بصم السفاح الجزائري بغداد بونجاح، على عام ميلادي للتاريخ، بحصيلة تهديفية مُذهلة، أعادت إلى الأذهان زمن أسطورة إيران علي دائي، بتفوق محارب الصحراء، على كل نجوم العالم، في مقدمتهم ليو ميسي وكريستيانو رونالدو، في قائمة الأكثر تسجيلاً مع الفريق والمنتخب على مدار عام 2018.
أرقام مُخيفة
صحيح من الصعب مقارنة مستوى التنافس بين الدوري الإسباني والقطري، لكن هذا لا يمنع أن بونجاح، فعل أشياء نادرة ما تحدث في عالم كرة القدم، كما فعل في أول مباراتين في انطلاقة دوري نجوم قطر، أمام الخريطات والعربي، سجل 10 أهداف في المباراتين، بواقع هاتريك في اللقاء الافتتاحي وسبعة في اللقاء الثاني، والذي انتهى بنتيجة للتاريخ وصل قوامها لعشرة أهداف مقابل هدف.
هداف بغريزة القاتل
بعيدًا عن تصنيف المحترفين في القارة العجوز، فالنجم الجزائري المُحترف في صفوف السد القطري، تَصدر القائمة الأكثر تسجيلاً على مستوى العالم، بدك شباك منافسي الزعيم ومحاربي الصحراء في 59 منافسة طوال عام 2018، متفوقًا على صاحب الحذاء الذهبي لأفضل هدافين في دوريات أوروبا الكبرى ليو ميسي، بثمانية أهداف، وعلى صاروخ ماديرا، الذي توقف عند 49 هدفًا مع نهاية العام.
ماذا فعل بونجاح؟
بفضل أهدافه الـ29 التي سجلها في الاسابيع الماضية، يحتل فريقه السداوي الصدارة بفارق نقطتين عن أقرب مُطارديه الدحيل –بطل آخر عامين-، والجماهير هناك تَعول عليه كثيرًا، لمساعدة الفريق على استعادة لقب الدوري الغائب موسم 2012-2013.
أما على مستوى دوري الأبطال، فكان له دورًا كبيرًا في تأهل الفريق للدور نصف النهائي بفضل أهدافه الـ13، ناهيك عن شراكته الناجحة مع رياض محرز في هجوم المنتخب الجزائري، إذ سجل ستة أهداف من مشاركته في ثماني مباريات، ليُساهم في عودة الأمور إلى نصابها الصحيح بالنسبة لمنتخب بلاده الذي مر بكبوة في السنوات القليلة الماضية، والأهم أنه سام في وصول الجزائر لبطولة أمم أفريقيا 2019.
ماذا بعد
بعد هذا التألق الاستثنائي، كان لابد وحتمًا أن يفرض بونجاح نفسه على قائمة جول 25، للمرة الأولى بالنسبة له، بعد غيابه عن القائمة في النسخة الأولى لجائزتنا المُستحدثة، لكن ما يدعو للدهشة والاستغراب، أنه قبل يومين، فعل عكس ما صرح به في منتصف العام، تحديدًا في حواره مع شبكة "أونزي مونديال"، آنذاك كشف عن رغبته في اختبار قدراته كهداف في أعلى مستوى تنافسي في كرة القدم، بعد نجاحه الهائل على مستوى الاحترافي العربي سواء مع النجم الساحلي في الفترة بين عامي 2013 و2015 أو تجربته الصاروخية الحالية في الدوحة، لكن في نهاية ديسمبر، قام بتجديد عقده مع إدارة السد حتى عام 2014!
دعوة أمل
رغم موافقته على تجديد عقده قبل فتح الميركاتو الشتوي في أوروبا، إلا أن بعض الصحف البريطانية، ما زالت تتكهن حول مستقبله، بربط اسمه بليدز يونايتد، على اعتبار أن أصحاب "آيلاند روود"، سيعودون لطلبه مرة أخرى، بعد فشل المحاولة الصيفية الأولى، حتى أن صحيفة "ذا صن"، ألمحت إلى احتمال دخول ليستر سيتي وليدز في معركة حامية الوطيس، من أجل التوقيع معه مقابل 10 مليون جنيه إسترليني هذا الشتاء، فهل سيحدث ذلك؟ ليس مُستبعدًا أو مُستحيلاً.. لكن الشيء المؤكد أنه معنا هذه المرة في قائمة جول 25 عن جدارة واستحقاق.