متابعة -عراق برس-25كانون الاول / ديسمبر: حذرت صحيفة اسيوية، في تقرير لها نشرته الثلاثاء ، من استغلال تنظيم داعش، الانسحاب الأمريكي من سوريا، لترتيب أوراقه مرة أخرى، والقيام بعمليات مكثفة داخل الأراضي العراقية، والسورية، وعلى الشريط الحدودي بين البلدين.
وقالت صحيفة “ستريتس تايمز” في تقريرها، إنه “في أواخر الشهر الماضي انطلق رتل من مسلحي داعش وهم يستقلون عجلات مدرعة ودراجات نارية شاقين طريقهم شرقي سوريا لشن هجوم عنيف غير متوقع على قوات تدعمها الولايات المتحدة في دير الزور”.
وأضافت، أن المهاجمين سيطروا على قواعد عسكرية وقتلوا وأسروا العشرات من الجنود قبل أن يتم صدهم من قبل طائرات حربية أميركية”.
وتابعت، أنه “في اليوم التالي، وتحديداً في محافظة نينوى، قتلت عبوة ناسفة 4 أطفال بينما كانوا متجهين لمدرستهم في داخل باص”.
وذكرت الصحيفة، أن “مسؤولين عراقيين وصفوا الاحداث على أنها مأساوية ولكنها غير مفاجئة”، مبينة أن “محافظة نينوى نفسها كانت قد اعتادت ان تعايش ما يقارب 17 هجوماً مماثلاً خلال شهر، وذلك منذ إعلان العراق رسميا إلحاق الهزيمة بداعش”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “حدوث هجوم مثل الذي وقع في شرقي سوريا، وفي الموصل، يعزز رأياً يشترك به مسؤولون عسكريون وأمنيون أميركان على نطاق واسع، وكذلك حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وهو انه على الرغم من استمرار تقلص حجم الاراضي التي يسيطر عليها داعش، فإن التنظيم ما يزال يشكل قوة مميتة عبر مناطق واسعة في العراق وسوريا”.
ومضت الصحيفة بالقول: “يبدو أن المسلحين في بعض المناطق، بدأوا بالاستحواذ على موطئ قدمٍ لهم، وإعادة ترتيب صفوفهم كتنظيم وحشي، اعتاد على قتل قادة محليين وضباط شرطة وترويع السكان”.
ونلفت الصحيفة عن مستشار مجلس أمن إقليم كردستان، مسرور بارزاني، ما قاله في مقابلة، قبيل إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ، الاربعاء سحب قوات الولايات المتحدة من سوريا: “إنهم بدأوا بإعادة تنظيم أنفسهم واسترجاع نشاطهم. نراهم يعودون ابتداءً من سوريا الى الأنبار ثم الموصل”.
وبين بارزاني، أن “فكر داعش ما يزال باقياً هناك، والتنظيم مستمر باستقطاب عدد كبير من الأتباع”.
وأضافت الصحيفة: “بالنسبة لكثير من الخبراء الأمنيين، فإن التعبير الذي استخدمه الرئيس الاميركي بأن تنظيم داعش قد انتهى وهزم، هو ليس فقط غير صحيح، بل مضلل بشكل خطر أيضا”.
وأوضحت قائلة: “رغم انتكاساته، فإن التنظيم ما يزال يحتفظ بتواجد ضخم في العراق وسوريا بكادر من مسلحين ذوي تدريب عالٍ، يقدر عددهم بالآلاف، بضمنهم كثير لجأوا للاختباء بعد سقوط دولة الخلافة المزعومة”.
وأشارت إلى أن “الخلايا النائمة المنتشرة في عدة مناطق بالعراق، تقوم بشن حملة حرب عصابات حيث تزداد قوة ونفوذاً في ثلاث محافظات شمالية”.
ويقول خبراء ومسؤولون أمنيون، بحسب الصحيفة، إن “حدوث مغادرة مفاجئة لقوات أميركية من سوريا من شأنه أن يعجّل أكثر من عمليات التنظيم الإرهابية على جانبي الحدود العراقية السورية”.
ونبهت إلى أنه “بدون تواجد مهم للقوت الاميركية الذي يشتمل على منتسبين يقومون بجمع معلومات استخبارية وإعطاء إحداثيات للطائرات بتنفيذ ضربات جوية منطلقة من قواعد عمليات أمامية، فإن التنظيم قد يسترجع موطئ قدم له في سوريا ويوجه من هناك عمليات إرهابية داخل العراق، وربما أماكن أخرى في المنطقة وأبعد من ذلك”.
ونقلت الصحيفة ايضاً عن مايكل نايتس، وهو خبير بالشأن العسكري العراقي من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن “أحد المسببات الرئيسة وراء بروز داعش هي حرية التنظيم بالمناورة داخل سوريا. سوريا هو المكان الذي يحصل فيه التنظيم على صواريخ ومتفجرات، وهي أشياء لا يستطيع التنظيم الحصول عليها بسهولة في العراق. إذا تركنا المهمة في سوريا قبل اتمامها فسنرى بداية جديدة للتنظيم من جديد”.
مسؤولون استخباريون أميركان سابقون وحاليون يتفقون بالرأي على أن المعركة ضد داعش لم تنته بعد رغم حملة استمرت لأربع سنوات تم خلالها تحرير جميع الاراضي بنجاح سوى جيوب صغيرة ما يزال يتواجد التنظيم فيها، وفق تقرير الصحيفة، الذي أضاف أن “قياديين في تنظيم داعش تبجحوا باستعداداتهم لمرحلة جديدة من المعركة بعد انسحاب القوات الأميركية”.
وعبّر قيادي في داعش تحدث الأربعاء، عبر مواقع التواصل، عن شكوكه بانسحاب القوات الاميركية بشكل كامل من المنطقة.
وبحسب تقرير الصحيفة، فإن القيادي قال إن تنظيمه “سيغلب في النهاية”.
وزادت الصحيفة بالقول، إن المسلح الذي تحدث تحت كنية (أبو حمزة)، قال إن “إعلان ترامب عن سحب قوات ترك حتى أعضاء التنظيم في حيرة”.
وأضاف قائلا: “سيكون هناك دائما بقاء لعدد من القوات يشرفون عليهم. وربما تكون أيضا كطريقة من ترامب لحفظ ماء وجهه في النهاية”.انتهى (1)