نشرت مجلة "ميخور كون سالود" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الأخطاء التي يقع فيها أغلب الآباء فيما يتعلق بتغذية أطفالهم.
وقالت المجلة، في تقرير لها إن الأطفال يحتاجون إلى نظام غذائي متوازن لضمان التطور والنمو السليم لأجسامهم. مع ذلك، ونظرا لضغوط الحياة اليومية والرغبة في إرضاء الأطفال، يرتكب العديد من الآباء بعض الأخطاء التي قد تصبح عادات غير ملائمة لأبنائهم.
وبينت المجلة أنه خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل، يستحسن أن تقتصر تغذيته على حليب الأم فقط، لأنه يحتوي على المواد الغذائية الضرورية والسوائل التي يحتاجها جسمه، كما يساهم أيضا في تعزيز جهازه الهضمي وتطوير نظام المناعة لديه. وبعد هذه الفترة، نبدأ تدريجيا في إضافة أطعمة مختلفة للنظام الغذائي الخاص به، وهي الطريقة التي تتشكل بها الأذواق وعادات الأكل لدى أطفالنا.
وغالبا ما يكون الآباء مثالا يحتذى به بالنسبة لأطفالهم، الذين يتبعون خطاهم حتى في أوقات تناول الطعام. مع ذلك، ورغم وتيرة الحياة السريعة، من المهم أن نتذكر أن إنشاء روتين غذائي جيد هو أساس ضمان حياة صحية للأطفال.
وأبرزت المجلة، أولا، أن تناول وجبة إفطار غير متكاملة هو أكثر الأخطاء شيوعا التي يقع فيها الآباء، بما أنها أهم وجبة في اليوم، التي تهيئ الجسم لبدء يوم مليء بالطاقة والنشاط. لذلك، من الضروري أن يتناول الأطفال وجبة إفطار مغذية قبل الذهاب إلى المدرسة. لكن، قد يقودنا أسلوب حياتنا إلى جعل فطور الصباح يقتصر على مجرد فنجان قهوة أو وجبة خفيفة، وهو ما قد يؤثر، على المدى القصير أو الطويل، على الأداء الأكاديمي والرياضي لأطفالنا.
وأوردت المجلة أن تناول وجبة إفطار متكاملة يساعد على تلبية احتياجات الأطفال من الطاقة، التي يجب أن تحتوي أساسا على الألياف والدهون والبروتينات والكربوهيدرات. الجدير بالذكر أن فطور صباح مناسب ومتكامل يساعد على تعزيز التركيز والذاكرة لدى الأطفال، كما يحسن قدرتهم على التعلم، ويمكنهم من محاربة السمنة في مرحلة الطفولة.
وأضافت المجلة، ثانيا، أن غياب روتين معين وأوقات محددة للوجبات من بين أكثر الأخطاء التي يقع فيها الوالدان. وما لا شك فيه أن وضع جدول محدد للوجبات يساعد على تحفيز شهية الطفل، ويحسن عملية الهضم لديه، كما يجعله أكثر انضباطا. فالروتين الغذائي الصحي مهم جدا، ويساعد على تطوير الحس بالمسؤولية لدى الأطفال، وخلق عادات صحية وغذائية لديهم.
وفي هذا الصدد، من المهم أن يتناول الأطفال خمس وجبات في اليوم، تنقسم بين ثلاث وجبات أساسية ووجبتين خفيفتين، ما من شأنه أن يساعدهم على استيعاب العناصر المغذية بشكل أفضل، ويجنبهم اكتساب الوزن الزائد.
وأوضحت المجلة، ثالثا، أن تقديم حصص كبيرة من الطعام للأطفال هي واحدة من أكثر الأخطاء شيوعا، التي يمكن تجنبها بسهولة. ومن المهم أن نعلم أن الحاجيات الغذائية للأطفال تختلف عن الكبار، وبالتالي، يجعلهم ملء أطباقهم بشكل متكرر إما يفرطون في استهلاك الطعام أو يرفضون الأكل بسبب الكميات المبالغ فيها. لذلك، لا بد من غرس ثقافة الأكل الصحي بشكل صحيح لدى الأطفال.
وتطرقت المجلة، رابعا، إلى أن تقديم الأطعمة المصنعة بدلا من الفواكه والخضروات منذ سن مبكرة تعدّ عادة سيئة. ويفضل أغلب الأطفال استهلاك المنتجات المصنعة، وهي أطعمة غنية بالدهون والمواد الكيميائية، ما يجعلها مسببة للإدمان. لذلك، من واجب الآباء التحكم في استهلاك أطفالهم لهذه المنتجات، والعمل على دمج البقوليات والفواكه والخضروات في نظامهم الغذائي. وإذا كنت ترغب في أن ينمو طفلك بقوة وصحة، فلا بد من توفير البروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات والدهون والمعادن الضرورية له.
وأفادت المجلة، خامسا، بأنه يجب عدم مكافأة الأطفال عبر تقديم أطعمة غير صحية لهم. فعلى الرغم من أننا ندرك فوائد التغذية الجيدة، إلا أننا في كثير من الأحيان نكافئ أطفالنا بالوجبات السكرية أو المالحة جدا والغنية بالدهون. وفضلا عن أن هذه الأطعمة لا توفر العديد من العناصر الغذائية، فهي تحتوي أيضا على مواد كيميائية مسببة للإدمان. لذلك، تجنب تقديم مثل هذه المكافآت لطفلك، وقم بالبحث عن بدائل أكثر صحية.
وبينت المجلة، سادسا، أنه من المستحسن تجنب إبعاد أطفالك عن المطبخ. ويمكن أن تكون مساهمتهم في المطبخ بسيطة جدا، وتقتصر على تحريك صلصة أو إضافة القليل من الملح، لكن بالنسبة لهم، يحفزهم ذلك على تناول ما ساعدوا في تحضيره. بناء على ذلك، تعدّ هذه الطريقة استراتيجية ممتازة لتحفيزهم على تذوق أطعمة جديدة، بالإضافة إلى تعزيز حس المسؤولية لديهم، وتعليمهم مشاركة آبائهم في الأعمال المنزلية.
بطبيعة الحال، من الضروري اتخاذ التدابير اللازمة حتى لا يستخدموا الأدوات التي قد تسبب لهم الأذى، فضلا عن البحث عن وصفات سهلة ومغذية قادرة على جلب اهتمامهم.
وأكدت المجلة، سابعا، أن تقديم الأطباق باعتماد الطريقة ذاتها للأطفال قد لا يحظى باهتمامهم، حيث أن حاستي البصر والشم من أكثر الحواس التي يتم تحفيزها أثناء تناول الطعام. لذلك، سيكون الطبق الذي يحتوي على ألوان أكثر مثيرا لاهتمام الطفل بنسبة أكبر، إذ سيدفعه فضوله إلى تذوقه. لهذا السبب، يظل من المهم للغاية العمل على تقديم الأطباق للأطفال بطرق مختلفة.