ذكرت صحيفة الاخبار اللبنانية المقربة من طهران، الأربعاء، ان الزيارات الأخيرة لرئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض إلى أربيل ودمشق وأنقرة، كشفت الاستراتيجية العراقية المقبلة إزاء ملف الحدود مع سوريا، وهذه الاستراتيجية لها اتجاهان "سياسي وعسكري".
وقالت الصحيفة في تقرير لها، اليوم، 9 كانون الثاني 2019، إن "الزيارات الأخيرة التي قام بها فالح الفياض إلى كل من دمشق وأنقرة وأربيل، تحمل إشارات متعددة إلى الاستراتيجية العراقية المقبلة إزاء ملف الحدود مع سوريا"، مبينا أنها تتحرك في اتجاهين: الأول "عسكري أمني" يقوم على تعزيز التنسيق تمهيدا لعملية مشتركة كبيرة، والثاني "سياسي اجتماعي" يقترح استنساخ تجربة الحشد العشائري العراقي في منطقة شرق الفرات.
وأضافت أن "الحراك الحالي على خط بغداد ـــ دمشق يبدو أكثر ارتباطا بمرحلة ما بعد داعش، وهنا تبرز اللقاءات التي عقدها مستشار الأمن الوطني فالح الفياض، على مدى الأسبوعين الماضيين، مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، ووزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات التركيين خلوصي أكار وحقان فيدان في أنقرة، ومن ثم زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني في أربيل".
وأوضحت أن هذه الزيارات أرادت منها بغداد، وفق مصادر حكومية، "تأكيد دورها في صياغة الحلول إزاء مشكلات المنطقة، خصوصا أنها جاءت بعد زيارة بعيدة من الأضواء إلى طهران، وإبراز محاولة الجانب العراقي بلورة موقف واضح يعكس سياسة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الوسطية إزاء التطورات المتسارعة".
من جهتها، أفادت مصادر مطلعة على جولة الفياض، ان "زياراته استهدفت فرض حضور بغداد كلاعب إقليمي في لحظة إعادة رسم المشهد في المنطقة، خصوصا أن ملامح انتهاء الحرب السورية قد بدأت، وهذا يفرض على الجميع العودة إلى دمشق".
وبحسب معلومات الصحيفة، فإن اللقاء بين الفياض والأسد، والذي نتج منه منح العراق الإذن بالشروع في عمليات ضد داعش داخل الأراضي السورية، تطرق إلى مرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي، وتهيئة الأرضية للإمساك بها في المرحلة المقبلة.
وفيما يتعلق باللقاءات الأمنية في أنقرة، بين مصدر مطلع أن "الأتراك يريدون منطقة صغيرة، ويتخوفون من مقاومة ضدهم يشترك فيها السوريون والكرد والعراقيون بغطاء إيراني وعدم رضا روسي، وعليه سيكتفون بحزام أمني محصور في المناطق الكردية، والقريبة من المثلث الحدودي (التركي، العراقي، السوري) لتأمين أي تهديد من منطقة سنجار".
وأشارت الصحيفة إلى ان "اجتماعات اللجنة الرباعية (روسيا، إيران، العراق، سوريا)، نشطت مؤخرا بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرار الانسحاب من سوريا، وخلصت إلى جملة قرارات تستهدف ملء الفراغ الناجم عن الانسحاب الأمريكي، اولها الإمساك بالأراضي المستعادة في العراق وسوريا، وتعزيز نقاط انتشار القوات على خطوط التماس، إضافة إلى القواطع الخلفية، والبدء، في المرحلة الأولى، بعمليات تنظيف على الجانبين".
وبينت الصحيفة في تقريرها أن "الاجتماع الرباعي خلص ايضا الى إطلاق عملية مشتركة كبيرة (في المرحلة الثانية) بين القوات العراقية من جهة، والقوات السورية وحلفائها من جهة أخرى، من محيط المثلث الحدودي (العراق سوريا الأردن) جنوبا، إلى القائم (العراق) والبوكمال (سوريا) شمالا، على أن تدخل القوات العراقية مسافة كيلومترات داخل العمق السوري، وبتنسيق مع دمشق، ويتم إنشاء خط تماس جديد، من شأنه منع عمليات تسلل مسلحي داعش، أو إغارتهم على أي من النقاط الحدودية هناك".
وختمت بالقول إن "هذه الخطة، التي تستهدف القضاء على 3500 مسلح وفق التقدير العراقي و1500 مسلح وفق التقدير السوري، وستكون منسقة بشكل كبير"، فيما أشارت إلى أن "الأمر مرهون ببعض الترتيبات اللوجستية، لأن الإطباق على المسلحين في ذلك الجيب سيكون مشتركا".