تَعمد مدرب توتنهام ماوريسيو بوتشيتنو ، أنصار العدو الأزلي آرسنال ومدربهم أوناي إيمري، بتصريحاته التي أشار خلالها إلى أن تشيلسي هو منافس السبيرس الأول والحقيقي في لندن، وذلك في أعقاب إسقاط البلوز بثلاثية مقابل هدف مع الرأفة في ديربي الأسبوع الماضي.
وضمن تغطيتنا الخاصة لديربي شمال لندن، سنستعرض معكم الطريقة أو الكيفية التي يستطيع من خلالها مدرب باريس سان جيرمان السابق، رد الصاع صاعين لنظيره الأرجنتيني في معركة الغد.
لغة الأرقام
صحيح آرسنال لم يفز على توتنهام سوى مرة واحدة في آخر ثماني مواجهات مباشرة على مستوى الدوري، لكن لا ننسى أن فوز المدفعجية، كان في آخر ديربي مع الحاكم السابق آرسن فينجر، غير أن لغة الأرقام في المباريات التي جمعتهما على ملعب "الإمارات"، فاز فريق الديوك مرة واحدة في آخر 25 زيارة، فضلاً عن تفوق إيمري نفسه على بوتشيتنو في المعارك الخاصة بينهما خارج الخطوط، فقط فاز الأرجنتيني في أول مواجهة عندما كان مدربًا لفالنسيا والآخر مع إسبانيول، فاز آنذاك 4-0، بعدها رد عليه مدرب باريس سان جيرمان السابق بثلاثة انتصارات متتالية.
من الإحصائيات السارة التي تُعطي دفعة لآرسنال ومشجعيه قبل استضافة عدو الحي الشمالي، هو السجل الخيالي الخالي من الهزائم، للمباراة الثامنة عشر توالي في كل المسابقات، منهم 11 مباراة بدون هزيمة في الدوري، والأهم، أن هذا السجل، مُغلف بجدية وصرامة وواقعية لم يعهدها الجيل الحالي من المشجعين، وأيضًا أداء مُقنع جدًا مقارنة بالمأساة في موسم كشاف النجوم الأخير.
حافز وإثبات ذات
ديربي الأحد، بالكاد سيكون رابع اختبار حقيقي للمدرب أوناي إيمري، بعد هزيمته في أول مباراتين، على يد اثنين من الخمسة الكبار المنافسين السيتي وتشيلسي، وتعاجله من ليفربول قبل جولتين، وهي فرصة شبه مثالية، ليُثبت للجميع وفي مقدمتهم المشجعين، أن فريقه لا يستعرض عضلاته على الفرق المتوسطة والتي تُكافح من أجل البقاء فقط، بل بإمكانه إسقاط الكبار، وهذا سيتوقف بنسبة كبيرة على ما سيُقدمه فريقه في معركة تكسير العظام، منها سيبعث رسالة شديدة اللهجة لمانشستر يونايتد قبل زيارة "أولد ترافورد" الأسبوع القادم، وأيضًا، دليل أو إشارة إلى جدية الفريق في دخول دائرة المنافسة مع مانشستر سيتي وليفربول وتشيلسي، خاصة وأن الفوز، سيضمن العودة للمركز الرابع في أسوأ التقديرات، إن لم يضع المدفعجية في المركز الثالث، إذا تعثر تشيلسي أمام جاره في الحي الغربي فولهام.
قلناها مرارًا وتكرارًا.. الذهب لا يصدأ يا سادة ✨
هناك من لا يستطيع التوقف عن نثر سحره في اليابان! ???? pic.twitter.com/WQghft0LHz — جول العربي - Goal (@GoalAR) December 1, 2018
كلمة السر
يحتاج آرسنال تفادي البداية البطيئة، التي لم يتخلص منها الفريق في جُل مباريات السابقة، الانطباع الذي التصق بالفريق، أنه يظهر دائمًا بمستوى مُغاير في الشوط الثاني، لكن أمام فريق يملك من الجودة ما يكفي، لإسقاط أعتى فرق أوروبا، من الضروري، أن يُحافظ أوباميانج ورفاقه، خصوصًا المدافعين، على تركيزهم، حتى لا تأتي العواقب وخيمة، بخدعة من ديلي آلي أو لمحة إبداعية من الجلاد هاري كين، وإفساد أو بالأحرى إيقاف أهم مفتاح لعب في الديوك، يكمن في منع التواصل –الواي فاي- بين صانع الألعاب إريكسن والثنائي كين وآلي.
ما الحل؟
واحدة من أهم الأشياء التي يتعين على إيمري القيام بها في ديربي الكراهية والعداء، البدء بأفضل تشكيلة، والعودة إلى أسلوبه المعهود 4-2-3-1، أو شجرة الكريسماس مع أول يوم في شهر أعياد الميلاد، المهم، أن يبدأ بالثنائي توريرا وتشاكا منذ البداية، وبتكليف بمهام دفاعية أكثر منها هجومية، بعمل رأس مُثلث مع الظهير الأيمن بييرين، لقتل الجُمل التكتيكية التي يقوم بها ثلاثي توتنهام المُرعب، تقريبًا يخلق زحمة وفوضى في هذا المكان، مع الاعتماد على الهجمات المعاكسة، وليس الاستحواذ المُبالغ فيه، كما عاقبوا ساري الأسبوع الماضي، أما لو غامر بفتح خطوطه، ولم يبدأ الفريق بكامل تركيزه، فسوف يُعاني الأمرين من لدغات السبيرس، الذين يمرون كذلك بلحظات استثنائية، بتغلبهم على تشيلسي والإنتر الأسبوع الماضي.
أنباء عظيمة
من الأشياء التي ستُعطي حلول لإيمري وتجعله يعود لطريقته المُفضلة، عودة لاكازيت بعد تعافيه من إصابته في الفخذ، ليكون المهاجم الوهمي مع القادمين من الخلف إلى الأمام، مسعود أوزيل، أوباميانج وأيوبي، وفي ظل استمرار معاناة ناتشيو مونريال مع الإصابة، سيضطر للاعتماد على كولاسيناك كظهير أيسر، وأمامه أيوبي، ليُساعده في النواحي الدفاعية لإيقاف انطلاقات العداء الكوري الجنوبي سون هيونج، التي تُعتبر نقطة ضعف المدافع البوسني، وما زال يحتاج التخلص منها
تميمة الحظ وإرهاق الديوك
لا شك أبدًا أن معنويات لاعبي توتنهام في عنان السماء، بعد نتائجهم وعروضهم الأخيرة، لكنهم يواجهون خطر التعب والإرهاق، بعدما اضطر بوتشيتنو للعب بكل قوته في الجبهتين المحلية والأوروبية الأسبوع الماضي، عكس إيمري، الذي تعامل مع رحلة أوكرانيا في نهاية الأسبوع، على أنها جولة ترفيهية، وقبلها أمام بورنموث، غاب لاكازيت، الشاهد، أن أغلب اللاعبين في حالة بدنية أفضل نسبيًا من كين وأصدقائه، وهذا قد يكون عاملاً حاسمًا في نتيجة المباراة، بجانب تميمة حظ آرسنال، وهو الحكم مايك دين، الذي يتفاءل به عشاق الجانرز أكثر من أي حكم آخر، كون الفريق لم يخسر في أي مباراة أدارها منذ عام 2015، والأهم.. انتصر معه آرسنال في آخر 3 مباريات تابعة لديربي آرسنال.
والسؤال الآن .. هل سيرد إيمري على تصريحات بوتشيتنو على أرض الملعب؟ دعونا ننتظر.