فّرط أتليتكو مدريد، في فرصة نادرة الحدوث في العشرية الثانية للقرن الجديد، بتعادله مع ضيفه برشلونة بهدف للكل في سهرة السبت التي جرت على ملعب "واند متربوليتانو"، ضمن منافسات الجولة الثالثة عشر للدوري الإسباني، لتستمر العقدة الكاتلونية للهنود الحُمر، للعام الثامن على صعيد بطولة الدوري.
حسرة المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني وأنصار الأتليتي، لم تقتصر على الفشل في فك عقدة "ليو ميسي" ورفاقه، بل في إهدار فرصة أخرى لا تتكرر كثيرًا، باعتلاء صدارة الدوري، بفارق نقطتين عن برشلونة وستة عن ريال مدريد، الذي تجرع مرارة الهزيمة بالثلاثة أمام إيبار، إلا أن هدف المتمرد عثمان ديمبلي في الدقائق الأخيرة، أعاد "التشولو" ورجاله إلى الواقع المرير.
أتليتكو مدريد محلك سر
سهرة السبت، لخصت ما وصل إليه الروخي بلانكوس مع سيميوني في موسمه الثامن مع الفريق، لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد، نفس الأسلوب، نفس العقلية، نفس الأخطاء، خصوصًا المتعلقة باستقبال الأهداف في الدقائق الأخيرة، التي تسببت عام 2014 في ضياع لقب الأبطال، وغيرها من المواعيد الحاسمة، لكن ما يُثير غضب الرأي العام في أتليتكو مدريد، أن الفريق لا يُظهر جديته في تحقيق أهداف وطموحات الجماهير، بعد الميركاتو الصيفي الأخير الضخم، الذي أنفق فيه الرئيس ما يزيد عن 123 مليون يورو، منهم 70 مليون في مفتاح اللعب الفرنسي توماس ليمار.
تفاعل قريب من الصفر
هذا أدق وصف لتأثير الصفقات الجديدة على فريق "التشولو"، في مقدمتهم القادم من موناكو، خاض مع الفريق 12 مباراة على مستوى الليجا، لم يُسجل سوى هدفًا ومثله تمريرة حاسمة! الأمر ينطبق على كل الصفقات الجديدة بدون استثناء، والأسوأ من ذلك، الهبوط الجماعي في مستوى أهم وأبرز اللاعبين.
سفاح سابقًا
صدق أو لا تُصدق. هدف دييجو كوستا في البرسا، كان الأول بالنسبة له على مستوى الدوري الإسباني منذ نوفمبر الماضي، طوال الفترة الماضية، بدا بثوب المهاجم اللطيف، وليس ذاك الذئب الذي يفعل كل ما هو مشروع وغير مشروع للوصول للشباك، لكن الآن وبعد عودته للتسجيل من باب حامل اللقب، فعليه استغلال هذه الدفعة المعنوية، ليستعيد غريزته التهديفية في الأسابيع القادمة الفارقة بالنسبة للأتليتي.
أشياء أخرى يحتاجها أتليتكو
عودة المصابين في أسرع وقت، بالذات قلب الدفاع المُخضرم دييجو جودين، والظهير الأيمن خوان فران، على الأقل لرفع الروح المعنوية للاعبين في غرفة خلع الملابس، بجانب ذلك، يبدأ تأثير ليمار وزملائه الجديد، على اعتبار أنهم سيكونوا قد حصلوا على وقت كافي، للتكيف والانسجام مع الفريق وأفكار المدرب.
استغلال معاناة الريال والبرسا
واحدة من أهم الأشياء التي يجب أن تتغير في أتليتكو مدريد، بأثر فوري، الإستراتيجية الدفاعية المبالغ فيها التي يُصر عليها سيميوني في عامه الثامن مع الفريق، حتى عندما يواجه البرسا والريال، يجب أن يُظهر شجاعة أكثر، كما أشرنا، طريقته باتت محفوظة، وهو نفسه، لم يَعد مُختلفًا عن الكتاب المكشوف والمحفوظ أمام مدربي الليجا.
جماهير توتنهام تهتف لميدو بعد رؤيته في قطار الأنفاق عقب الفوز بالديربي اللندني.. ستظر فخرًا للعرب في المحافل الدولية يا @midoahm ???? pic.twitter.com/do9bvvLLFI — جول العربي - Goal (@GoalAR) November 24, 2018
وهذا يظهر في استمرار عثراته منذ بداية الموسم، بالسير على خطوة والتأخر خطوة بعدها، يكفي أن الفريق لم يعرف طعم الفوز مرتين على التوالي حتى الآن في الدوري، هذا في الوقت الذي يمر فيه عّجل فيه الريال والبرسا بهدايا أعياد الميلاد، قبل أسابيع وشهور من شهر ديسمبر، متى سيجد سيميوني منافسيه المباشرين بهذا الضعف والهشاشة الدفاعية، التي أسفرت عن استقبال كليهما 19 هدفًا في 13 مباراة، بخلاف تفريط برشلونة في 12 نقطة قبل زيارة "واندا مترو بوليتانو"، والميرينجي هو الآخر، يعيش كوابيس بجمع 20 نقطة في 13 مباراة، إذن هي فرصة ربما سيندم عليها "التشولو" إذا لم يستغلها كما يقول الكتاب، وذلك بتعديل وتجديد أفكاره الدفاعية، بجانب مهمته المزدوجة مع اللاعبين، بالعمل على دمج القدامى والجُدد، ومساعدتهم على استعادة مستواهم والحفاظ عليه أطول فترة ممكنة.