تطور المراكز (2) – كيف وصل خط الدفاع إلى ما هو عليه الآن ؟

آخر تحديث 2018-11-27 00:00:00 - المصدر: جول


حسن الخواجة    فيسبوك      تويتر

العراب الايطالي مارشيلو ليبي قال ذات مرة: " الهجوم الجيد يحقق لك الانتصارات لكن الدفاع الجيد يجلب لك البطولات ". يحفظها كل عاشق للكرة الايطالية عن ظهر قلب لكن القصة أكبر من ذلك.

مرت الطرق الدفاعية بمراحل كثيرة من التطور وأساليب عديدة تم استحداثها لمنع الخصم من الاستفادة من المساحات بل ومنع الخصم من خلق فرص او الاستحواذ من الاساس ,مدارس مختلفة نستعرضها معا لكن نعود للبداية والى مهد كرة القدم,الى انجلترا


المباراة الأولى


 في عام 1872 تقابل منتخبا إنجلترا واسكتلندا في المباراة الودية الدولية الأولى بعد استقلال كرة القدم كرياضة قائمة بذاتها. إنجلترا بالرسم التكتيكي 2-2-6 بينما اسكتلندا 1-2-7

ولأول مرة يتم نقل الكرة بين اقدام اللاعبين وتقليل الاعتماد على الانطلاق بها كما كان الحال في الرجبي قبل انفصال كرة القدم عنها وانتهت بالتعادل السلبي بدون أهداف, فشل المهاجمون في التسجيل لكن تم تقديم أول طريقة دفاعية لمنع الخصم من التسجيل.


الدفاع رجل لرجل


خلال رحلة تطور كرة القدم منذ بدايتها في أواخر القرن ال 19 كان هذا الأسلوب من الدفاع هو السائد خصوصا في الفترة بين 1920 و 1950 .

يلتزم كل مدافع بمراقبة المهاجم كظله داخل منطقة الجزاء والهدف منع المهاجم من الوصول للكرة أو التسجيل عن طريق التفوق البدني عليه لذلك كانتا القوة العضلية والطول أبرز ما يميز المدافعين والمهاجمين.

بدأ تطبيق هذا النظام بشكل أكبر مع خطة الـ"WWM" وتطور ليشمل باقي الفريق بحيث يلتزم كل لاعب بمراقبة لاعب من الفريق الخصم كالظل ويميز هذا الأسلوب سهولة تعقب الخصم وعدم وجود بدائل خططية أكثر فعالية من هذه الخطة. كان الجميع يتنافس لاثبات من الأقوى بدنيا وأكثر قدرة على منع المنافس من الحركة بحرية وكان على الهجوم أن يجد حلا أكثر فعالية و وسيلة أكثر فعالية للتسجيل.


إنجلترا والمجر وبداية التحول


الخامس والعشرين من نوفمبر عام 1953 شهد واحدًا من أبرز التغيرات في عالم كرة القدم. مواجهة إنجلترا والمجر.

طبقت المجر في هذه المباراة اسلوب هجومي جديد و مختلف . يمكنك معرفة تفاصيله من هنا .

فاجأت المجر انجلترا بتطبيق أسلوب جديد لحركة المهاجم وخروجه خارج منطقة الجزاء كمهاجم وهمي وهنا كان مدافعين انجلترا في حيرة,خروج المدافع لمراقبة المهاجم المتحرك وترك مساحة في الخط الخلفي للجناح ليحل محل المهاجم أم البقاء داخل منطقة الجزاء وترك مساحة للمهاجم بين لاعبي الوسط والمدافعين للتمرير وخلق الفرص أو التسديد وفوجئ الانجليز بأساليب لعب جديدة لم يشهدوها من قبل وكان لابد من وجود بدائل دفاعية.


التطور المضاد


كان على الدفاع ان يتطور ويخلق أساليب جديدة لمواجهة التغير الهجومي وهنا بدأ  تطبيق ما يٌعرف باسم دفاع المنطقة.

الاستخدام كان مرنًا في بعض الأوقات لدفاع المراقبة بحيث يتبادل المدافعون الأدوار في المراقبة في حالة تغيير المنافس لتمركز لاعبيه وكانت هذه الخطوة مرحلة انتقالة بين الدفاع رجل لرجل والدفاع بالمناطق.

رونالدو يُنافس مبابي و جريزمان على جوائز جلوب سوكر في دبي

وبدأ تغيير طريقة الدفاع بوجود 3 مدافعين في الخلف بدلا من 2 وتحول الأجنحة في الخماسي الأمامي إلى مركز أقرب إلى الطرف الدفاعي لكن كما كان لأمريكا الجنوبية دور هام في الهجوم كان لها دور أهم في التنوع الخططي وبدأت البرازيل موجة التغيير باستخدام خطة 4-2-4 تطبيق مفهوم التغطيه سواء من المدافعين او الاطراف وكانت حجر الأساس لتقسيم الملعب إلى مناطق وتغير المفهوم من مراقبة الأفراد الى منع استغلال المساحة ومنع حرية حركة المهاجمين وصناع اللعب وحققت البرازيل كأس العالم في عام 1958 بمساعدة هذا النموذج لكن تم تقليل الاعتماد عليه بسبب متطلباته العالية من حيث الجودة واللياقة الذهنية والبدنية و ظهور نموذج أكثر قوة وصلابة و رعبًا مع هيلينو هيريرا و فريق انتر ميلان.


الكاتيناتشو


الشائع فيما يخص هذا الاسلوب انه اختراع ايطالي لكن الحقيقة غير ذلك فلقد بدأ تطوير هذا الاسلوب في نادي سيرفيت السويسري مع المدرب النمساوي كارل رابان .بهدف امتصاص الضغط والهجوم عن طريق الهجمات المرتدة السريعة

كانت خطة 2-3-2-3 هي الأكثر شيوعا في أوروبا الوسطى في هذا الوقت ولكن قام كابان باستدراج لاعبين إضافيين من خط الوسط لتكوين خط رباعي خلفي يطبق للمرة الاولى في أوروبا مع خط وسط ثلاثي و ثلاثي أمامي

أطراف الملعب الدفاعية تقوم بتعطيل تقدم أطراف المنافس الهجومية مع تطبيق زيادة عدديه في الجانب الذي يهاجم منه المنافس بهدف استعادة الكرة ثم الانطلاق للهجمة المرتدة.

تم نقل الفكرة إلى إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية وكان جوزيبي فياني أول من استخدم الفكرة ثم تبعه هيلينو هيريرا مع انترناسيونالي ميلانو ليتوج بدوري أبطال أوروبا ولكنه أضاف لمسته بإضافة الليبرو بين قلبي الدفاع من أجل إعطاء حرية التقدم للاطراف الدفاعية وزيادة في التأمين الدفاعي.  


3 vs 4


استخدم ثلاثي الدفاع في أكثر من مناسبة وعصر ومع اكثر من فريق. إيطاليا وألمانيا الغربية قاما بتوظيف لاعب ثالث بين قلبي الدفاع يقوم بدور متحرك ويساعد في الانضمام لصناعة اللعب والكرات الطويله ويكون لاعب حر لمراقبة أي زيادة عددية من الخصم وأشهر وأفضل ليبرو في التاريخ هو فرانز بيكنباور وهي ذات الطريقة التي استخدمها كونتي مع تشيلسي عام 2017 في رحلة تحقيق الدوري وأيضًا وريال مدريد المتوج بدوري أبطال أوروبا عام 2000.

ناينجولان: أستطيع التدخين والشرب بشكل طبيعي

الطريقة الثانية هي استخدام ثلاثي خلفي مدافعين في الأصل لمراقبة هجوم المنافس ومنعهم من حرية الحركة وتكوين ساتر دفاعي مع رباعي وسط الملعب وثلاثي هجومي مع وجود صانع العاب خلفي " ريجيستا" في حالة الاستحواذ على الكرة. تم تطبيق هذا الاسلوب في مونديال 86مع الارجنتين كأشهر الامثلة

حديثا يتم التحويل إلى ثلاثي دفاعي إما عن طريق انضمام أحد الأطراف إلي قلبي الدفاع أو أحد لاعبي الوسط. تحويل جزئي الى 3-4-3 يمنع استغلال المساحات ويقتل الهجمات المرتدة


الضغط


في الستينيات قام الاتحاد السوفيتي و الهولنديين بابتكار وتطوير أحد أهم أسلحة الدفاع في العصر الحديث وكانت صورته الأولية عدم ترك مساحة لحامل الكرة التمرير أو بداية الهجوم عن طريق الانقضاض عليه بثلاثة أو أربعة لاعبين من أجل استعادة الكرة وخلق فرص للتسجيل في مكان أخطر بدلًا من الانتظار في الخلف.

قدم الهولنديين وكرويف نموذج مختلف وهو غلق فرص التمرير من الخلف واعتراض مسارات التمرير المحتلمه، لاحقًا طور بيب جوارديولا هذا النموذج مع برشلونه 2008 بينما قام كلوب بتطويره عن طريق إحاطة حامل الكره بثلاثي يجعله إما أن يلعب الكره بشكل طولي أو للأطراف ليكون من السهل استعادتها مره اخري.

ساكي في بداية التسعينات استخدم نموذج للضغط بالفريق كوحدة واحدة وكان هذا الأسلوب نواة اعتمد عليها رواد الكرة الحديثة أيضًا.

باختلاف المراحل الزمنية والخطط اختلف تقييم المدافع واختلفت الخصائص من مدافع بدني قوي إلى من  يجيد التعامل في المواجهات الفرديه أو يتقن اللعب في الهواء و التغطيه العكسيه أو الذي يشارك في بناء الهجمة ودائمًا يكون الاعتماد على المدرب في إيجاد عناصر تناسب أفكاره أو توظيف العناصر الموجودة بهدف إخراج أفضل ما فيها.

الأسلوب الدفاعي له عشاقه مثل الهجوم تمامًا، ربما قد يكونون أعنف في بعض الأوقات لحبهم هذا. حب جسده الصحفي الإيطالي جياني بريرا عندما قال: "المباراة الأمثل تنتهي دائمًا 0/0".