كتب | محمود عبد الرحمن | فيس بوك | تويتر
في ملعب سانتياجو برنابيو في عام 2010، شاهد جمهور ريال مدريد والرئيس فلورنتينو بيريز، المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو وهو يتوج بطلاً لأوروبا مع الإنتر، فتأكدت قناعاته بالتعاقد معه في الموسم التالي.
ومنذ قليل شهد سانتياجو برنابيو أيضًا تتويج ريفر بليت بطلاً لأمريكا اللاتينية مع المدرب الشاب مارسيلو جاياردو، الذي أكد بالفعل أنه أحد ألمع المدربين في العالم في الوقت الحالي بإنجازات عديدة مع ريفر بليت قد تفتح وعي بيريز وإدارة الريال عليه وربما منحه الفرصة الموسم المقبل.
صانع الأحلام
في 6 يونيو 2014، تم تقديم جاياردو كمدرب لريفر بليت، بعد 3 سنوات فقط من فضيحة الهبوط التاريخية للريفر، حيث خلف المدرب رامون دياز الذي تقدم باستقالته.
قبل قدومه كان النجم الأرجنتيني السابق مدربًا لناسيونال الأوروجوياني وقضى معه عام واحد فقط حقق فيه لقب الدوري الأوروجوياني
كان تأثير جاياردو على ريفر بليت كبيرًا منذ اللحظة الأولى، ومثار إشادة من الصحافة الأرجنتينية، حيث قام الفريق بتكرار الرقم القياسي لأطول سلسلة مباريات من دون هزيمة بلغت 32 مباراة.
وبفوزه ببطولة كوبا ليبيرتادوريس على حساب الغريم بوكا جونيورز قبل قليل، يكون جاياردو قد حقق 9 ألقاب مع ريفر بليت في غضون 5 سنوات، منهم 6 ألقاب قارية ودولية.
افتتح نجم باريس سان جيرمان السابق مشواره التدريبي مع الريفر بالتتويج بكوبا سودا أمريكانا 2014، المماثلة للدوري الأوروبي بأمريكا الجنوبية، على حساب أتليتكو ناسيونال الكولومبي بعدما أقصى بوكا الغريم التقليدي في نصف النهائي.
في العام التالي، حقق جاياردو كأس ريكوبا سودا أمريكانا، والتي تعادل كأس السوبر في أمريكا اللاتينية، على حساب سان لورينز بالفوز عليهم بهدف دون رد مرتين في الذهاب والإياب، ولكن الحدث الأهم في 2015 كان قيادته الفريق للتتويج بلقب كوبا ليبيرتادوريس للمرة الأولى له.
فاز ريفر باللقب الغائب منذ سنوات بعدما أقصى من طريقه أيضًا بوكا جونيورز في طريقه للنهائي الذي تفوق فيه على تيجريس المكسيكي بمجموع ثلاث أهداف نظيفة، بعد التعادل سلبًا ذهابا والانتصار إيابًا. كل هذا ناهيك عن الكؤوس المحلية المتوج بها.
لماذا ريال مدريد؟!
يعيش ريال مدريد فترة انتقالية مع مدرب أرجنتيني شاب آخر وهو سانتياجو سولاري، وفي نهاية الموسم وإن فشلت التجربة فالنادي قد يقوم بالنظر في بعض أسماء المدربين الآخرين.
في هذه الحالة أعتقد أن جاياردو يعد أحد أنسب الأسماء لتدريب ريال مدريد، السبب الوحيد الذي ربما يبعده عن حسابات كبير العاصمة الإسبانية أنه لم يسبق له العمل في أوروبا، ولريال مدريد تجربة سيئة مع البرازيلي لوكسمبورجو في 2005 القادم من سانتوس دون أي خبرة أوروبية.
لكن لا أعتقد أن هذا الأمر يمثل مشكلة في الوقت الراهن، وعدم وجود خبرات أوروبية لا يعني الفشل مسبقًا، فزيدان نجح مع ريال مدريد رغم أنه لم يسبق له العمل مع احتكاكات أوروبية كبيرة مع الفريق الأول.
الأهم في اعتقادي أن جاياردو قد برهن على أنه مدرب كبير، يجيد قراءة المباريات واللعب تحت ضغوط، ومتفوق على غريمه التقليدي دائمًا، كما أنه يتحدث الإسبانية.
عرف عن ريال مدريد مؤخرًا هويته في اللعب المباشر، وهو الأسلوب الذي يتميز به ريفر بليت مع جاياردو، المهتم بالضغط العالي والقوة الدفاعية، حيث كتب رقمًا قياسيًا في عدم الهزيمة مع ريفر بليت في فترة من الفترات.
على مستوى آخر فجاياردو مدرب يتمتع بشخصية كبيرة وقدرة على فرض أسلوبه وكلمته على الفريق، ناهيك عن القدرة على استخراج أفضل من لاعبيه، كما برهن على ذلك في أكثر من موقف.