لماذا تفضل الأندية صفقات الإعارة في يناير؟

آخر تحديث 2019-01-12 00:00:00 - المصدر: جول

يُلاحظ منذ استحداث نظام الانتقالات الشتوية للاعبين في منتصف الموسم بقرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم في بداية الألفية الجديدة، وتحديدًا منذ شتاء 2003، أن ما يزيد عن 80% من الصفقات يناير تتم على سبيل الإعارة، والقليل منها يكون ببند الاحتفاظ بحق دائم، والأقل تتم بعقد بيع وشراء نهائي.


إحصائية تعكس السبب


من أصل 178 صفقة إعارة تمت في البريميرليج في ميركاتو شتاء 2018، لم تتم سوى 37 فقط للنهاية، أي بانتقال دائم، وهذا يعكس الهدف الرئيس من النافذة الشتوية، التي عادة ما تلجأ إليها الأندية التي واجهت كوارث في النصف الأول، بخسارة لاعب أو اثنين من الركائز الأساسية لإصابات طويلة الأجل، مثل حالة مدافع آرسنال هولدينج، الذي سيضطر أوناي إيمري لشراء بديل له، ولو باستعارة لاعب لنهاية الموسم.


فارق كبير


أغلب المدربين يُفضلون التعاقدات الصيفية، كونها تُعطي الوافد الجديد فترة كافية للانسجام والتفاهم مع زملائه الجُدد، يكفي أنه يقضي معهم شهر وربما أكثر في معسكر الاستعداد للموسم الجديد، ويُشارك كذلك في مباريات ودية، ليكون على أهبة الاستعداد للظهور مع بداية الموسم كما ولو أنه من أبناء النادي، وهذه السياسة، تُعّد الأكثر شيوعًا وانتشارًا في عالم كرة القدم.

العكس بالنسبة للصفقات الشتوية، أحيانًا يأتي اللاعب يوم السبت ويُشارك مع الفريق الأول في اليوم التالي، على غرار ما حدث مع أحدث صفقات ريال مدريد إبراهيم دياز القادم من مانشستر سيتي، فنظرًا لحاجة سانتياجو سولاري للاعب في وسط الملعب لإصابة لورينتي وعدم جاهزية توريس وكاسيميرو، اُضطر للدفع بصاحب الـ19 عامًا أمام ليجانيس في مواجهة ذهاب دور الـ16 لكأس ملك إسبانيا.


تاريخ مُحبط


بسبب ضيق الوقت وعدم حصول اللاعبين على وقت كافٍ للتأقلم على حياتهم الجديدة، خصوصًا هؤلاء الذين ينتقلون من بلد إلى بلد، مثل صفقة البرازيلي فيليب كوتينيو، الذي انتقل من أجواء ليفربول الباردة إلى كاتلونيا الحارة نوعًا ما، مُغيرًا الثقافة والطبيعة والحال التي اعتاد عليها في بلاد الضباب، ليجد نفسه تحت ضغط اللعب على الفوز في كل مباراة، وضرورة تقديم التمريرات الحاسمة والتسجيل دائمًا، ومن سوء طالعه، تعرض لإصابة في منتصف الطريق، على إثرها غاب لفترة ليست قصيرة، وإلى وقتنا هذا يُكافح لاستعادة ولو جزء بسيط من مستواه الذي كان عليه تحت قيادة يورجن كلوب.

ما أكثر الصفقات الشتوية الفاشلة، تقريبًا كل عام لا ينجح إلا صفقات تُعد على رؤوس أصابع اليد الواحدة، يكفي أن السنوات الأخيرة، شهدت نماذج قليلة جدًا تألقت وتركت بصمة في الشتاء، مثل لويس سواريز، كوتينيو، فان دايك مع ليفربول، وأمثلة أخرى قليلة مثل باتريس إيفرا من موناكو إلى مانشستر يونايتد يناير 2006، تياجو سيلفا من فلومينينسي لميلان يناير 2009 وصفقات أخرى نكاد لا نتذكرها، عكس الصفقات الشتوية الفاشلة، التي واحدة منها، ثاني أغلى صفقة في التاريخ، والإشارة لصفقة كوتينيو، وكذلك الصفقة التبادلية المشؤومة بين المان يونايتد وآرسنال باستبدال هنريخ مخيتاريان وأليكسيس سانشيز، وعشرات بل مئات الصفقات "المضروبة" بمصطلح كرة القدم.


هل تؤثر قيود الفيفا على إعارات الشتاء؟


صحيح الاتحاد الدولي لكرة القدم يعتزم وضع قيود للحد من تجارة الأندية باللاعبين الشباب، في مقدمتهم تشيلسي، يوفنتوس وبقية الأندية التي تملك جيش من اللاعبين المُعارين في الخارج، تزيد أعدادهم عن 40 لاعبًا، وفي الغالب، ستُجبر الأندية على إعارة من 6 لـ8 لاعبين بحد أقصى طوال العام، لكن نظام الإعارة الشتوية لن يتأثر بأي حال من الأحوال، خاصة بعد تعديل نظام اليويفا، بالسماح للأندية المشاركة في إقصائيات دوري الأبطال، بإضافة 3 لاعبين جُدد حتى لو سبق لهم المشاركة في نفس المسابقة مع فريق آخر، وهو تعديل جوهري في اللوائح ستظهر نتائجه في المستقبل، وسيُزيد من أهمية النافذة الشتوية في السنوات القادمة.

ويبقى السبب الرئيس لتفضيل المدربين والأندية لخيار الإعارة أكثر من الشراء في يناير، لأن أغلب الصفقات تكون لأسباب طارئة، كما أشرنا أعلاه، يكون المدرب بحاجة لسد ثغرة في مركز مُعين أو لتعويض لاعب مصاب، والسبب الأخير هو الأكثر شيوعًا، لكن بالنسبة للأندية التي تمتلك جيشًا من المُعارين، فتتعامل مع السوق الشتوي، على أنه موسم حصد ملايين اليوروهات، بإرسال الشباب إلى فرق أخرى، يُشترط أن تلعب بصفة أساسية، لتكتسب الخبرة اللازمة، قبل بيعها بمبالغ ضخمة، وهؤلاء فقط من سيتضررون من قيود الفيفا، بينما نشاط الإعارة الشتوية، سيبقى أكثر انتشارًا من نظام البيع النهائي في هذا التوقيت الحساس من العام، ليس فقط لعقلية أغلب المدربين الذين يُفضلون عدم المغامرة بدفع أموال باهظة في الشتاء، والرأي العام عمومًا ينظر إليها باعتباره فترة نشاط نظام الإعارات.