أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى قيام تركيا بتجميع قواتها على الحدود مع سوريا بعد أن أعلن دونالد ترامب أن أنقرة ستتولى مسؤولية قتال ” داعش”.
وكان ترامب قد قال في تغريدة له على تويتر إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “أطلعني على نحو جيد كيف سيقضى على كل ما تبقى من داعش في سوريا.. هو رجل يستطيع القيام بذلك، بالإضافة إلى أن تركيا هي بلد مجاور”.
وقال (إبراهيم قالين)، المتحدث باسم أردوغان، يوم الإثنين، إن فريقا عسكرياً أمريكياً سيزور تركيا هذا الأسبوع لتنسيق عملية التسليم.
وأشار مسؤول كبير في إدارة ترامب للصحيفة، إلى أن الفكرة الأساسية تدور حول عملية تنسيق عال المستوى بين الجيش الأمريكي والجيش التركي. وقال إن جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي، قد تحدث مع نظيره التركي حول هذا الأمر، مضيفاً إلى أنه من المتوقع أن تستمر هذه المشاورات عبر سلسلة القيادة في كلا الجانبين.
وقال المسؤولون الأتراك إن الهدف الأبرز لتركيا سيكون تأمين منطقة عازلة بطول 32 كم على طول الحدود مع سوريا بدل من المغامرة بالدخول إلى عمق الأراضي السورية، مما يهدد بخطر المواجهة مع القوات الموالية لنظام الأسد أو القوات الروسية أو الإيرانية.
وبحسب الصحيفة، تواجه تركيا مشكلة العلاقات الحساسة والمهمة جداً مع روسيا الداعم الأساسي لنظام (الأسد) الذي أعلن أنه سيتسلم زمام الأمور في شمال شرق سوريا من “قسد” المدعومة من الولايات المتحدة.
وتعتبر سيطرة النظام على هذه المنطقة، أنه تمكن من استعادة سيطرته على كامل سوريا تقريباً بعد ما يقارب من ثماني سنوات من الحرب، بما في ذلك حقول النقط الضخمة التي تخضع للسيطرة الكردية.
وكانت روسيا وتركيا قد أبرمتا، في سبتمبر/أيلول، أتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب، بالإضافة إلى وجود مصالح متنامية بينهما خارج سوريا، في مجال التجارة والأمن. هذا يعني، بحسب الصحيفة، موقف محرجاً بالنسبة لتركيا. فإن لم تلتزم بملىء الفراغ بالكامل، مكان القوات الأمريكية، ستضع نفسها في موقف حرج أمام الولايات المتحدة. وإن قامت بذلك، ستخاطر بإغضاب روسيا، مما يعرض وقف إطلاق النار في إدلب للخطر، ويهدد بتفجير أعمال عنف في المدينة التي يسكنها مئات الألاف من المدنيين.
وقال أردوغان إن المساعدة التي ستقدمها تركيا مرتبطة بالدعم اللوجستي الأمريكي، بدون أن يحدد معنى ذلك. هذا يعني بحسب الصحيفة، أنه يعطي لتركيا مخرجاً بدون خلق حساسيات مع الولايات المتحدة فيما إذا أرادت تركيا عدم الالتزام بالمنطقة بشكل كامل.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية “إنه ترتيب معقول للغاية” وأضاف “سنعمل مع تركيا لتسليمها المسؤولية لإنهاء الجيب الصغير المتبقي من داعش. وسنقدم لهم المساعدة اللوجستية إذا احتاجوا ذلك”.
وترى الصحيفة إن اتفاق (ترامب – أردوغان) سيدفع بـ “قسد” للتحالف مع نظام (الأسد) لمواجهة تركيا.
وكان كلاً من جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي، و(بريت ماكغورك) المبعوث الأمريكي للتحالف الدولي، قد استقالاً هذا الأسبوع، احتجاجا على قرار (ترامب) من الانسحاب من سوريا.
كما وجهت لـترامب انتقادات عديدة بإن قرار كهذا من الممكن أن يسمح لـ “داعش” بإعادة تجميع صفوفه. وعلى الرغم من فقدان التنظيم معظم الأراضي التي يسيطر عليها إلا إنه لا يزال قادراً على مواصلة معاركه معتمداً في ذلك على حرب العصابات والخلايا النائمة.
ويقدر الجيش الأمريكي، عدد المقاتلين المنتمين لـ “داعش” في سوريا بحوالي 14,000 مقاتل، وذلك ضمن تقرير صدر في آب عن “المفتش العام” التابع لوزارة الدفاع والذي قدر أيضا وجود عدد مشابه للتنظيم في العراق.