بالتزامن مع استمرار حملات التجنيد الإجباري لاطفال اليمن، من قبل مليشيات الحوثي الايرانية، تسلمت الحكومة اليمنية من التحالف الداعم للشرعية في اليمن 15 طفلاً يمنياً من المغرر بهم الذين جرى القبض عليهم أثناء المواجهات العسكرية مع مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في عددٍ من جبهات القتال على حدود المملكة وذلك بعد إعادة تأهيلهم . وتمت إجراءات تسليم الأطفال بقيادة قوة منطقة شرورة جنوب شرق المملكة العربية السعودية بحضور عددٍ من مندوبي قوات التحالف ومشاركة ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي ومندوب هيئة الهلال الأحمر السعودي، ورئيس وحدة حماية الأطفال في النزاع المسلح، ومندوب الحكومة الشرعية، ومندوب هيئة حقوق الإنسان بالمملكة. وقدمت القيادة المشتركة لعمليات إعادة الأمل مبالغ مالية للأطفال قبل أن يتم نقلهم بالحافلات المعدة عن طريق البر إلى مأرب. الجدير بالذكر أن هؤلاء الأطفال يمثلون الدفعة الخامسة التي تتسلمها الحكومة اليمنية من وحدة حماية الأطفال بقوات التحالف العربي، بعد إعادة تأهيلهم، ليصل إجمالي عدد الأطفال المعاد تأهيلهم من قبل قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن إلى 102 طفل يمني. وتقوم مليشيا الحوثي بمداهمة المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرتها وإجبار طلابها على التجنيد القسري في صفوفها كما تقوم بتجنيد ابناء الفقراء والمعدمين مقابل الحصول على المواد الغذائية ولا تكترث لصغر سنهم. محمد عبيد احد ضحايا تجنيد الاطفال وتم اسره في احد معارك الحديدة التي دارت رحاها بين الجيش اليمني ومليشيا الحوثي خلال الاسابيع القليلة الماضية. ويشرح الطفل محمد الذي لم يتجاوز عمره ال14 كيف غررت به مليشيا الحوثي، ودفعت به الى معارك لانقة له فيها ولا جمل، وقال محمد "تم تجنيدي من قبل مليشيا الحوثي بدون علم والدي عبر عاقل الحارة الذي اسكن فيها في العاصمة صنعاء، بعد ان قال لي انا وعددا من الاطفال انه سوف يأخذنا رحلة سياحية مؤكدا انه سيدفع تكاليفها ومشترطا علينا ان تكون سرية حتى لاتمنعنا اسرنا من الذهاب. يضيف عبيد وافقنا على شرطه وفرحنا وحضرنا الى المكان الذي كان قد اتفق معنا وفي الوقت الذي حدده لنا وانطلقنا معه الى الرحلة المزعومة. يتابع عبيد "في اليوم الاول وصلنا الى ساحة فيها بعض الغرف الصغيرة وفيها اشخاص مدججين بالسلاح التقى بهم العاقل وكلمهم على انفراد ولم نعرف ماكان يتحدث معهم وبعدها ادخلونا واجلسونا وتقدم احد المسلحين والقى علينا كلمة يحثنا فيها على القتال والجهاد في سبيل الله والدفاع عن الوطن والشرف . واستطرد عبيد قائلا، " اخبرونا المسلحين ان امريكا واسرائيل احتلت سواحل اليمن وبعض المحافظات وانهم يقتلون الناس ويدمرون المنازل، ويجب الذهاب لقتالهم حتى لا يصلوا الى اهلنا ويقتلونهم. واردف "اقتنعنا بما يقولوا وخفنا على اهلنا وذهبنا للقتال بعد ان اعطونا السلاح وعلمونا كيف نستخدمه وقاتلنا في صفوفهم. واكد محمد مقتل معظم اصدقائة فيما وقع هو اسيرا في يد قوات الجيش اليمني. ويستمر دعم التحالف العربي لتأهيل الاطفال المجندين، من قبل مليشيا الحوثي، . وتعم مؤسسة وثاق للتوجه المدني وبتموين من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية على إعادة تأهيل الاطفال المجندين والمتأثرين من الحرب ويهدف المشروع إلى إعادة تأهيل 2000 طفل يمني ضمن خطة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. ويخضع الأطفال المجندون والمتأثرون إلى برنامج نفسي اجتماعي على يد خبراء نفسيين واجتماعيين إضافة إلى برامج رياضية وترفيهية متنوعة لتخليصهم من آثار الحرب وإعادتهم إلى حياتهم الطبيعية والطفولية والعمل على إعادتهم إلى المدارس بعيداً عن جبهات القتال. وكانت قد حذرت ممثلة شؤون المجتمع المدني اليمني رشا جرهم من قيام المليشيا بتجنيد الاطفال منوهة إلى أن هناك مجموعات مسلحة تستغل المدارس في العمليات القتالية والتي تقصد بها مليشيا الحوثي. وتابعت قائلة "نحاول جاهدين وقف تجنيد الأطفال في القتال". واكد الناشط السياسي فرحان بركات ان المليشيا الحوثية ترمي بأطفال اليمن في محرقة الحرب دون خجل او خوف وتعتبر المناطق الخاضعة لسيطرتها مخزون ثري بالأطفال لتمويل حربها ،واماكن خصبة تقوم بتجيش الالاف من الاطفال، بعد خسارتها عشرات الالاف من مقاتليها خلال الاعوام الماضية. واشار بركات الى ان المليشيا لا يهمها بمن تقاتل ولا بأي طريقة تستخدمها حتى وان كانت مخالفة للدين الإسلامي او العرف الاجتماعي اليمني المهم ان تكسب المعركة حتى ان افنت الشعب اليمني بأكمله. واوضح بركات ان قيادات المليشيا لا تقدم اطفالها الى ساحات القتال بل تمنحهم حقوقهم كأطفال وتغرر بأنباء البسطاء والفقراء من عامة الشعب منوها إلى ان معظم ابناء اليمن فهموا سياستها ورفضوا الدفع بأبنهم الى الجبهات واصحبت المليشيا وحيدة لا تجد من يمدها بالمقاتلين. وقالت تقارير أممية ان مليشيا الحوثي جندت نحو 9 آلاف طفل يمني في حربها على السلطة الشرعية منذ انقلابها على السلطة الشرعية في ال21 من سبتمبر أيلول 2014. لكن تقارير لمنظمات محلية في اليمن اشارت إلى ان أضعاف هذا الرقم من الاطفال جندتهم المليشيا ، واكدت أن عدد الأطفال الذين جندتهم مليشيا الحوثي يزيد عن 25 ألف طفل على أقل التقديرات.