مصعب صلاح تابعوه على تويتر
يقولون إن أكثر ما يدمر العلاقة بين الآباء والأبناء هو صراع الأجيال بين رجل كبير يرى الاستقرار والهدوء هو الحل وشاب متهور يرغب دائمًا في السير مع الثورة.
فالفيردي هو ذلك الأب الذي لا يحب التغيير مطلقًا يفضل أن يعتمد على فلسفة وفكر وطريقة لعب ثابتة.
أحيانًا يضطر إيرنستو للتغيير ولكن حينما يتعرض أحد اللاعبين للإصابة أو تحدث أمور خارجة عن إرداته وسيطرته، فالرجل لا يتحرك سوى وقت الأزمة!
رغم وجود تحول كبير بين طريقة لعب برشلونة في الموسم الماضي والموسم الحالي إلا أنّ هناك محطات كثيرة تسببت في هذا التحول أجبرت إيرنستو على أن يتحرك من مقاعده ويعدل الأمور!
بداية تقليدية
رغم خروج نيمار من الفريق وخسارة ضلع من الـ MSN إلا أنّ إيرنستو فالفيردي أصّر على طريقة اللعب ذاتها بوجود جيرارد ديولوفيو بديلًا للبرازيلي وهو الأمر الذي لم يؤدي لفائدة في السوبر الإسباني.
برشلونة خسر أول مواجهة ضد ريال مدريد وفي العودة حاول إيرنستو التعديل فلعب بثلاثي في الخلف ولكن أيضًا الفريق قدّم واحدة من أسوأ مبارياته في الكلاسيكو وخسر بثنائية مع الرأفة.
بسبب إصابة لويس سواريز، بدأ فالفيردي الموسم بطريقة لعب 4-3-3 بوجود ميسي مهاجم وهمي وعلى الأطراف ديولوفيو وباكو ألكاسير، ومع تواجد ديمبلي وعودة لويزيتو عاد ليلعب بنفس الفلسفة وكأن عثمان بديل نيمار.
النادي الكتالوني كان يفوز خلال هذه المباريات، لكن الأداء كان أقل من المتوسط والأهداف تتأخر ووجود ليونيل ميسي كان حاسمًا وبالأخص أمام ديبورتيفو ألافيس.
لم يحاول فالفيردي التغيير، ولكن إصابة ديمبلي وعدم الثقة في ديولوفيو أو ألكاسير في مركز الجناح اضطر إلى الاعتماد على طريقة 4-4-2 والتي استمرت أغلب فترات الموسم.
أفكار فالفيردي صارت شبه متوقعة، فحينما يلعب برشلونة خارج ملعبه سيتواجد أندريه جوميز أساسيًا بمهام دفاعية واضحة على الرواق الأيمن أو الأيسر ويلعب أيضًا نيلسون سيميدو.
الطريقة بدأت ضد أتلتيكو مدريد في الجولة الثامنة وتكررت أكثر من مرة حتى أصبح الفريق الكتالوني خارج "كامب نو" يعتمد على كل لاعب لديه قدرات دفاعية على حساب التقدم الهجومي.
التفكير مرهق
برشلونة صار يعتمد على عدد محدود من اللاعبين، دقائق لعب ديولوفيو بدأت تقل حتى صار خارج الحسابات تمامًا ورح في يناير وتكرر الأمر ذاته مع أليكس فيدال ودينيس سواريز.
في المقابل حصل باولينيو على فرصة جيدة، تقلصت تدريجيًا بعد التعاقد مع فيليبي كوتينيو وهذا أثر سلبيًا على الحالة البدنية للاعبين وتراجع الفريق بصورة ملحوظة في شهر أبريل.
فحتى بعد تألق باكو ألكاسير استمر الاعتماد على لويس سواريز متجاهلًا تجاوزه عامه الـ 30 حتى أنّ اللاعب اشتكى من الأمر وتسائل عن سبب خوضه مباراة ليجانيس في الدوري المحسوم قبل مواجهة روما في إياب ثمن نهائي الأبطال.
فالفيردي كان يُشرك نيلسون سيميدو ولوكاس ديني أحيانًا ولكن عندما تسوء النتائج يُخرجهم ويلعب بسيرجي روبيرتو وجوردي ألبا كما حدث في مباراة ديبورتيفو ألافيس وكأنّ الحل هو عدم الثقة في دكة البدلاء.
حينما يتقدم برشلونة ينزل جوميز ويخرج إنييستا وتكرر الأمر في أكثر من مناسبة.
تدخل الإدارة
بعد الفشل الذي حدث في دوري أبطال أوروبا ونكسة روما تدخلت الإدارة في الصيف الماضي وطلبت من فالفيردي بعض الأمرو أولها أن يعود لطريقة 4-3-3 وثانيها أن يمنح فرصة للمواهب الشابة.
كارليوس آلينا كان أول المتوقع تواجدهم مع الفريق الأول ولكن الإصابة عطلته قليلًا. فالفيردي أكد أنّه لا يفضل هذا القرار حينما قال إنّه لا يحتاج للاعبين يتواجدون في دوري الدرجة الثالثة.
بعد الاعتماد على 4-3-3 في أول الموسم لم يقدم الفريق المستوى المطلوب وتحرك فالفيردي - ربما للمرة الأولى - وأشرك آرتور في مباراة توتنهام واعتمد على كوتينيو في مركز نصف جناح نصف وسط.
منذ وقتها وكانت جميع التغييرات بعد الإصابات وأمرًا اضطراريًا، فمثلًا بعد إصابة ليو عاد لطريقة 4-4-2 واستخدم لاعب قادر على أن يقوم بالمهام الدفاعية على الطرف وهو رافينيا.
إصابة أرتور منحت فرصة أفضل لأرتورو فيدال وصار أساسيًا باستمرار، سيميدو لا يلعب سوى حينما يتعرض روبرتو للإصابة واضطر للاعتماد على ثلاثي في الخلف لحل الأزمة الدفاعية بعد إصابة روبرتو وسيميدو.
تغييرات عديدة قام بها إيرنستو وكلها تندرج تحت بند واحد "اضطرارية".
لا تنتظر الابتكار
بغض النظر عن طريقة اللعب أو حتى الأسماء التي تشارك في المباريات فإن فالفيردي مدرب تقليدي لا يحب الابتكار أو التعامل مع كل مباراة على حدة.
في الآونة الأخيرة صارت التغييرات والتشكيل متوقع، راكيتيتش لن يخرج أبدًا حتى لو يقدم مستوى سيء للغاية وقد يتواجد حتى في قلب الدفاع وكوتينيو سيلعب بديلًا لديمبلي وكذلك أرتور بدلًا من فيدال.
تغييرات تكررت بصورة ملفتة حتى صار مواجهة برشلونة كتابًا مفتوحًا ومن الصعب للغاية أن يغير المدرب طريقته سوى في ظروف خاصة للغاية.
برشلونة اعتاد على المدربين المبتكرين مثل بيب جوارديولا وتيتو فيلانوفا وحتى لويس إنريكي غير المتوقع دائمًا أما فالفيردي فهو يختلف تمامًا، إنّه الشخص الذي لا يقبل الثورة ولا يقبل الحركة ويفضل أن يسير في الطريق ذاته طوال الوقت على أمل الوصول لنهاية مختلفة.