اكتسب مدرب ليفربول يورجن كلوب، سمعة لا بأس بها، في تطوير لاعبيه الجُدد عمومًا مثل محمد صلاح وساديو ماني، والمواهب الشابة الصاعدة بوجه خاص، بعد ظهور بصمته على أكثر من لاعب شاب، نجح في تحويلهم من مُجرد لاعبين جيدين لطاقات متفجرة على غرار ما فعله مع الظهير الأيسر الاسكتلندي أندرو روبرتسون والظهير الأيمن ألكسندر أرنولد.
الاكتشاف الجديد
أعطى كلوب الفرصة لعديد من اللاعبين الشباب في الفترة التحضيرية قبل بدء الموسم، مثل وودبيرن، رافائيل كاماتشو، دومينيك سولانكي وكذلك الرائع كورتس جونز، المتوقع له مستقبل كبير في النادي، لكن في مباراة منتصف الأسبوع التي خسرها أمام ولفرهامبتون بنتيجة 1-2، وعلى إثرها ودّع أعرق بطولات الأرض –كأس الاتحاد الإنجليزي-، أعطى الفرصة لأهم اكتشافاته القادمة، وربما يكون لاحقًا اكتشاف 2019.
فان دايك الجديد
قادت الصدفة المدرب الألماني لإشراك أصغر لاعب في تاريخ النادي كي جانا – هوفر، أمام الذئاب بعد تعرض المدافع الكرواتي ديان لوفرين لإصابة عضلية في أول 5 دقائق، بسيناريو كربوني لما حدث مع ألكسندر أرنولد بعد إصابة ناثانيل كلاين، أعطاه الفرصة ليُعبر عن نفسه، فانفجر كرويًا في غضون فترة قصيرة.
جوارديولا زامل ايضًا كارلوس بويول في برشلونة قبل أن يقوم بتدريبه لاحقًا ✔️ pic.twitter.com/0wXKcGThMC — جول العربي - Goal (@GoalAR) January 11, 2019
كذلك الشاب الهولندي البالغ من العمر 16 عامًا، هو الآخر خاض مباراته الأولى بكل ثقة وجرأة، ومن شاهده للمرة الأولى، ربما تفاجأ أن عمره لم يتجاوز الـ17 ربيعًا، ليس فقط لبنيته الجسدية القوية ولا لطول الفارع، بل لأسلوبه المشابه لمواطنه فان دايك، خصوصًا في التحامه مع المدافعين سواء لافتكاك الكرة في الحوارات الأرضية أو ألعاب الهواء.
مُختلف عن رفاقه
رغم أنه ليفربول جلبه من أياكس الصيف الماضي، كلاعب ناشئ من المفترض أن يقتصر دوره مع فريق تحت 16عامًا وأحيانًا تحت 18 عامًا، إلا أن مستواه المُتميز والمُختلف عن بقية زملائه في هذه المرحلة العمرية، جعله يفرض نفسه على فريق الرديف تحت 23 عامًا، خاصة بعد مساهمته في الفوز على عدو المدينة إيفرتون على أرضه "الجوديسون بارك"، في أول ظهور له مع فريق ليفربول الثاني، وآنذاك قال مدربه نيل كريتشيلي عنه "تقييمه في المباراة لا يُصدق. بعمر 16 عامًا ويملك موهبة كهذه؟ إنه لأمر لا يُصدق".
متعدد الاستخدام
أحد أبناء أكاديمية العظماء أياكس. فطبيعي أن يكون لاعب متعدد الاستخدام، وهذا يظهر بوضوح في قدرته على اللعب كظهير أيمن بنفس إجادته لمركزه المُفضل في قلب الدفاع، حتى مع فريق تحت 23 عامًا، يلعب باستمرار في مركز الظهير الأيمن، بينما كلوب اعتمد عليه في مركز قلب الدفاع، والمُثير للانتباه أنه ليس من السهل مراوغته في موقف لاعب ضد لاعب، أولاً لسرعته الفائقة، ثانيًا لشدة تركيزه وإصراره على قطع الكرة بدون ارتكاب خطأ، غير أنه تظهر عليه علامات النضوج، بقراءة أفكار المنافسين، كما فعل أمام الذئاب، بقطع أكثر من كرة، كادت تُسفر عن انفرادات صريحة مع سيمون مينيوليه.
سؤال أخير
والسؤال الآن .. هل سيُكافئه كلوب على إجادته في مباراة الكأس رغم الخسارة ويُشركه أمام برايتون في أول ظهور له على مستوى البريميرليج؟ لمّ لا والفرصة شبه مثالية في ظل الإصابات التي تعصف بمدافعي الفريق في الوقت الراهن، من يدري قد يتألق بشدة ويُجبر كلوب على صرف النظر عن فكرة ضم مدافع جديد لحل معضلة النقص العددي الحاد في مركز قلب الدفاع.