أحمد أباظة فيسبوك تويتر
بلا أي مفاجآت، تغلب يوفنتوس على ضيفه والأمل الأخير في إيقافه إنتر ميلان بهدف نظيف، ضمن منافسات الأسبوع الخامس عشر للدوري الإيطالي.
بدأ أليجري مباراته محافظاً على رسم 4-3-3 رغم نقص لياقة لاعبي الوسط، حيث تعرض بينتانكور لإصابة قبل المباراة بأيام قليلة ولكنه عاد وشارك، بينما عاد إيمري تشان لتوه من إصابة أبعدته شهرين ليأتي على مقاعد البدلاء، في ظل غياب سامي خضيرة.
أيضاً ظهر دي تشيليو كظهير أيسر لتعويض أليكس ساندرو، وفي الأمام الثلاثي الأفضل أو الأكثر تمتعاً بثقة ماكس أليجري: ديبالا - ماندجوكيتش - رونالدو.
على الجانب الآخر خاض لوتشيانو سباليتي مباراة بمحاكاة رسم خصمه، اعتماداً على جاليارديني وجواو ماريو يتوسطهما بروزوفيتش. إجمالاً، قدم مدرب الأفاعي أفضل الأسماء بقائمته في غياب راديا ناينجولان.
بدأ يوفنتوس مسيطراً وضاغطاً للأمام، وحاول إنتر رغم انكماشه الواضح في الفترة الأولى، في سيناريو متوقع للغاية بالنسبة لديربي إيطاليا في وضع الفريقين الحالي. بدأ النيراتزوري الرد معتمداً على انطلاقات بيرسيتش وبوليتانو من ناحية والركنيات المترتبة على توابع تلك الانطلاقات من ناحية أخرى.
كل ما كان سباليتي يتمناه هو عرضية من هنا أو هناك تسقط على رأس إيكاردي بالطبع، فالهدف الأول لإنتر كان ليعني الكثير في شكل تلك المباراة، بكلمات أخرى: نظرة واحدة على دكة البدلاء تؤكد لك أن آخر سيناريو يمكن لإنتر التعامل معه هو تسجيل يوفنتوس للهدف الأول
بينما سيلجأ سباليتي لبالدي كيتا ولوتارو مارتينيز، أو يحاول استخراج شيئاً لم يستخرجه من فاليرو قبل ذلك، سيجلس أليجري بكل هدوء استعداداً للانكماش إلى المناطق الدافئة، ويبدأ في دراسة الأمر لتحديد من سيفسح المجال، وأي من النفاثات الثلاثة سيشارك.
رغم أنه لا عيب حقيقي أو قانوني في أن يملك فريقك رونالدو وديبالا وماندجوكيتش على أرض الملعب ودوجلاس كوستا وكوادرادو وبيرنارديسكي خارجه، إلا أن هذا الأمر يُعد ظلماً كبيراً لكل الخصوم داخل إيطاليا، لا أحد يمكنه مجاراة قائمة كتلك في سباق مكون من 38 أسبوعاً، ولا حتى في مباراة واحدة حتى الآن.
بينما نحن نتحدث، فشل 15 فريقاً من أصل 19 منافساً محلياً في إلحاق ولو هزيمة واحدة بالبيانكونيري هذا الموسم، الخسارة الوحيدة التي طالت يوفي أتته في أوروبا، والكل يعلم جيداً كيف أتته، أو لا يعلم، لست متأكداً تماماً..
لا يوجد فريق يسجل من كل فرصة محققة تتاح أمامه، لا يمكنك أن تلوم جاليارديني على ارتطام محاولته بالعارضة، ولكن أمام يوفنتوس لا يحق لك فعل المعتاد في الموسم المحلي، لا يحق لك الإهدار، لأنه حين يسجل قد تجعلك تندم على اليوم الذي لعبت فيه أمامه، فببساطة هو فريق مزعج للغاية حين يهاجم، ولكنه أكثر إزعاجاً حين يدافع.
بالفعل سقطت الفأس في الرأس، نجح كانسيلو الذي انتقل يساراً في الشوط الثاني بمراوغة فيرساليكو وإرسال عرضية شقت طريقها إلى رأس ماندجوكيتش داخل الياردات الستة، ومن الواضح تماماً ماذا يحدث في وضعية مشابهة.
وقع ذلك أثناء انشغال سباليتي بالتغييرات المرحلية، بعد دفعه بفاليرو بدلاً من بوليتانو بحثاً عن الزيادة العددية في خط الوسط، وقبل إقحامه لكيتا بدلاً من جاليارديني لأن الفريق بحاجة لهدف بأي ثمن. على الجانب الآخر وصل أليجري إلى سبعينات المباراة وقد نال ما يريده، فأتى كوستا بدلاً من دبيالا لزيادة الإزعاج، ثم حل تشان على حساب بيانيتش لكتابة النهاية بالطريقة الدفاعية التي يحبها ماكس ويرضاها.
في النهاية عبثاً حاول سباليتي حين كان يُدافع، وعبثاً حاول حين اضطر للهجوم، سباليتي لديه قصوره وأفكاره الخاطئة بالطبع، ولكنه ببساطة يواجه غولاً تكتيكياً يقود مجموعة من التنانين المجنحة، فاليوفي مهما كانت عيوبه التي قد تضره في دوري الأبطال، إلا أنه في إيطاليا بات الفيل الأكبر في الغرفة، بل أن غرفة الكالتشيو لم تعٌد تتسع له!