تقرير | أوباميانج .. شيء من هنري بحداثة 2018

آخر تحديث 2018-12-07 00:00:00 - المصدر: جول

للمرة الأولى منذ رحيل الأسطورة تيري هنري عن آرسنال ومن ثم انتهاء الجيل الذهبي، صاحب إنجاز التتويج بلقب البريميرليج 2003-2004 بدون هزيمة، بدأت جماهير النادي، تشعر بوجود رأس حربة مٌخيف، يملك مقاومات اللعب لفريق طامح للمنافسة بشكل جدي وحقيقي على لقب البريميرليج بالذات، بجانب القتال بكل شراسة في الجبهات الثلاث الأخرى.


أوباميانج كلمة السر


افتقد آرسنال نوع المهاجم السريع القادر على زعزعة دفاعات الخصوم بانطلاقاته سواء على الأطراف أو في العمق، خصوصًا منطقة الجزاء، جُل المهاجمين الذين مروا على حصن المدفعجية منذ رحيل الغزال الأسمر، بما فيهم روبين فان بيرسي، كانوا صناديق، ينتظرون الكرة داخل الكرة داخل منطقة الجزاء، أو الاكتفاء بدور المهاجم الوهمي "الأليف"، الذي يقتصر دوره على فتح مساحات للقادم من الخلف إلى الأمام، أشهرهم على الإطلاق أوليفييه جيرور.

أما أوبا، فهو النسخة المُعّدلة للمدفعجي الكبير تيري هنري في عام 2018، الدولي الجابوني قد يبدو من الوهلة الأولى، لاعب كسولاً، لكنه واقعيًا ليس كذلك. أشبه بأندريه شفيتشيتكو، بسرعته الجنونية التي يستغلها بشكل مثالي في آخر 20 متر في الملعب، عندما يتلقى في ظهر المدافعين، تكون نسبة تفوقه على آخر مدافع تقريبًا 100%، أضف إلى ذلك، أنه لا يكتفي فقط بخلخلة الدفاع بسرعته وذكائه في تحركاته بين الخطوط، بل يختلف عن كل أسلافه في هذا المكان، بقدرته على التسجيل من نصف فرصة.


مشروع هداف البريميرليج


القادم من بوروسيا دورتموند الشتاء الماضي، ظهر بمستوى جيد نوعًا ما في الأشهر الأخيرة لكشاف النجوم، لكن منذ يومه الأول، وضح للجميع، أنه يمتاز عن جيرو وأليكيس سانشيز وكل من اعتمد عليهم فينجر في السنوات الأخيرة، فيما يتعلق باللمسة الأخيرة أمام المرمى، لا يحتاج فرصة أو اثنين أو ثلاثة للتسجيل، بل لا يتوانى عندما يجد متنفس لصعق الحراس بلا رحمة، ونُلاحظ التطور الهائل في مستواه مع أوناي إيمري، بصورة براقة ومختلفة تقريبًا 180 درجة عن مستواه مع كشاف النجوم.


البصمة الإسبانية تتحدث


من أهم الأسباب التي ساعدت أوباميانج على الانفجار كرويًا تحت قيادة مدرب باريس سان جيرمان السابق، التغير الجذري في أسلوب وعقلية لاعبي آرسنال، في السابق، كان الفريق يفتقد الحدة والشراسة، عن أواخر حقبة فينجر نتحدث، عندما افتقد آرسنال جزءً كبيرًا من هيبته، بالأسلوب الاستعراضي والتفنن في إهدار الفرص بعد استغراق وقت طويل في التحضير من الخلف إلى الأمام.

الآن، أضاف إيمري عامل السرعة بوجود الاكتشاف الأوروجوياني لوكاس توريرا، الذي يملك كل مميزات لاعب الوسط المحوري العصري، من لياقة بدنية فلازية، حُسن توقع، ضغط بلا توقف، والأهم يملك اللمسة اللاتينية في الثلث الأخير من الملعب، ومعه الموهوب المغربي الأصل / الفرنسي الهوية جويندوزي، هو الآخر، أشعل وسط آرسنال بسرعته وحُسن تصرفه بالكرة في الثلث الأخير من الملعب، وهذا ما ساهم في ظهور أوباميانج بالمستوى المتميز الذي يُقدمه هذا الموسم، عكس وضعه مع فينجر، الإيقاع البطيء لا يُساعده على تقديم 50% من إمكانياته، تمامًا مثل هنري، والمفارقة أن كليهما بدأ رحلته مع الساحرة المستديرة في مركز الجناح المهاجم، ولا ننسى أن أوبا لا يرفض الهدايا بالرأس، بينما الغزال، كان قلما يُسجل بالرأس.