ظواهر 2018 | تكنولوجيا حكم الفيديو المساعد

آخر تحديث 2018-12-30 00:00:00 - المصدر: جول

بالرغم من أن العام الذي نستعد لتوديعه شهد العديد من الظواهر الغريبة والجديدة في عالم كرة القدم، من نوعية خروج ألمانيا من الدور الأول لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى من قبل الحرب العالمية الأولى، وظهور بطولة دوري الأمم الأوروبية، انتهاء هيمنة رونالدو وليو ميسي على جائزتي أفضل لاعب في العالم وأوروبا، إلا أن الظاهرة الأكثر تأثيرًا وانتشارًا هذا العام، هي تقنية (VAR) التي اًستخدمت بالفعل على نطاق أكبر وأوسع مما كان مُخطط له مع نهاية 2018.


مارس الخير


بإجماع مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، في جلسة مارس الماضي، تم التصويت على اعتماد تقنية حكم الفيديو المساعد، للمرة الأولى في نهائيات كأس العالم، صحيح الجدل لم ينته بنسبة 100%، لكن على الأقل، أضيفت نسبة لا بأس بها لتطبيق مبدأ العدالة في كرة القدم، لتقليل كوارث الأخطاء التحكيمية، التي كانت في الماضي القريب، تتسبب أحيانًا في تغير مسار بطولات ومباريات مصيرية.


نجاح الاستخدام الأول


ردت تقنية حكم الفيديو المساعد على كل المُشككين في نجاحها، بإعادة الحق لفرنسا أمام أستراليا في افتتاح دوري مجموعات المونديال، ومع بداية الشوط الثاني، لم ينتبه الحكم الأوروجوياني أندريس كونيا، أن المدافع جوشوا ريدسون، قام بعرقلة الأنيق أنطوان جريزمان، حتى أنه أشار باستمرار اللعب، قبل أن يتراجع عن قراره، بعد مشاهدة اللعبة والاستماع لنصيحة حكم الفيديو المُساعد، ليُشهر البطاقة الصفراء في وجه المدافع، ويمنح مهاجم الأتليتي ركلة الجزاء التي سجل منها هدف الديوك الأول، في المباراة التي انتهت بفوز أبطال العالم بنتيجة 2-1، وكانت أول استخدام عادل وصحيح في المونديال.


تجاوز التجربة الكارثية


باعتراف رئيس الفيفا ذو الأصول الإيطالية / السويسري الجنسية، فإن نسبة القرارات التحكيمية الصحيحة ارتفعت من 93% لـ 99% بعد استخدام تقنية (VAR)، لكن هذا لا يمنع أنها فشلت بامتياز في أماكن أخرى، أو بمعنى أخف وطأة على المُتلقي، لم تؤت ثمارها في العالم الآخر الموازي للقارة العجوز، والإشارة إلى كارثة مباراة ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا، التي كان بطلها الحكم الجزائري مهدي عبيد، بغياب التوفيق عنه على الأقل في قرار لقطة "قميص" وليد أزارو، مع ذلك، لم تؤثر هذه الحادثة على انتشار التقنية، بل العكس تمامًا ما حدث وسيحدث في المستقبل القريب، حيث ستُصبح عنصرًا رئيسيًا في جُل مسابقات كرة القدم الكبرى في غضون ربما أشهر قليلة.


أولى بشائر 2019


من الأشياء التي تدعو للتفاؤل نحو مستقبل أكثر نزاهة وعدالة في ملاعب الساحرة المُستديرة، بتفعيل دور تقنية حكم الفيديو المساعد، تراجع مؤسسات بحجم (اليويفا)، عن قرارها، بالإسراع في استخدام التقنية بداية من الأدوار الإقصائية لدوري أبطال أوروبا، رغم أنها كانت تُعارض الفكرة في البداية، وكان من المُفترض بعد تفكير طويل، أن يتم تطبيقها بداية من الموسم القادم، الأمر ينطبق كذلك على الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي أقرت جُل الأندية استخدام التقنية بداية من الموسم الجديد، لتٌصبح أمرًا واقعًا في الدوريات الأوروبية الكبرى، بعد المبادرة الإيطالية والألمانية الموسم الماضي، والتي استمرت بتطبيقها في الليجا والليج1 هذا الموسم.


ظاهرة في توقيت مثالي


كانت كرة القدم بأمس الحاجة، لتطوير يتماشى مع عصر التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، التي لا ينكر تأثيرها إلا من يعيش في عالم موازي لعالمنا، وبعد نجاح تجربة "عين الصقر"، التي قضت نهائيًا على مشاكل تجاوز الكرة خط المرمى، كان من الضروري أن يأخذ عالم كرة القدم الخطوة المُتبقية نحو طريق العدالة الصحيح، وهو مد الحكم (البشري)، بالتكنولوجيا لتوفير أقصى درجات العدالة، فقط الشيء الوحيد الذي لم يهضمه المشجعين حتى الآن، إفساد مُتعة اللعب، بالوقت الذي يستغرقه الحكم في مراجعة الفيديو، أحيانًا يزيد عن دقيقتين أو ثلاثة في حالات نادرة –بعيدًا عن حالة نهائي دوري الأبطال الأفريقي-، بالإضافة إلى عدم قدرة المشاهد على متابعة الخطأ في الإعادة مثل المشاهدين عبر الشاشات وحكم الفيديو.

وهذه المعضلة تجاوزتها إيطاليا بعرض الإعادة على شاشة الملعب، ومؤكد مع الوقت ستكون هناك المزيد من الاقتراحات لحل مشكلة تعطيل اللعب أثناء لجوء الحكم للتقنية، لكن بوجه عام، بنسبة تزيد عن 90%، انتهت مشكلة الأهداف المشكوك في صحتها بداعي التسلل واللقطات السريعة الصعبة على الحكم، أهمها القرارات المُتعلقة بركلات الجزاء سواء باحتسابها أو التراجع عنها بعد المشاهدة، وهي أشياء رغم غرابتها علينا كعشاق للعبة، لكن طالما أنها تهدف لتطبيق العدالة، فلا بأس بها لأن لا أحد يَقبل أو يُحب الظلم في كرة القدم، وعاشق الكرة الحقيقي يكره أن يفوز فريقه بقرار تحكيمي غير موفق.