بعد أن أكد عالم صيني نجاح مشاركته في أول عملية في تاريخ البشرية لتغيير الحمض النووي لجنين قبل ولادته، انتقدت مجموعة من الخبراء هذه التجربة معتبرين أنها إنتهاك للمعايير الأخلاقية.
كانت صحيفة “تلغراف” قد ذكرت أن العالم “خاه جيانكوي” غيّر أجنّة 7 حوامل، وأنجبت إحداهن طفلتين، في تشرين الثاني/نوفمبر الجاري بحمض نووي معدل.
وأوضح “خاه” أن هدفه لم يكن علاج أو منع انتقال الأمراض الوراثية، بل محاولة خلق قدرة غير موجودة عند الإنسان وهي مقاومة الجسم لعدوى فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز،
من جهتهم، وصف الباحثون من جميع أنحاء العالم هذه التجربة بأنها “غير مسؤولة”، حيث يشكك العديد منهم في الآثار المعنوية والأخلاقية الضارة لها.
وفي هذا الاطار، اعتبر عالم بريطاني أن هذه التجربة “وحشية”، علما أن تحرير وتعديل الجينات الوراثية تعتبر تجربة محظورة في بريطانيا والولايات المتحدة وفي دول أخرى من العالم، ذلك لأن تأثيرها طويل الأمد على الصحة العقلية والجسدية.
وتنطوي هذه التقنية على احتمال أن يؤدي الحمض النووي المعدل إلى تشويه جينات أخرى، وهي طفرات خطيرة محتملة يمكن نقلها إلى الأجيال القادمة.
من ناحيتها، قالت الدكتورة كاثي نياكان، من معهد فرانسيس كريك في لندن: “إذا كان هذا صحيحا فإن التقرير مثير للقلق، هناك شكوك كبيرة متعلقة بالسلامة بما في ذلك احتمال حدوث آثار جانبية ضارة غير مقصودة فمن السابق لأوانه محاولة القيام بذلك.”
بعد الرفض القاطع من قبل العلماء لعملية تغيير الحمض النووي، أمرت اللجنة الحكومية الصينية المختصة بشؤون الرعاية الصحية وتنظيم الولادات بإجراء تحقيق بشأن القضية. وأعلنت جامعة مدينة شينزن التي يعمل فيها العالم “خاه جيانكوي” ، أنها صدمت بالخبر وتعتبر التجربة انتهاكا صارخا للمعايير الأخلاقية، مشيرة إلى أن الأخير لم يُعلم الجامعة وكلية العلوم البيولوجية بقيامه بهذا العمل خارج الجامعة.
اترك تعليق