يعرف جناح بوردو "فرونسوا كامانو" بداية جد مميزة، فقد وقع لغاية الساعة على 8 أهداف، لكن ذلك ليس أبدًا من فراغ، بل هو مواصلة لنفحات التألق التي أظهرها حين كان يشارك كبديل تحت قيادة "جوس بويت" وقيامه بمجهود قيم لمساعدة الفريق على بلوغ الدوري الأوروبي.
اللاعب بدأ إذًا ينفجر هذا الموسم مع المشاركة بانتظام وهو يحاول في كل مباراة إظهار مهاراته وقدرته على الحسم باحترافية أمام الشباك.
مدربه الحالي "إريك بدويت" سعيد جدًا بما يبصم عليه من مستويات وقد تغنى به خلال شهر أكتوبر الأخير مؤكدًا أنه نضج بشكل كبير.
"لقد رأيته يقدم مباريات جيدة بشكل مسترسل، لكنه الآن بات أكثر انتظامًا. لقد مر لمرحلة أكثر تقدمًا في مسيرته، فليس من السهل أبدًا البصم على مستويات عالية لفترة طويلة"
ويشدد اللاعب على أن إصراره الكبير والثقة في قدراته من بين أسرار نجاحه المبهر هذا
ففي حديثه مع صحيفة "ليكيب" قال "لقد حان وقت النضج بعض الشيء. إذا طُلب مني القيام بشيء ما، أنصت جيدًا وأحاول تطبيقه، لكن لدي أيضًا حسي الخاص على أرضية الميدان. كنت الموسم الماضي أسمهم دائمًا يطلبون مني التحكم بطريقة معينة عند إمساك الكرة وذلك أفقدني كلمتي في الملعب"
"يجب أن نصحح اعتقاداتنا الخاطئة. كرة القدم ليست علمًا دقيقًا. لا نتحدث هنا عن عملية حسابية. الأمور مختلفة على أرضية الميدان، أتحمل مسؤوليتي وألعب بأسلوبي وذلك مع وضعي الثقة الكاملة في حدسي".
مواجهة جانجون كانت واحدة من بين الأفضل لذو الأصول الغينية، إذ سجل فيها هدفًا في غاية الروعة، إذ تقدم بمهارة من الجهة اليسرى تم راوغ بشكل عرضي مرسلاً تسديدة في منتهى الجمال من على مشارف منطقة الجزاء.
هدف وإن كان خارقًا، إلا أنه لم يفاجئ مدربه
"لقد اعتاد على تسجل أهداف مماثلة. هو لاعب موهوب وبإمكانيات عالية، نحن نعلم ذلك جيدًا وهو يعي ذلك أيضًا. الأمر رائع فعلاً، فهو يغالط الحراس بطريقة في منتهى الذكاء"
وبمردوده الخارق هذا، بات اللاعب محط أنظار العديد من الأندية الأوروبية الكبرى والتي يأتي على رأسها أتلتيكو مدريد، لا سيما وأنه يتفوف في الأرقام حتى على البرازيلي المنتقل الصيف الماضي "مالكو"، فهذا الأخير كان سجل 7 أهداف فقط مع منتصف الموسم.
كامانو عرف كمعظم الموهوبين بدايات معقدة، لكنه كان يوصف من قبل الكثيرين بـ "تيير هنري الجديد" وهو ما حفزه أيضًا على التطور
" كان من الرائع سماع ذلك، خاصة وأنه كان واحدًا من النجوم المفضلين بالنسبة لي. مقارنتي به كانت تسعدني بطبيعة الحال وتجعلني أبدل مجهودات أكبر للتطور"
ويرتبط ذو ال22 عامًا ببوردو بعقد يمتد لغاية 2020 فقط، لكن مسؤولي النادي يفكرون بشكل جدي في تمديده للحفاظ على هذه الجوهرة والاستفادة منها بشكل أكبر في السنوات القادمة، إلا إذا كان الأمر مخالف لرغبات اللاعب
وقال المسؤول الرياضي "هوجو فاريلا" في هذا الصدد "إذا ما تقدم لنا أحدهم بعرض ممتاز ما، فنحن سنناقشه ذلك. صحيح أننا نريد دائمًا الحفاظ على أفضل لاعبينا، لكننا نتفهم أيضًا أنه لا يمكننا الإبقاء عليهم إذا ما كانوا يبحثون عن الرحيل"