صراع تاريخي وتحدي السير - كيف تطورت العداوة بين مانشستر يونايتد وليفربول؟

آخر تحديث 2018-12-15 00:00:00 - المصدر: جول


بقلم    علي سمير      تابعوه على تويتر

يحل مانشستر يونايتد ضيفاً ثقيلاً على مُضيفه ليفربول، في المباراة التي تجمعهما غداً الأحد بالجولة السابعة عشر من الدوري الإنجليزي.

ليفربول على الصدارة بـ42 نقطة متمعاً بانطلاقة جيدة لم يذق خلالها طعم الهزيمة، بينما يعاني الشياطين بالمركز السادس بـ26 نقطة.

ومع ذلك لا يعتبر هذا الفارق أي مقياس لحرارة المباراة، التي تتجسد خلالها عداوة كبيرة جمعت بين الطرفين على مدار سنوات عديدة.

إذن فما هي أسباب تلك العداوة؟

المسافة

كعادة أي ديربي تلعب المسافة والتقارب بين المدن والملاعب، دوراً كبيراً في العداوة، لتحديد من هو الزعيم بهذه المنطقة.

56 كيلو متر فقط - فارق المسافة بين مدينتي ليفربول ومانشستر، مما يجعل التنافس والكراهية سبباً منطقياً.

ما هو غير منطقي أنه رغم وجود مانشستر سيتي وإيفرتون بنفس الحيز الجغرافي، إلا أن مواجهة مانشستر يونايتد وليفربول لها معنى آخر، وتتسع دائرة المنافسة لجميع أنحاء العالم.

منافسة من نوع آخر

بعيداً عن معارك أنفيلد وأولد ترافورد، فهناك ساحة أخرى يتصارع فيها الثنائي وهي الساحة الاقتصادية.

منذ بداية التطور الصناعي في إنجلترا، بدأ التنافس بين مانشستر وليفربول اقتصادياً وصناعياً.

مانشستر تعتبر المدينة الثانية في إنجلترا نظراً للتعداد السكاني الكبير، ولكن ليفربول انتزعت هذا اللقب في القرن الثامن عشر بفضل تطوير ميناء ريسي بالمدينة.

واستعادت مانشستر هيبتها بالقرن العشرين، عن طريق بناء قناة أخرى للملاحة، لتفوز بالمعركة الاقتصادية مع ليفربول.

صراع أزلي

وأما عن المنافسة على ارض الملعب، فبدأت في 1901 إلى 1906 عندما فاز ليفربول بأول بطولة محلية له.

لعبة الكراسي الموسيقية بينهما اشتعلت بفوز مانشستر يونايتد بلقب 1907/1908، ليشترك الثنائي دائماً في المنافسة على زعامة الكرة الإنجليزية بمختلف العصور.

ليفربول فاز باللقب في 1947 قبل أن يعكر السير مات بسبي الذي لديه تمثالاً بملعب أولد ترافورد، سنوات السعادة لدى الريدز، ليبدأ حقبة ناجحة مع مانشستر في الخمسينات.

مرة أخرى الموقف يتكرر مانشستر يفوز بلقب 1967 وكأس أوروبا العام التالي، قبل أن ينتزع ليفربول السيطرة مرة أخرى.

تلك الهيمنة استمرت لفترة لم يتوقعها أسوأ المتشائمين بين مشجعي مانشستر حيث فازوا بـ11 بطولة دوري و19 كأس محلي وسبع ألقاب أوروبية في فترة السبعينات والثمانينيات.

تحدي السير

واجه السير أليكس فيرجسون أسطورة مانشستر يونايتد اختباراً صعباً، عندما تولى مهمة تدريب الفريق في 1986 ومعه فريقاً متهالكاً.

فيرجسون كان هو السبب الرئيسي في إزاحة ليفربول من الساحة تماماً، حيث قاد يونايتد للفوز بكأسي الرابطة وكأس الاتحاد الإنجليزي عامي 1989 و1990.

وبعد الفوز بالدوري في 93 بدأت الزعامة تعود مرة أخرى لأولد ترافورد، وحصد سبع ألقاب دوري في الفترة من 1990 إلى 2001.

في سبتمبر 2002 قرر السير الرحيل والاعتزال قبل أن يتراجع عن قراره ويخرج بتصريحه الناري:"التحدي الأعظم كان الإطاحة بليفربول وقد حققنا ذلك".

كلمات السير صدقت وقتها حيث كان مانشستر في نظر الجميع الفريق الأقوى بانجلترا، رغم تفوق ليفربول بعدد الألقاب خلال هذا العام.

تراجع الريدز

منذ بداية البريميرليج تحت مسماه الجديد في 1992، مانشستر حاز على لقب الدوري 13 مرة كاملة مقابل ولا مرة لليفربول.

الأمر تحول إلى عقدة لدى مشجعي الفريق، الذين شاهدوا رقمهم القياسي يتحطم كالنادي الأكثر تتويجاً بالدوري، حيث اجتازه مانشستر بـ20 لقب مقابل 18 للريدز.

ربما تأتي مواجهة الغد بظروف مختلفة.. يونايتد ليس المسيطر على الكرة الإنجليزية، أو حتى على مدينته التي تزعمها مانشستر سيتي.

وهذا لا يعني ان الشياطين الحمر تحت قيادة جوزيه مورينيو لن يقاتلوا من أجل إسقاط يورجن كلوب ورجاله ..لممارسة الهواية المفضلة لهم وهي إزاحة ليفربول من القمة.