خماسية كارديف . ركلة في أسنان مورينيو أم شيء من رائحة فيرجسون؟

آخر تحديث 2018-12-23 00:00:00 - المصدر: جول

نجح صاحب الوجه الطفولي أوليه جونار سولسكاير، في استعادة جزء كبير من شخصية وهيبة مانشستر يونايتد، الغائبة منذ حوالي نصف عقد، بعرض هوليودي انتهى بانتصار ساحق خارج القواعد على حساب ممثل ويلز في البريميرليج كاريف سيتي، بخماسية نكراء مقابل هدف هدية، كأكبر نتيجة يُحققها الفريق على مستوى الدوري المحلي منذ تقاعد السير أليكس فيرجسون.


ردة فعل مُتوقعة


بصرف النظر عن النتيجة العريضة، فأغلب النقاد مشجعي النادي العريق، انتظروا ردة فعل قوية من اللاعبين، بعد ثلاثية "أنفيلد روود" والتحرر من قيود جوزيه مورينيو، وفي مقدمة هؤلاء، الفرنسي بول بوجبا، بعد إجهاره في الشماتة في مورينيو بعد ساعة من طرده، الجميع كان ينتظر ماذا سيُقدم بوجبا وبقية المُتمردين على "سبيشال وان"، للتأكد ما إذا كان الخلل من المدرب أم من اللاعبين.


ركلة في أسنان "سبيشال وان"


من يظن أنه قضى ليلة صعبة أمس السبت أو تعرض لصدمة من أي نوعه، مؤكد أنه لم يكن مصدومًا كمورينيو، الذي تعرض لركلة في الأسنان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو يُشاهد لاعبيه يتحولون من مُجرد أصنام من الحجر لقطع من الشطرنج تتحرك بانسيابية وسلاسة دون تعقيد، اليونايتد لم يعتمد على الكرات الطولية ولم يُعاني في خلق الفرص، بالعكس، بدت صناعة الفرص في منتهى السهولة، عكس مأساة مورينيو، كان الفريق "يفتح عكة" لخلق فرصة واحدة مُحققة على مدار شوط كامل، وهذا في حد ذاته، أقوى انتصار للاعبين على مدربيهم السابق.


ماذا بعد إحراج مورينيو؟


واقعيًا، المباراة لا تُعتبر مقياسًا أو معايرًا للحُكم على تلميذ مورينيو النجيب في وقت مُبكر. غالبًا في عالم كرة القدم، عندما يأتي مدرب جديد لأي فريق، يأتي بطاقة ومعنويات جديدة، تنعكس على أداء اللاعبين ونتيجة أول مباراة، ومنطقيًا مواجهة كارديف في حد ذاتها، ليست بالاختبار الحقيقي لليونايتد. لذا التحدي والاختبار الحقيقي بالنسبة لبوجبا ومارسيال وأليكسيس سانشيز وبقية العصابة المُتهمة بالتُمرد على "المو"، هو الثبات على نفس المستوى، والنتائج، صحيح من المستحيل ضمان الفوز بالخمسة كل مباراة، لكن على الأقل الاستمرار في حصد النقاط وتقديم كرة قدم مُقنعة أمام المنافسين المباشرين.


صدق شيخ المدربين


يقول الأسطورة سير أليكس فيرجسون "الحظ لا يبتسم إلا للمجتهدين"، ولأن صاحب هدف الفوز بدوري الأبطال في ريمونتادا "كامب نو" أمام البايرن عام 1999، واحد من هؤلاء، فسيكون أمامه فرصة مشابهة لسانتياجو سولاري مع ريال مدريد، بخوض 3 مباريات متوسطة المستوى في أعياد الميلاد، سيفتتحها باستضافة هيدرسفيلد في يوم "البوكسينج"، وبعده بورنموث على نفس الملعب "أولد ترافورد"، ثم زيارة الجار الشمالي نيوكاسل يونايتد قبل الاصطدام بتوتنهام في الجولة التالية، في أول اختبار من الوزن الثقيل، وتخطي هذه العقبات بنفس الأداء، سيكون مؤشر على أن الفريق بإمكانه الخروج من معارك فبراير ومارس بأقل الخسائر، والأهم إنقاذ الفريق من براثن الضياع في الوقت المناسب.


انطباعات عن مانشستر سولسكاير


لمس كثير من مشجعي اليونايتد، شيء ما من رائحة مانشستر فيرجسون، والسبب بطبيعة الحال ليس تلميذه النرويجي فقط، بل أيضًا لعودة ساعده الأيمن مايك فيلان، فهو الآخر يعرف كل صغيرة وكبيرة داخل النادي، ووجوده من شأنه أن يُعيد شيء ما من الصرامة والحزم والسياسية التي كان يسير عليها الفريق مع فيرجسون، لكن بالنسبة لسولسكاير، فالانطباع الأول الذي تركه لدى المشاهد البسيط، أنه جاء ليُعيد كرة القدم المعروفة عن عملاق البريميرليج.

سولسكاير لم يتعامل مع نجوم اليونايتد سوى مرتين أو ثلاثة في حصص تدريبية جماعية، لكنه لم يتفلسف على الإطلاق، بالرسم التخطيطي لعب بنفس أسلوب مورينيو 4-3-3، مع الفارق شاسع في تعليمات ثلاثي الوسط والظهيرين، ماتيتش لعب كوسط دفاعي محور أمامه مظلوم حقبة مورينيو، الإسباني أندير هيريرا وبول بوجبا، بأدوار هجومية أكثر من الدفاعية، بالذات بوجبا، الذي كان لعب كصانع ألعاب أكثر من لاعب وسط، وبصمته الثانية وضحت في الهجوم، وتعليماته ظهرت في لا مركزية مارسيال وراشفورد ولينجارد في الثلث الأخير من الملعب، وهو ما فتح مساحات أمام بوجبا وهيريرا في العمق على حدود منطقة الجزاء، وفي الوقت ذاته، أجبر المنافس على اللعب في وسط ملعبه، لتظهر مهمة ليندلوف وجونز سهلة، للمرة الأولى يكون الدفاع في وضع مريح، وليس تحت الضغط حتى في أسهل المباريات، لكن السؤال الذي يفرض نفسه.. هل ستستمر الانتفاضة على طريقة سولاري مع الريال؟ أم هي مُجرد فقاعة المباراة الأولى؟ دعونا ننتظر.