أثار افتتاح مكتب للمعارضة البحرينية في بغداد ردود أفعال محلية وإقليمية مختلفة، فبعد غضب البحرين نفسها من هذه الخطوة واعتبرتها تدخلا بالشأن الداخلي، فقد وصفتها الإمارات بـ"السابقة الخطيرة"، مطالبة العراق باحترام سيادة الدول، فيما قال محلل عراقي إن هكذا أمور يتم تجاوزها بالإهمال.
وأقيمت، الأحد الماضي، احتفالية افتتاح "مكتب ائتلاف شباب 14 فبراير في البحرين" في بغداد، حضرها زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي الذي أدلى بتصريحات أثارت غضب السلطات البحرينية.
وقال الكاتب البحريني فريد أحمد حسن في مقال بصحيفة "الوطن" البحرينية، إن "ما حدث في بغداد، الاسبوع الماضي، يؤكد أن أمرا يدبر بليل، وأن هذا الأمر امتداد لأمر آخر كان قد دبر بليل سبق السنوات السبع الأخيرة".
وأضاف أن "إعلان تلك المجموعة عن فتح مكاتب سياسية لها في بيروت -وأكيد في بغداد وطهران- يؤكد أن هذه العواصم اشتركت في الذي جرى في فبراير 2011 في البحرين وأنها هي الداعم الأساس لتلك المجموعة، حيث القصة لا يمكن أخذها من باب توفر الحريات في تلك العواصم".
وأردف حسن: "بيروت يعني (حزب الله ونصرالله)، وبغداد يعني (الدولة والمالكي)، وطهران يعني (خامنئي وكل الملالي)، وكل هذا يعني أن لهذه العواصم مصالح تريد أن تحققها من خلال تلك المجموعة المصنفة كمجموعة إرهابية، ويعني أنها وفرت وتوفر لها كل احتياجاتها وكل ما تعتقد أنه يمكن أن يعينها على تحقيق أهداف المجموعة، وأهدافها".
إلى ذلك دعا وزير الدولة للشؤون الخارجي الإمارتي أنور قرقاش، العراق إلى احترام سيادة البحرين وعدم التدخل في الشأن السياسي الداخلي.
وقال قرقاش في تغريدة على "تويتر" أمس السبت إن "تأسيس مكتب (ائتلاف شباب 14 فبراير في البحرين) في بغداد مستنكر ويمثل سابقة خطيرة في التدخل في الشؤون الداخلية".
وأضاف: "نقف مع البحرين في رفضها لشرعنة الائتلاف والذي سعى عبر العنف لتقويض أمنها، قاعدة احترام السيادة ورفض التدخل في الشأن الداخلي أساسية في العمل العربي".
من جهته قال المحلل السياسي هشام الهاشمي في تصريح صحفي له اليوم 30 كانون الاول 2018 إن "هكذا أمور يتم تجاوزها بالإهمال، لأن المكتب لم يأخذ التصاريح الرسمية بعد، ووجوده حاليا هو كمنظمة لجمع التبرعات وإدارة الأمور الثقافية والسياحة الدينية".
وأضاف الهاشمي أنه "حتى هذه الساعة لم يأخذ المكتب شكل ما يعرف بمكاتب المعارضة السياسية أو ذات الطابع العنفي، ولا تزال التصاريح الرسمية لم تكتمل كونها منظمة، وذلك قد يستغرق من ثلاثة إلى ستة أشهر".
ورأى أنه "من المبكر إعلان المكتب أنه للمعارضة السياسية أو معارضة من نوع آخر في بغداد".
وبخصوص ما إذا كان وضع العراق الحالي يسمح لاستضافة معارضة سياسية خليجية، بين الهاشمي أن "فتح مكتب للمعارضين البحرينيين السياسيين في بغداد، سيساعد العراق بأن يكون وسيطا في تفاهمات بين البحرانيين".
وأوضح: "لو قبل العراق بوجود معارضة سياسية، فإنه يقبل بشرط أنه يكون الوسيط في تفاهمات وحوارات في حلحلة المشاكل البينية بين البحرينيين أنفسهم، وبين هذه الفئة من البحرينيين مع دول خليجية أخرى".