كان قد هاجم احتفالات المسيحيين بأعياد الميلاد
استنكرت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في حكومة اقليم كوردستان ، تصريحات مهدي الصميدعي والذي يطرح نفسه على أنه «مفتي أهل السنة في العراق» بتحريم مشاركة المسيحيين احتفالاتهم بميلاد السيد المسيح عليه السلام وراس السنة الميلادية ، معتبرة اياها اصواتاً نشاز من هنا وهناك تطابق تماماً توجهات تنظيم داعش الارهابي .
وكان الصميدعي قد قال مؤخراً: «لا يجوز الاحتفال برأس السنة ولا التهنئة لها ولا المشاركة فيها»، في فتوى نشرها عبر الانترنت.
ومؤخراً وافق مجلس الوزراء العراقي على اعتبار 25 من ديسمبر/ كانون الاول من كل عام عطلة رسمية في جميع انحاء البلاد بمناسبة ميلاد السيد المسيح.
وهذه المرة الاولى التي تعلن فيها الحكومة العراقية عن عطلة تشمل جميع المواطنين بعدما كانت تقتصر على المسيحيين في البلاد منذ عقود، على عكس اقليم كوردستان الذي اقرها عطلة شاملة منذ سنوات عديدة.
وقالت الوزارة في بيان ، تلقت (باسنيوز) نسخة منه ان هناك اصواتاً نشاز ترتفع كل عام في هذا الوقت من هنا وهناك ، تهاجم المناسبات الدينية المسيحية ، بدل الدعوة للتعايش وقبول الآخر وذلك على الضد من روح ونص الدين الاسلامي الحنيف .
واعتبر البيان ان تصريحات الصميدعي الذي اتخذ شكل الفتوى " تتعارض مع مبادىء العقل والمنطق والتسامح الديني". مضيفاً " اننا في وزارة الاوقاف والشؤون الدينية ومن منطلق ايماننا العميق بالحريات الدينية ومبادىء التعايش السلمي بين الاديان وحماية السلم الاجتماعي وحقوق المكونات العرقية والدينية وبالاستناد الى التجربة العريقة الناجحة للتعايش السلمي للاديان في كوردستان والقوانين النافذة بهذا الصدد نستنكر بشدة تصريحات الشخص المذكور(الصميدعي)".
وتابعت الوزارة " هذه الآراء الخاطئة تشبه تماماً توجهات تنظيم داعش الارهابي"، مطالبة " باتخاذ الاجراءات القانونية ضده".
الشيخ مهدي الصميدعي مقرب من الحكومة وينتمي للمذهب السلفي من التيار الجامي الذي يحرم الخروج على الحاكم مهما كان توجهه العقائدي والسياسي.
وذكرت صفحة دار الإفتاء العراقية على "فيس بوك" أن الصميدعي قال "لا يجوز الاحتفال برأس السنة ولا التهنئة لها ولا المشاركة فيها".
وتعرض المسيحيون في العراق الى اعمال عنف منذ عام 2003، وآخرها عندما نزح عشرات الآلاف منهم بعدما استولى داعش على الموصل ومناطق سهل نينوى وحاول اجبارهم على اعتناق الاسلام بالقوة. وصادر التنظيم ممتلكاتهم ومقتنياتهم في معظم مناطقهم.
وقد توجه الغالبية العظمى منهم الى اقليم كوردستان الذي يعتبر ملاذاً للآلاف من المسيحيين منذ سنوات بعد فرارهم من العنف وبطش الارهاب في مدن العراق التي كانوا يتواجدون فيها ، خاصة الموصل وبغداد .
وبالاضافة للصميدعي ، أثارت تصريحات لرئيس الوقف الشيعي، علاء الموسوي، غضبًا شعبيًا واسعًا في العراق، بعد اتهامه المسيحيين بارتكاب جميع الرذائل في احتفالات ذكرى ميلاد السيد المسيح.
وطالب نشطاء عراقيون، على مواقع التواصل الاجتماعي، الجهات الحكومية بمحاسبة كل رجال الدين الذين يبثون الفرقة بين أفراد المجتمع العراقي.
وقال رئيس الوقف الشيعي، علاء الموسوي، في مقطع فيديو متداول إن المسيحيين يرتكبون جميع الرذائل في ذكرى مولد السيد المسيح ، وهذا لا يليق بنبي ، فيما أشار إلى أن بعض المسلمين بدأوا بالتأثر بهم والمشاركة في الحفلات الفاسدة.
وأضاف أن “احتفال المسيحيين بميلاد سيدنا عيسى غير صحيح؛ لأن ميلاد عيسى ليس في الأول من يناير/ كانون الثاني، وإنما في تاريخ آخر، لكن هذا ما أراد الملوك الوثنيون في روما تثبيته”.
وأردف قائلًا: إن “هناك مشكلة أخرى تكمن في كيفية الاحتفال، فهم لا يتركون رذيلة إلا ويرتكبونها من شرب الخمر والعربدة، وغير ذلك من فظائع في شرق الأرض وغربها”
وبيّن النشطاء أن كلام الموسوي “تحريض واضح ضد أبناء العراق من المكون المسيحي”، مؤكدين أنه “يدفع البعض إلى القيام بأعمال عنف ضد المحتفلين بأعياد رأس السنة أو ميلاد السيد المسيح”.