عفرين.. ناحية "جنديرس" تحظى بنصيب الأسد من الانتهاكات الجسيمة للفصائل السورية المسلحة

آخر تحديث 2018-12-19 00:00:00 - المصدر: رووداو

رووداو – عفرين

يستمر مسلحو الفصائل السورية التابعة لتركيا بارتكاب الجرائم والانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين الكورد في منطقة عفرين بكوردستان سوريا، فيما يعاني أهالي المنطقة أوضاعاً إنسانية ومعيشية بالغةَ السوء.
وخلال الأيام القليلة الماضية، كان لناحية "جنديرس" التابعة لعفرين، نصيب الأسد من تلك جرائم وانتهاكات مسلحي الفصائل المذكورة.

وفي هذا السياق أفادت "منظمة حقوق الإنسان" في عفرين، بأن "عناصر الفصائل المسلحة أقدموا على قطع ثلاث أشجار زيتون من كرم المحامي صبحي إسكندر، وخمس أشجار زيتون من كرم جاره علي عمر، بناحية جنديرس".

وأضافت أن "عناصر الفصائل المسلحة أقدموا كذلك على جني 15 شوال زيتون من كرم المواطن حسين سليمان، بناحية جنديرس، فيما صادرَ فصيل (أحرار الشام) 108 تنكات زيت عائدة للمواطن توفيق حنان في قرية كوران التابعة للناحية ذاتها".

وتابعت المنظمة أن "عناصر الفصائل المسلحة (سمرقند – أحرار الشام) يقطعون عشرات الأطنان يومياً من خشب الأشجار الحراجية من مرتفعات (تتارا وحج حسنة) بناحية جنديرس، كما أقدم المستوطنون على قطع كافة الأشجار الواقعة ضمن سور المنازل الذين استولوا عليها بقرى ناحية جنديرس".

مشيرةً إلى أن "كافة المنظمات (الصحية والإغاثية) التي تعمل في ناحية جنديرس تقدم خدماتها فقط لعناصر الفصائل المسلحة وللمستوطنين، وأحياناً للسكان الأصليين، فلدى توزيع بذار القمح، أقدمت الفصائل بناحية جنديرس على شطب الكثير من أسماء الفلاحين الكورد، وسجلت أسماء الفلاحين العرب، وخاصة من يتعامل معهم ويسهل لهم سرقة ممتلكات جيرانهم ويخبرهم عن وضع الناس ومواقفهم أمثال (محمود صطوف وغيرهم) كما لم يعطوا البذار لعائلة حج كريم حديفات أيضاً".

كما أوضحت المنظمة أن "الجهات الرسمية التركية (الاستخبارات – الوالي) بناحية جنديرس تتعمد توظيف القاطنين في مخيمات (أطمه) بمحافظة إدلب في الدوائر الصحية والخدمية، فالممرض يتم تعينه بصفة طبيب، ويستبعد تعيين الأطباء والممرضين الكورد".

لافتةً إلى أن "(جماعة أبو خولة - تجمع شهداء الشرقة) حولت أنشطتها في سرقة ونهب البيوت، تهديد المواطنين الكورد حصراً، الاختطاف... إلخ، إلى ناحية جنديرس بعد أن تم إبعادهم عن مدينة عفرين".

وأردفت المنظمة الحقوقية أن "الفصائل المسلحة فرضت على سكان قرية (أشكان غربي) بناحية جنديرس على دفع تنكة زيت عن كل بيت، وجمع الأهالي سبعين تنكة زيت، ولكنهم طالبوا بالمزيد ولم يرضوا بهذا العدد".

منوهةً إلى أن "فصيل (الحمزات) المسيطر على قرى (جولاقا وكوركان وفقيرة وقجميان) فرض أتاوةً مقدارها 25 % من ناتج الزيت بالنسبة لكروم الزيتون التي لا يتواجد أصحابها، وعن كل 100 شجرة تنكتي زيت بالنسبة للأهالي المتواجدين، وفرض 250 تنكة زيت أتاوةً وخاصة على قرية جولاقا".

أما في ناحية "بلبلة" التابعة لعفرين، فنقلت المنظمة عن "مصدر مطلع" في قرية "خليلاك أوشاغي"، قوله إن "بعض العناصر المسلحة التابعة لفصيل (لواء المعتصم) ضربوا امرأةً من قرية (قوطان) المجاورة أثناء قطفها لثمار الزيتون. حيث حاول العناصر سرقة الزيتون أمام عينيها، فحاولت المرأة منعهم من ذلك، فأقدموا على ضربها بطريقة وحشية، مما أدى لفقدانها الوعي والسقوط أرضاً، وبالتالي استكمال سرقتهم بكل راحة بال واطمئنان".

واختتمت المنظمة بالقول: "هؤلاء هم (الثوار - الأحرار) أصحاب (النخوة والمروءة والإنسانية)، وهكذا يعملون ويدَّعون البحث عن الحرية وإسقاط النظام".

وبعد سيطرة القوات التركية والفصائل السورية المسلحة التابعة لها على منطقة عفرين بكوردستان سوريا يوم الأحد 18/3/2018، بدأ مسلحو تلك الفصائل بنهب وسلب وسرقة كل شيء، بدءاً من الدجاج والمواشي، وصولاً إلى السيارات والآليات الزراعية وأثاث ومحتويات المنازل، ومع انطلاق موسم الحصاد، يبدأ مسلحو تلك الفصائل بنهب وسلب المنتجات الزراعية، ومحاصيل الزيتون والرمان أيضاً، فضلاً عن الاعتقالات التعسفية وعمليات التعذيب واضطهاد وخطف المواطنين واقتحام بيوتهم وانتهاك حرماتها دون أي رادع، ووسط صمت دولي مطبق.

تحرير: أوميد عبدالكريم إبراهيم