واشنطن بوست: قادة الحوثيين في قصورهم واليمنيون جائعون في صنعاء

آخر تحديث 2019-01-03 00:00:00 - المصدر: قناة الغد

سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الضوء على أجواء الخوف والرعب الذي يعيشه سكان صنعاء، في ظل الحوثيين، مشيرة إلى أساليب الاعتقال والتعذيب والتغييب القسري.

ويستعيد المراسل سودارسان راجفان قصة المحامي محمد بامفتاح الذي ذهب عام 2015 إلى مكتب البريد لتلقي راتبه، فأوقفه مقاتل حوثي وطلب هويته التي أظهرت أن الرجل البالغ من العمر 55 عاماً من عدن حيث تعمل الحكومة المعترف بها دولياً، وكان هذا سبباً كافياً لاعتقاله. وقد أمضى ثلاث سنوات في السجن حيث تعرض لصعقات بالعصي الكهربائية.

وينقل الكاتب عن بامفتاح، وهو أب لثلاثة اولاد وأطلق الصيف الماضي في عملية تبادل سجناء، إنه علق في السقف من يديه لمدة ثلاث ساعات، وضرب بأسلاك كهربائية مغلفة بالمطاط، مضيفاً: “عانيت من ألم شديد لدرجة أغمي علي”.

حجم الانتهاكات

ويؤكد راجفان أن المتمردين الحوثيين عذبوا معارضيهم واعتقلوهم، مع حالات عدة من الاختفاء القسري، وأن وثائق ومقابلات مع سجناء سابقين وناشطين التقاهم الصحافي في صنعاء كشفت عن حجم انتهاكات الحوثيين.

ويلفت إلى أن الانتهاكات تثير مناخاً من الخوف والاستفزاز في العاصمة والمناطق التي يسيطر عليها المتمردون، مشيراً إلى أنه التقى 10 سجناء سابقين، وافق 3 منهم على الحديث بصراحة لأن عائلاتهم فرت من الشمال، أما من بقوا في العاصمة فيشكون في أنهم لا يزالون تحت رقابة الأجهزة الأمنية التابعة للحركة، فيما تردد بعض ضحايا القمع الحوثي في الحديث حتى من خلال الهاتف؛ خشية تنصت الأمن على المكالمات.

وبحسب التقرير، استهدف الحوثيون الناشطين، والصحفيين والمحامين، وأبناء الأقليات الدينية، ورجال الأعمال، وأي شخص اعتبروه تهديداً على حكمهم وأيديولوجيتهم، مشيراً إلى أن الحوثيين شنوا مداهمات ليلية على بيوت من عبروا عن نقد بسيط لحركتهم وضربوهم.

ملاحقات

وتنقل الصحيفة عن الباحثة في شؤون اليمن في منظمة “هيومان رايتس ووتش” كريستين بيكلر، قولها “لاحق الحوثيون طيفاً واسعاً من الناس الذين يرونهم تهديداً، أو معارضين سياسيين لهم”. وحذرت من مخاطر ملاحقتهم المجتمع المدني.

وينقل عن الناشطين ومحامي الحقوق المدنية، أن الأوضاع زادت سوءاً في عام 2017، بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وقد عززت الحركة اليوم قبضتها على معظم مناطق اليمن الشمالية، وتتحكم بملامح المجتمع كلها.

خوف

وينقل راجفان عن عبد الماجد صبرة، المحامي الذي دافع عن عدد من المعتقلين، بمن فيهم صحفيون، قوله “هناك خوف ينتشر في المدينة.. لا أحد يتجرأ على التعبير عن موقفه من الحوثيين في الأماكن العامة، وهذا هو الواقع”.

ووصف الناشط هشام العميسي قادة الحوثيين بأنهم يقودون سيارات فخمة، ويعيشون في القصور في العاصمة، لأن الحوثيين فرضوا الضريبة على التجار، واقتطعوا منها نسبة عالية لأنفسهم، وزعموا في الوقت ذاته أنه لا يمكنهم دفع الرواتب للموظفين المدنيين أو مساعدة ملايين الجوعى من اليمنيين.

إحباط وجوع

وينقل التقرير عن العميسي، قوله: “الناس محبطون… يقولون: نحن جوعى وموتى ولا رواتب لدينا، لكنهم يقودون سيارات (بورش) بـ200 ألف دولار، و(رينج روفر)“.

وكان العميسي غرد في أغسطس/آب 2017 متهماً الحوثيين بالفساد، فاعتقل في غضون ساعات، واتهم بالتجسس لصالح الأمريكيين و”غسل دماغ اليمنيين بالأفكار الأمريكية”. وسجن في زنزانة انفرادية لمدة ثلاثة أسابيع معصوب العينين، ثم بدأ يتعرض للتعذيب. ونقل العميسي مرات إلى غرفة يطلق عليها السجناء اسم “الورشة”، حيث تستخدم السكاكين وأدوات أخرى “لتقطيعك إلى قطع، فيعلقونك من الجدار ويضربونك“.

وتنقل الصحيفة عن العميسي، قوله: “لقد استخدموا السلاسل الحديدية وضربوني على ظهري وفخذيّ ورأسي”، ولم يسمح له بالذهاب إلى الحمام إلا مرة أو مرتين لدقيقتين كل أسبوع أو ثلاثة أسابيع، وأجبر على الاعتراف على شاشة قناتهم الرسمية بأنه جاسوس، لكنه رفض.

ويكشف التقرير أن ثلاثة معتقلين سابقين وصفوا أساليب أخرى للتعذيب، مثل تقييد المعتقل من يديه ورجليه على عمود حديدي، ثم تعريضه للنار كمن يشوى، وفي أحيان كان يرمى في الزنزانة ثعبان حي، مشيرا إلى أن الحوثيين استخدموا التعذيب النفسي.