اكدت تقارير صحفية، الثلاثاء، وجود منافسة كبيرة للسيطرة على الحدود مع سوريا على الرغم من مرور عام على إعلان بغداد النصر على داعش، وخاصة بعد استيلاء داعش على منطقة هجين السورية القريبة من الحدود ودفع الولايات المتحدة لالاف من جنودها الى محافظة الانبار، في وقت طالبت فيه فصائل من الحشد الشعبي اعطائها دورا رسميا في تامين حدود العراق مع سوريا.
وذكر تقرير لصحيفة المدى اليوم (11 كانون الاول 2018)، انه "بعد انسحاب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من منطقة هجين السورية القريبة من الحدود، الشهر الماضي، أعلنت بغداد النفير العام ودفعت أكثر من 11 ألف مقاتل الى الحدود خوفا من تدفق مسلحي التنظيم مرة ثانية، لكن لم يكشف حينها عن تمركز جديد للقوات الامريكية هناك".
واضاف، انه "بعد نحو 10 أيام من ذلك الحادث، طلب زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، بإعطاء الحشد الشعبي (دور رسمي) في تأمين حدود العراق مع سوريا".
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها، ان "القوة الامريكية التي كانت قد وصلت الى الحدود في وقت انسحاب (قسد) من أراضي سوريا، تحولت الى (قوة شبه ثابتة)، فيما كانت القوات العراقية قد تقدمت حينها، لأول مرة، داخل الاراضي السورية وسيطرت على 30 مخفر تركته القوات السورية".
وتشير المصادر المطلعة في الانبار الى أن القوة الامريكية المجهزة بأسلحة ثقيلة ومعدات متطورة، تمركزت في مناطق تقع شمال القائم، قريبة من ناحية الرمانة التابعة للقضاء، وهي المدينة العراقية الاولى بعد الحدود السورية.
وبحسب المصادر فإن عدد القوات القريبة من الحدود تنتشر في معسكرين: الأول في منطقة "قطارات الفوسفات" في جنوب القائم، وتضم بضعة آلاف من المقاتلين، والثاني هو المقر الجديد، ويضم المئات من المقاتلين الامريكان.
وجاء في التقرير، انه "بعد المقر الجديد للقوات الامريكية أصبح عدد الثكنات والمعسكرات التابعة للقوات الاجنبية في الانبار (6 مواقع)، وهي: معسكر الحبانية، معسكر عين الأسد في البغدادي، معسكر (تي وان) قرب هيت، ومعسكر الخسفة قريب سد حديثة، بالإضافة الى معسكر قطارات الفوسفات، والمقر الجديد قرب الحدود".
وأكدت المصادر أن عدد القوات الامريكية في الانبار لوحدها وصل الى "9 آلاف مقاتل"، فيما كان الجيش الامريكي قد كشف مطلع العام الحالي أن عدد قواته العاملة في عموم العراق هو 5262.
وتنتشر القوات الأمريكية في قواعد أخرى خارج الأنبار، وهي قاعدة "فيكتوري" في مطار بغداد و"التاجي" شمال العاصمة، وقاعدة بلد الجوية في صلاح الدين، وقاعدة القيارة (جنوب الموصل)، وقاعدة أربيل.
وذكر التقرير انه "على الرغم من مرور عام على إعلان بغداد السيطرة على الحدود مع سوريا، إلا ان الصراع على مسك الحدود مازال مستمرا.
وعمقت الأحداث الاخيرة في سوريا وعودة "داعش" إلى السيطرة على مناطق تقترب من العراق بنحو 4 كيلومترات من الأزمة.
وقال رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الشهر الماضي، إن المئات من أعضاء تنظيم داعش في دير الزور شرق سوريا يحاولون دخول العراق عبر الحدود.
وأضاف في مؤتمر صحفي في بغداد أن تنظيم داعش يسعى لاستعادة السيطرة على الأراضي التي كان يحكم قبضته عليها من الجانب العراقي بين عامي 2014 و2017.
وتابع أن القوات العراقية تقوم بواجباتها لإجهاض أي محاولات من التنظيم المتشدد للتسلل عبر الحدود.
وتفيد معلومات التحالف الدولي بأنه ما زال هناك 2000 مسلح لداعش في منطقة هجين، آخر معاقل التنظيم في محافظة دير الزور السورية، التي تضم البو كمال التي تبعد عن الحدود العراقية أقل من 4 كم.
وتابع التقرير، انه "بالمقابل يشكك أحمد الكناني، وهو نائب وقيادي في عصائب أهل الحق بأسباب تواجد القوات الامريكية قرب الحدود مع سوريا مؤكدا وجود مقاطع فيديو سجلت قبل أسبوعين لطائرات امريكية وهي تنشر عناصر من داعش قرب الحدود من الجانب السوري".
ويعتقد الكناني انه من الضروري نشر قوات الحشد الشعبي في المناطق الحدودية المحاذية مع سوريا، لأنها تمتلك خبرة في القتال بتلك المواقع.
ويقول النائب ان "القيادة المشتركة استعانت بالحشد في الشهر الماضي عندما اخترقت داعش الحدود"، فيما لم تؤكد الحكومة في بغداد حينها خبر الاختراق، وإنما قالت إن المسلحين يقتربون من الحدود بسبب الاحداث في سوريا.