قال مسؤولون أمنيون، إن المتمردين الحوثيين في اليمن سلموا السيطرة على الميناء الرئيسي في مدينة الحديدة، المطلة على البحر الأحمر، إلى قوات البحرية وخفر السواحل التابعة للحكومة.
وأضاف المسؤولين، أن نقل السيطرة، السبت، تم تنفيذه تحت إشراف مراقبي الأمم المتحدة، كجزء من اتفاق تم التوصل إليه في محادثات السلام في السويد في وقت سابق هذا الشهر.
ويعد تسليم الميناء الخطوة الأول في سلسلة من إجراءات بناء الثقة، التي تم الاتفاق عليها في السويد، والتي يمكن أن تمهد الطريق لتسوية سياسية للحرب اليمنية، الدائرة منذ أربع سنوات بين المتمردين الحوثيين الموالين لإيران والحكومة اليمنية.
ويسيطر المتمردون على معظم شمال اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء، في الوقت الذي تسيطر فيه الحكومة على مناطق واسعة في الجنوب، بما في ذلك مدينة عدن.
والتزم الطرفان بوقف إطلاق النار في الحديدة لأكثر من أسبوع، منهيين شهورا من القتال العنيف بين الجانبين للسيطرة على مدينة الحديدة.
ووصل فريق أممي بقيادة ضابط هولندي، الأسبوع الماضي، إلى المدينة لمراقبة وقف إطلاق النار، ويقود فريق الأمم المتحدة الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كاميرت.
نتصل نحو 70% من واردات اليمن من خلال مدينة الحديدة، ويهدف اتفاق السويد في جانب منه لتسهيل وصول إمدادات الإغاثة لانتشال اليمن من حافة المجاعة، وتسبب الصراع في مقتل عشرات الآلاف من اليمنيين، ودفع بالملايين إلى شفير الجوع، فيما وصفته الأمم المتحدة بأنها أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
كما اتفق الجانبان في السويد على تبادل أسرى الحرب في صفقة تضم الآلاف المحتجزين من الجانبين، لكن تنفيذ هذا الاتفاق لم يبدأ بعد وقد يواجه صعوبات.
ويؤكد المسؤولون الحكوميون، أن الحوثيين ينفون وجود ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص في سجونهم من إجمالي 8500 سجين تم تقديم أسمائهم إلى المتمردين.
وقال مسؤولون أمنيون، إن الحوثيين استغلوا سيطرتهم على الحديدة لتعيين مقاتليهم في كل من البحرية وخفر السواحل، الأمر الذي يشكل مصدر قلق كبير للجانب الحكومي، كما اتفق الجانبان على فتح “ممرات إنسانية” تمتد من الحديدة إلى صنعاء، للسماح بمرور إمدادات الإغاثة بسلام.
لكن الجانب الحكومي يشكو من أن الممرات المقترحة تم تلغيمها من قبل الحوثيين، ولم يصدر تعليق فوري من جانب المتمردين بشأن هذه الاتهامات.
وتوقع المسؤولون الأمنيون، أن يقوم الحوثيون خلال الأيام القليلة المقبلة بتسليم السيطرة على ميناءين آخرين شمال الحديدة -المحطة النفطية لرأس عيسى وساليف، اللذين يجري استخدامها لوصول إمدادات الإغاثة- بموجب اتفاق السويد، كما سيقوم الجانب الحكومي بإعادة نشر قواته خارج المناطق الشرقية من الحديدة كخطوة أولى.
وتحدث المسؤولون الأمنيون والحكوميون شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، لأنهم غير مخولين بالحديث إلى وسائل الإعلام.