و"نور سات" إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتتولى "شبكة الشرق الأوسط للإرسال" MBN إدارتهما، وهى مؤسسة لا تبغى الربح يمولها الكونجرس الأمريكى من خلال هبة مقدمة من الوكالة الأمريكية للإعلام الدولى USAGM.