مصعب صلاح تابعوه على تويتر
بنهاية موسم 2007-2008 كان برشلونة يمر بأسوأ فتراته بعد تراجع مستوى النجوم وعلى رأسهم رونالدينيو والفشل بالتتويج بأي لقب لمدة موسمين متتالين كان أعظم إنجاز الوصول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ووصافة الليجا.
برشلونة يبحث عن المنقذ ليضع خوان لابورتا، رئيس النادي، جوزيه مورينيو خيارًا بارزًا لقيادة الفريق، فالبرتغالي سبق وعمل في كتالونيا وأنجب ابنه هناك كما أنّه معروف بقدرته على إعادة بناء الفرق كما فعل مع بورتو وتشيلسي في ذلك الوقت.
هنا طلب لابورتا نصيحة يوهان كرويف، الأب الروحي لبرشلونة، ليقرر الهولندي منح فرصة للشاب بيب جوارديولا ورفض انضمام جوزيه مورينيو لينتقل الأخير بعدها لإنتر ويؤسس البلوجرانا حقبة جديدة في التاريخ رفقة جوارديولا.
هذا الموقف كان فصلًا من العداء بين مورينيو وكرويف، فالأخير لم يؤمن بشيء قدر اقتناعه بأن المتعة قادرة على جلب البطولات والاهتمام بالنتائج وحدها ليس جوهر كرة القدم، بينما سبيشال وان رفع راية الجهة الأخرى راغبًا في إثبات قدرته على الفوز بالحرب.
أنا جوزيه مورينيو.. أنا آتي بعيوبي فقط!
البداية في برشلونة
مورينيو حاول دائمًا أنّ يحقق ما فشل فيه والده وأن يكون مدربًا ناجحًا بعد أن انتهت تجربته كلاعب مبكرًا دون أي انجاز يُذكر. درس وعمل وكافح حتى وصل لأن يعمل مترجمًا في برشلونة بنهاية التسعينات في القرن الماضي.
طموحه لم يتوقف عند ذلك، فطلب من السير بوبي روبسون أنّ يمنحه بعض المهام التدريبية، وبالفعل كان يقوم بتدريب الرديف في برشلونة واللاعبين الشباب متمسكًا بفلسفة كرويف الشهيرة وهو ما ذكره تشافي هيرنانديز في الفيلم الوثائقي "خذ الكرة، مرر الكرة".
لم يتجه برشلونة لمنحه أي دور آخر، وتعاقد بعد روبسون مع مدرب من المدرسة الهولندية يحظى بمباركة كرويف وهو لويس فان جال الذي حقق مع أياكس بطولة دوري أبطال أوروبا بصورة خيالية لتسير الأمور في منحنى آخر.
يبدو أنّ هذا القرار جعل سبيشال وان يصرها في نفسه ولم يبدها لهم، وربما أبداها بعد 2008 حينما أعلن الحرب بصورة واضحة على تلميذ كرويف وقرر الاستمرار في نهج الكرة الدفاعية لا لأي شيء سوى قتل مبادئ كرويف.
"أنا جوزيه مورينيو.. أنا لا آتي أصلاً"! (2)
بورتو برشلونة
في بداية مسيرة مورينيو مع بورتو كان يلعب بطريقة الضغط العالي ويطلب من اللاعبين استرجاع الكرة بسرعة والسيطرة والاستحواذ، كما أكد وقتها اللاعب نونو مانيش، وأكد لاعب آخر وهو كوستينيا الأمر بقوله إن جوزيه كان يطلب منهم باستمرار الالتزام بهوية الفريق وإجبار المنافس على تغيير خططه مهتمًا أكثر بالشق الهجومي.
مورينيو حاول أن يسير على خطى برشلونة كما تعلم في تدريبه للاماسيا ولكن بعد فترة قرر التراجع والتركيز على اللعب بصورة واقعية وتحقيق الفوز بأي طريقة دون الاهتمام بفلسفة اللعب، وكان وقتها عبقريًا في إدارة اللاعبين وفهمهم.
بعد النجاح مع بورتو والرحيل لتشيلسي ووصف نفسه بالرجل الاستثنائي وانتظار فرصة للعودة لبرشلونة لم تأت، صار هدفه الرئيسي أن يحقق البطولات بطريقة تناقض تمامًا فلسفة كرويف ولم ينسى أبدًا أن يذكر هذه الحرب في كل مرة يحمل بطولة.
إلى مورينيو الذي خذلني: وداعًا
يوهان يعرف أكثر
"مورينيو يحارب لأجل الانتقام لنفسه حتى لو جاء ذلك على حساب أساطير الأندية المختلفة، حينما تسوء الأمر يبدأ بتوجيه أصابع الاتهام لأي شخص سوى نفسه وهذه الأمور لا تنجح في كرة القدم ولذلك لا أعتقد أنّه سيحقق أي شيء استثنائي في المستقبل". – يوهان كرويف في 2013.
البرتغالي حقًا لا يفعل شيء سوى الانتقام لأجل نفسه، لإثبات نجاحه في محاربة فلسفة الكرة الشاملة واللعب التموضعي، ليستمتع بإنجاز إقصاء برشلونة من الأبطال في 2010 رغم أن الصاع رُد له في العام التالي، لكن ربما هذه أفضل نجاحاته على الإطلاق.
ربما لنفس السبب قرر مورينيو بعد التتويج بالبريميرليج في 2015 أن يهاجم بيب جوارديولا مدرب بايرن ميونخ وقتها مصرّحًا: "لست مثل آخرين أختار تدريب فريق في دوري أضمن تحقيقه بسهولة" وقبله وصف تحقيقه لقب الدوري الإسباني في 2012 أمام "أفضل فريق لبرشلونة" برصيد 100 نقطة أعظم إنجاز له، والسبب واضح حتى لو لم يذكره لأنه كان ضد تلامذة كرويف.
حرب مورينيو ربما لم تنته، لكن الرجل نفسه بعد أزمته الأخيرة في مانشستر يونايتد وصل إلى طريق معقد للغاية فربما يخسر كل شيء ويجد نفسه بعيدًا عن التدريب في الوقت الذي تعود فيه مدرسة كرويف لتحقق النجاحات في البريميرليج رفقة ساري في تشيلسي وجوارديولا في مانشستر سيتي وحتى بوتشيتينو وكلوب لا ينتميان لمدرسة البرتغالي.
مورينيو حاول أن يحارب فكرة فانقلبت الأمور عليه وصار الآن مذمومًا وفكرته مكروهة!