مقتدى الصدر، رسالة منتصر متغطرس سليم الحسني

آخر تحديث 2018-12-06 00:00:00 - المصدر: سكاي عراق

تهديد وتوبيّخ وتكبّر، تلك هي مفردات رسالة مقتدى الصدر لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي. لقد جاءت العبارات خشنة جافة مُهينة، كتبها بخيزرانة متغطرس، ورماها بوجه عبد المهدي بطريقة بلطجي متنمّر. لم يعترض رئيس الوزراء، ولم يرد ولم ينطق بكلمة يثأر بها لكرامة المسؤولية التي يتولاها.

يتعامل مقتدى الصدر على أن الحكم له وحده، فهو الذي رشّح عادل عبد المهدي، وهو الذي يتحكم به، ويسيّره باشارة بسيطة من اصبعه، وإذا ما اعترض أو تردد، فيستبدل به غيره ولن يضره شيئا.

في أجواء السياسة وصراعاتها، لا يُلام مقتدى الصدر، فهو يريد بسط نفوذه على العملية السياسية، ومَن مِن السياسيين لا يريد ذلك؟ كل واحد منهم يعيش هذا التوجه، لكنهم لا يملكون ما يملكه من قاعدة عريضة من الأتباع الموالين له حدّ العبودية.

لا يُلام مقتدى الصدر على توجهاته، فلقد وجد بعض القيادات الشيعية، تخطب ودّه وتلوذ بقوته لتصل الى ما تريد. وقد عرف كيف يتعامل معها ليجعلها تزحف نحوه، على أمل أن ينعم عليها بالموقع الحلم.

أعطى مقتدى الصدر إيحاءات سابحة لحيدر العبادي بإمكانية عودته لرئاسة الوزراء، فنسج العبادي عليها أوهامه، وأقام قصراً من الأمنيات على وعود الدخان. وبذلك ضمن مقتدى الصدر بقاء تحالف النصر معه.

كما تمكن من توجيه هوس العامري بالسلطة، فصيّره كرة طين، يدحرجها كيفما يشاء، والعامري بعد الانتخابات صار كمن يتخبطه الجن بمس. 

عرف مقتدى الصدر الصراع اللامحدود بين إيران والسعودية، فاختار الرياض سنداً، وبن سلمان حضناً والسفارة الأميركية عوناً، وبذلك نجح في حصوله على نقاط قوة مهمة مكنّته من ترشيح عبد المهدي من دون تسمية الكتلة الأكبر.

أما بقية قيادات الحشد والقوى السنية، فقد عرف مقتدى الصدر، كيف يشتريها بالمناصب الوزارية، فقد مررّ من يريدون بصفقة (تمت الموافقة)، وعطّل بقية الوزارات ريثما يرّوض القيادات القليلة الباقية.

لا يُلام مقتدى الصدر على ما يقوم به، وله الحق كاملاً في حسابات السياسة وأخلاقياتها غير الأخلاقية. 

ولكي يحكم القبضة الحديدية على السلطة، جاءت رسالته الخشنة، ليؤكد فيها لرئيس الوزراء حجمه الحقيقي، فما أنت يا عادل عبد المهدي سوى موظف عندي، وما أنتم يا قادة الكتل سوى مقاعد برلمانية. أما أنا، فصاحب الجماهير التي تسير يميناً بأمري وترجع يساراً بأمري، هذه السنوات الأربع سنواتي، ومن يعترض فدونه أقرب جدار.