قمة بين تشاد ونيجيريا والكاميرون والنيجر لمواجهة إرهاب بوكو حرام

آخر تحديث 2018-11-29 00:00:00 - المصدر: قناة الغد

اتهمت السلطات السورية “تنظيمات إرهابية” بشن هجوم مساء السبت بـ”الغازات السامة” في مدينة حلب أصيب خلاله أكثر من 100 شخص بحالات اختناق، وردت موسكو بشن غارات ضد مواقع الفصائل المقاتلة

واستهدفت موسكو للمرة الأولى منذ أكثر من شهرين المنطقة المنزوعة السلاح التي قالت إنها كانت مصدر القصف على حلب. والمنطقة هذه هي نتاج اتفاق سوتشي الروسي التركي، وتشمل أجزاء من محافظة إدلب مع محافظات أخرى مجاورة، بينها ريف حلب الغربي، ويقع الجزء الأكبر منها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن قائد شرطة حلب عصام الشلي قوله إن “المجموعات الإرهابية” استهدفت مساء السبت “بقذائف صاروخية متفجرة تحتوي غازات سامة” أحياء في غرب مدينة حلب التي باتت تسيطر القوات الحكومية عليها بشكل كامل منذ نهاية 2016.

وتمّ نقل المصابين إلى مستشفيي الرازي والجامعة، حيث قالت مصادر طبية لوكالة سانا إنه “تم استقبال 107 مدنيين مصابين بحالات اختناق متنوعة”. كما رجح مدير الصحة في حلب مساء السبت أن تكون المادة المستخدمة هي غاز الكلور.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس وصول “94 حالة اختناق” إلى مستشفيات حلب، مشيراً إلى معالجة معظمها. ولفت نقلاً عن مصادره في حلب الى “انتشار رائحة لغاز الكلور” في الأحياء المستهدفة.

وشاهد مصور متعاون مع فرانس برس في مستشفى في حلب مساء السبت عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، يعانون من صعوبات في التنفس، وتمت معالجتهم بواسطة أقنعة تمدهم بالأوكسجين.

استفزازات

وفي موسكو، اتهمت وزارة الدفاع الروسية الأحد “مجموعات إرهابية” بقصف حلب بـ”غاز الكلور” انطلاقاً من منطقة واقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام في المنطقة المنزوعة السلاح.

وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مقاتلاتها نفذت ضربات جوية ضد مواقع المجموعات التي استهدفت مدينة حلب

وقال المتحدث باسمها إيغور كوناشينكوف إنه “تم تدمير كل الأهداف إثر هذه الضربات“.

وأوضح عبد الرحمن أن هذه “الغارات هي الأولى منذ إعلان الاتفاق الروسي التركي” الذي تمّ التوصل إليه بعدما لوّحت دمشق على مدى أسابيع بشنّ عملية عسكرية واسعة في إدلب التي تُعدّ آخر معقل للفصائل المعارضة والمتطرفين في سوريا.

وأجرى وزيرا الدفاع التركي خلوصي أكار ونظيره الروسي سيرغي شويغو اتصالاً هاتفياً لبحث التطورات في سوريا، وفق ما أعلنت أنقرة.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية أن الوزيرين “تبادلا الآراء بشأن الاستفزازات الأخيرة التي لا هدف منها سوى الإضرار باتفاق سوتشي” حول إقامة المنطقة المنزوعة السلاح.

وتوصّلت روسيا وتركيا في 17 أيلول/سبتمبر إلى اتّفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح الثقيل تشمل أجزاء من محافظة إدلب مع ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي.

وتسيطر هيئة تحرير الشام ومجموعات متطرفة أقل نفوذاً منها على ثلثي المنطقة المنزوعة السلاح.

وطالبت وزارة الخارجية السورية في رسالتين وجهتهما إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول “اعتداء التنظيمات الإرهابية بالغازات السامة على أحياء مدينة حلب”، “مجلس الأمن بالإدانة الفورية والشديدة لهذه الجرائم الإرهابية“.

وفي الأشهر الأخيرة، اتهمت الحكومة السورية وحليفتها روسيا الفصائل المعارضة والمتطرفة في محافظة إدلب بامتلاك أسلحة كيميائية، محذرتين من إمكانية استخدامها.

ذريعة

ونفى تحالف فصائل معارضة بينها حركة أحرار الشام في ريف حلب ومحافظة إدلب المجاورة استهداف مدينة حلب بقذائف تحتوي على “غاز الكلور”. ولم يصدر أي تعليق حتى الآن من المجموعات المتطرفة

وقال المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير ناجي مصطفى في بيان “ننفي مزاعم النظام الكاذبة حول استهداف الثوار لمدينة حلب بأي نوع من القذائف خاصة تلك التي تحوي غاز الكلور، والتي لا يمتلكها ويستخدمها في سوريا إلا النظام المجرم“.

واتهم رئيس هيئة التفاوض العليا، أبرز مكونات المعارضة السورية ومقرها اسطنبول، نصر الحريري دمشق بالعمل على إيجاد “ذريعة” لشن هجوم ضد الفصائل المعارضة.

وشهدت سوريا خلال السنوات الماضية هجمات عدة بـ”غازات سامة” تبادلت خلالها أطراف النزاع الاتهامات.

ووُجهت أصابع الاتهام لقوات النظام مرات عدة، بينها في آب/اغسطس العام 2013 حيث قتل مئات الأشخاص في هجوم قرب دمشق، وفي نيسان/أبريل العام 2017 في مدينة خان شيخون في إدلب وقتل فيه 83 مدنياً، وأخيراً في 22 كانون الثاني/يناير العام 2018 حيث قتل أكثر من 40 شخصاً في مدينة دوما قرب دمشق.

وإثر هجومي خان شيخون ودوما، وجهت واشنطن ضربات صاروخية ضد مواقع عسكرية سورية.

واتهم محققون تابعون للأمم المتحدة قوات النظام بتنفيذ عدة اعتداءات بأسلحة كيميائية بينها هجوم خان شيخون بغاز السارين، فضلاً عن هجومين بمادة الكلور في بلدتي تلمنس (2014) وسرمين (2015) في محافظة إدلب

كما اتهم المحققون تنظيم داعش باستخدام غاز الخردل في مارع في محافظة حلب في 2015.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 360  ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.