’’تم اتخاذها تحت ضغط تركي كبير’’ ...
كشف مصدر مطّلع لـ (باسنيوز) عن مساعي حثيثة من قبل الاتحاد الوطني الكوردستاني لـ «تطييب خاطر» حزب العمال الكوردستاني PKK، بعد الحملة التي شنها الاتحاد مؤخراً في المناطق التي يهيمن عليها في السليمانية، لإغلاق مقرات ومكاتب أحزاب ومنظمات تابعة أو مرتبطة فكرياً بالحزب الكوردي التركي في المدينة ومناطق تابعة لها.
وقال المصدر لـ (باسنيوز)، إن الاتحاد الوطني الكوردستاني دخل خلال الأيام القليلة الماضية في مفاوضات جادة مع العمال الكوردستاني، حيث أبلغوا الأخير بأن القرارات التي تم اتخاذها مؤخراً من قبل الوطني الكوردستاني ضد PKK «جاءت تحت ضغط تركي كبير»، وأنها «لن تؤثر على العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين».
وأوضح المصدر، أن هذه المقاربة من الاتحاد الوطني الكوردستاني تهدف من ناحية لـ «تطييب خاطر حزب العمال الكوردستاني، ومن ناحية أخرى للحيلولة دون إقدام PKK على أعمال عنف تستهدف الاتحاد»، مشيراً إلى أن الوطني الكوردستاني «يدرك حجم نفوذ وقوة العمال الكوردستاني في السليمانية ومناطق هيمنته الأخرى، وضرورة الحد من هذا النفوذ، لكن بشكل تدريجي خطوة بخطوة».
وكان مسلحون وأنصار لحزب العمال الكوردستاني PKK قد هاجموا مساء الجمعة، مقراً لحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، في مدينة شنكال (سنجار)، وأنزلوا علم الحزب من عليه .
وكانت مصادر من المدينة ( نحو 120 كم غرب الموصل) قالت إن مسلحين من العمال الكوردستاني PKK وأنصار للحزب هاجموا مقراً لحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، في ناحية سنون التابع لقضاء شنكال وأنزلوا علم الحزب وشعاره من عليه.
وبما يتوافق مع هذا الاتفاق بين PKK والوطني الكوردستاني، قال محمد عبد الله، الرئيس المشترك لحركة حرية المجتمع الكوردستاني (يتبع لمنظومة العمال الكوردستاني) في تصريح لوسائل إعلام الاتحاد الوطني، إن قرار إغلاق المقرات صدر من حكومة الإقليم وليس من الاتحاد الوطني الكوردستاني، في مسعى لتبييض ساحة الأخير من الأحداث الأخيرة.
فيما كان تقرير للخدمة الكوردية في (باسنيوز) كشف في وقت سابق، عن اتفاق بين الوطني الكوردستاني عن طريق رئيس الجمهورية العراقي المنتمي للحزب برهم صالح، ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يقضي بإغلاق 25 من مكاتب ومقرات جماعات تابعة للعمال الكوردستاني في مناطق تقع ضمن نفوذ الوطني الكوردستاني.
وكانت قوات الآسايش ‹الأمن› ، في مدينة السليمانية باشرت منذ الثلاثاء الماضي بحملة لإغلاق مكاتب حركة حرية المجتمع الكوردستاني (جناح حزب العمال الكوردستاني PKKفي إقليم كوردستان) في مناطق عديدة داخل السليمانية وأخرى خارجها.
وأيضاً قامت الآسايش، الأربعاء، بإغلاق مقر الحركة في بلدة كويسنجق ومنعت نشاطاتها في البلدة الواقعة شرق أربيل ضمن مناطق نفوذ الوطني الكوردستاني .
كما أقدمت الآسايش في قضاء كلار (مركز إدارة گرميان) على محاصرة مقر الحركة مطالبة بإخلائه.
كذلك كانت الآسايش بمدينة السليمانية، قد قامت بمحاصرة مقر الحركة نفسها، الثلاثاء، والناشط في المدينة ومناطق نفوذ الوطني الكوردستاني الأخرى مطالبة بإخلائه خلال 24 ساعة .
ولطالما تعرضت السليمانية وخصوصاً حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني إلى ضغوطات واتهامات لاسيما من تركيا بسبب وجود مكاتب لأحزاب لاتخفي ارتباطها الفكري بحزب العمال الكوردستاني الذي يشن مقاتلوه هجمات على القوات التركية انطلاقاً من أراضي إقليم كوردستان وداخل تركيا منذ عقود.
وتُتهم حركة حرية المجتمع الكوردستاني بتقديم مساعدات لحزب العمال الكوردستاني الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيين «منظمة إرهابية».
ويأتي قرار إغلاق مكاتب الحركة تنفيذاً لأمر من نائب رئيس حكومة الإقليم قوباد طالباني القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني والنجل الأصغر للرئيس العراقي الأسبق وزعيم الحزب الراحل جلال طالباني .