تحليل| مانشستر سيتي وليفربول.. "الفوز لا يأتي من الأحلام"

آخر تحديث 2019-01-04 00:00:00 - المصدر: جول


أحمد أباظة    فيسبوك      تويتر

حقق مانشستر سيتي أغلى فوز هذا الموسم في البريميرليج، ليلحق بليفربول الخسارة الأولى هذا الموسم بالمسابقة، بهدفين مقابل هدف وحيد في قمة الأسبوع 21 على ملعب الاتحاد.

 

بينما أتت خيارات يورجن كلوب متوقعة ومنطقية باستثناء فابينيو الذي ترك موقعه لجوردان "أنا لا أعلم ماذا أفعل في الملعب" هندرسون، جاءت خيارات بيب جوارديولا غير مطمئنة بشكل أو بآخر..

إن كان لابورت هو الخيار المنتظر لسد أزمة الظهير الأيسر أمام يمين ليفربول، وإن كان برناردو وديفيد سيلفا مؤكدين في غياب دي بروين، فإن دانيلو الذي حل فجأة بدلاً من كايل ووكر كان مصدراً للرعب كونه لا يشارك كثيراً وكون الصورة الراسخة عنه هي فترته المأساوية مع ريال مدريد، ولكنه خالف تلك التوقعات قدر الإمكان.

على عكس مباراة أنفيلد في الدور الأول للبريميرليج، أتت الشوط الأول في كنسخة مطابقة لمواجهات جوارديولا وكلوب خاصةً في سيتي وليفربول، الأزرق يهاجم ويضغط من الأمام بفاعلية قليلة، والأحمر ينتظر المرتدة ويتدرج في الضغط شيئاً فشيئاً وفقاً للحالة على أرض الملعب.

بالفعل كان ليفربول على وشك تحقيق الاستفادة القصوى من تلك الوضعية المريحة والمعتادة، فأثناء تراص لاعبيه المثالي لسد كل المنافذ الممكنة أمام مانشستر سيتي، وبالفعل كاد ساديو ماني أن ينهي الأمور بكرة ارتطمت بالعارضة، وكاد جون ستونز أن يدخل تاريخ الأزرق السماوي من أسوأ الأبواب حين شتتها لترتطم بإيدرسون، إلا أنه نجح في انتزاعها في كسر الثانية الأخير حرفياً، حين كان آخر ما تبقى من محيط الكرة على وشك اجتياز الخط.

عاش أرنولد يوماً مزعجاً في مواجهة ساني، وقدم فينالدوم المساندة في مواجهته هو وديفيد سيلفا أيضاً، ولكن الجبهة الأكثر أمناً بوجود لابورت كانت بالتالي أنشط مما اضطر ميلنر للمساندة بتلك الجهة مرات عدة.على الجانب الآخر كان روبرتسون وميلنر يقضيان وقتاً أقل صعوبة أمام سترلينج، الرجل الذي خسر جميع محاولاته للمراوغة في الشوط الأول (صفر من أربعة).

فيرجيل فان دايك، الإسهاب هنا ليس ضرورة حتى لا نقع تحت طائلة الحسد، ولكن يكفي أن الجميع يعلم ماذا يمكن أن يحدث في مباراة كتلك والكثير من المباريات الأخرى لو لم يكن موجوداً.. الهولندي العبقري في التمركز ناهيك عن قدراته البدنية المميزة، برع في أداء دوره ودور الكرواتي المجاور له، نعم هذا الذي وقف يشاهد أجويرو وهو يقتنص هدفه الصاعق من أضيق ثقب ممكن.

مع انطلاق الشوط الثاني تغيرت المعادلة، انتفض ليفربول بحثاً عن التعوبض، وحل فابينيو بدلاً من ميلنر لتقديم دعماً ضرورياً، وبالفعل كان ليفربول وكان قريباً بفضل خروج عجيب من إيدرسون أنقذه كومباني بأعجوبة، حتى أتت التعادل أخيراً في الدقيقة 64، حين أفسد روبرتسون مباراة دانيلو الجيدة وسرقه ليهدي الكرة إلى فيرمينو أمام المرمى الخالي.

في تلك اللحظة تحرك جوارديولا بسحب ديفيد سيلفا بعد مباراة متواضعة، وانتفض سيتي وكأنه لم يعُد يملك ما يخسره، وكأن فارق 7 نقاط هو نفسه فارق 10، لا بديل عن الفوز في تلك الليلة، وأخيراً أخرج سترلينج أول لقطة جيدة في 72 دقيقة، وكالعادة كل شيء يفعله سيتي يحدث في شارع أرنولد.. وصلت الكرة إلى ساني وبإنهاء مثالي من الألماني سكنت الشباك.

هنا هدأ سيتي وتراجع لتأمين الغنائم، بينما لجأ كلوب لبطل موقعة يونايتد شيردان شاكيري الذي حل على حساب ماني المتراجع بدوره بدنياً. تبدلت المواقع فصار ليفربول هو من يقاتل لأجل الحياة، وبدأ سيتي يستفيد من المرتدات، فمثلاً هنا نجح سترلينج أخيراً بمراوغة روبرتسون في ثمانينات المباراة ليمهد فرصة قتل المباراة لأجويرو ولكن أليسون نجح في انتزاعها من الأخير بصعوبة بالغة.

في الدقائق الأخيرة تحرك بيب للمرة الثانية بتغيير متأخر بنزول دبابته كايل ووكر بدلاً من لابورت، ليشغل الأول موقعه الأصلي وينتقل دانيلو إلى اليسار، بينما أتى دانييل ستوريدج بدلاً من جورجينو فينالدوم في تغيير الـ"كل شيء أو لا شيء"، أخيراً وفي مخاوف تتعلق بالمخزون البدني، حل نيكولاس أوتامندي بدلاً من فينسنت كومباني.

كانت موقعة مقعدة للغاية كعادة مواجهات الرجلين، إلا أنه في النهاية لم يكُن الفوز مُقدَّراً للفريق الأفضل بالضرورة، بل للفريق الأكثر توفيقاً ودقة وتركيزاً أمام المرمى، فهذا ما أنصف حسابات بيب أخيراً، وهو نفسه ما خذل كلوب شر خذلان في مباراة كان اعتماده الأول خلالها يرتكز على قتل السيتيزينز ارتداداً.

عادت الحياة للمنافسة وتجددت الآمال، لأن حلم ليفربول الرومانسي بتحقيق اللقب الغائب لا يكفي بحد ذاته، ولأن الكرة كما تنصفك أحياناً فهي تخذلك في أحيان أخرى، وفي تلك الليلة كان إنهاء الريدز وغياب التوفيق هما أكبر الخونة.