عفرين تنام وتستفيق على انتهاكات وجرائم مسلحي الفصائل السورية وسط تصاعد الفلتان الأمني

آخر تحديث 2018-12-01 00:00:00 - المصدر: رووداو

رووداو – عفرين

تستمر الانتهاكات والجرائم وعمليات السرقة والنهب والاختطاف على يد الفصائل السورية المسلحة التابعة لتركيا في عفرين بكوردستان سوريا، في ظل الفلتان الأمني المستمر والمتصاعد.
وهاجمت مجموعة مسلحة محلاً للمجوهرات وتحويل الأموال والصرافة، حيث اعتدى المسلحون على صاحب المحل ونهبوا حوالي 2 كيلو غرام من الذهب، بالإضافة لمبلغ مادي يقدر بنحو 2500 دولار أمريكي، قبل أن يعمدوا إلى تكسير المحل الواقع عند طريق راجو – عفرين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إنه "في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، هاجم مسلحون من الفصائل السورية التابعة لتركيا مكتباً للصيرفة وتحويل الأموال، بالقرب من دوار نوروز وسط مدينة عفرين، حيث استولى المهاجمون على مبالغ مالية تقارب 15 ألف دولار بعملات مختلفة من الليرة التركية والليرة السورية والدولار الأمريكي، وأطلقوا النار على صاحب المكتب، ما تسبب بإصابته بجراح خطرة".

وأكد المرصد  أنه "رصد مزيداً من الانتهاكات التي نفذتها الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في عملية (غضن الزيتون)، والتي تقودها القوات التركية، إذ أنه ورغم الادعاء بالقيام بحملات لـ(ملاحقة الفاسدين)، إلا أن هذه الحملات لم تطل أي من المستولين على منازل المدنيين وناهبي ممتلكاتهم والمتاجرين بالاعتقالات، ومن قام بتعفيش منازل مدينة عفرين وريفها، والاستيلاء عليها وعلى المزارع والممتلكات الأخرى، وفرض أتاوات وسرقة أموال ومجوهرات، بالإضافة إلى الاعتداء على مواطنين ومواطنات في مدينة عفرين وريفها الخاضع لسيطرة قوات عملية (غصن الزيتون)".

ونقل المرصد عن مصادر أهلية قولها، إن "فصائل عاملة في ريف عفرين استولت على عشرات المنازل في قرية جوقة في الريف الشمالي لعفرين، وعمدت لتحويلها إلى مقرات، كما جرى فتح منازل المهجرين والمغتربين عن القرية، والسكن فيها، كما عمد مقاتلون إلى توطين عوائلهم في هذه المنازل".

وأضافت المصادر، بحسب المرصد، أن "فصائل عملية (غصن الزيتون)، تعمدت فرض أتاوة بمقدار 500 تنكة من زيت الزيتون، على سكان القرية، بالإضافة لقيام عناصر بدخول المنازل ونهبها بشكل متتابع، دون أن تعمد أي أطراف إلى ردعهم أو محاسبتهم، الأمر الذي ساهم في تصاعد انتهاكاتهم بحق سكان القرية، كما انتهاكاتهم المستمرة والمتتالية والمتصاعدة في عموم مدينة عفرين وريفها".

مشيراً إلى أنه "في الـ 26 من تشرين الثاني نوفمبر، جرى اختطاف عائلة في منطقة الشيخ حديد بريف عفرين، حيث طالب الخاطفون بمبلغ مادي مقابل الإفراج عنهم، وهو 25 ألف دولار أمريكي، إذ أبلغوا شقيق أحد المخطوفين من العائلة بذلك".

وأردف المصدر نقلاً عن مصادر أهلية قولها، إن "مجموعات مسيطرة على منطقة عفرين، عمدت إلى اختطاف عائلة مؤلفة من 9 أشخاص، هم رجل و7 مواطنات فوق سن الـ 18 وطفل، وجاء اختفاؤهم بحسب الأهالي بعد مغادرتهم لمحطة انطلاق الحافلات، إذ أنه خلال البحث عنهم، وجدت أسماؤهم ضمن قائمة المغادرين من المحطة، فيما لم يعلم مكان اختفائهم إلى الآن، وسط مخاوف على حياتهم".

كما أكد المرصد أن "عفرين تنام على انتهاك وتستفيق على صوت السلاح، وفي كثير من الأحيان لا يكون ليلها إلا أضواء آليات عسكرية وصياح المتقاتلين المتناحرين على المنهوبات، وفي كل يوم يزداد الانتهاك بشكل أكبر وبخاصة مع دخول السيطرة على مدينة عفرين وكامل المنطقة شهرها التاسع على التوالي، منذ تمكن القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية في الـ 18 من آذار / مارس 2018، بعد عملية عسكرية بدأت تحت مسمى (غصن الزيتون) في الـ 20 من كانون الثاني / يناير من العام ذاته، وساندت هذه العملية قوات من مجموعات الذئاب الرمادية التركية والطائرات الحربية والمروحية التركية التي تسببت في دمار بممتلكات مواطنين وفي مجازر وقتل تسبب في استشهاد نحو 380 مدني بينهم 55 طفلاً و36 مواطنة، من المدنيين من المواطنين الكورد والعرب والأرمن، العشرات منهم استشهد في انفجار ألغام وتحت التعذيب على يد فصائل عملية (غصن الزيتون)، وغالبيتهم ممن قضوا في القصف الجوي والمدفعي والصاروخي التركي، وفي إعدامات طالت عدة مواطنين في منطقة عفرين، وقتل تحت التعذيب، منذ الـ 20 من كانون الثاني / يناير من العام 2018، إضافة لجرح المئات وتشريد مئات آلاف آخرين، فيما بقيت الانتهاكات والممارسات اللاإنسانية حصة من تبقى من سكان منطقة عفرين ممن رفضوا الخروج من المنطقة، وترك منازلهم ومزارعهم للقوات التركية والفصائل التي تناهبت وعفَّشت وسرقت واستولت على ممتلكات المدنيين والممتلكات الخاصة والعامة في كامل منطقة عفرين"، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.