الوطني الكوردي السوري المعارض : محادثات PYD مع النظام أحادية الجانب .. لسنا معنيين بها

آخر تحديث 2019-01-12 00:00:00 - المصدر: باسنيوز

ندعم الحلول التي تتوافق عليه الأطراف الدولية والإقليمية

أثارت تصريحات نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وإمكانية «الحوار» مع الكورد(حزب الاتحاد الديمقراطي PYD) انقساماً بين الجماعات السياسية الكوردية السورية . إذ رحّبت حركة المجتمع الديمقراطي (TEVDEM)، أبرز الكيانات السياسية التي تدير الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا (يشكل PYD واجهتها) ، بالخطوة، في وقت شدد فيه المجلس الوطني الكوردي السوري المعارض (ENKS، أن المحادثات أحادية الجانب، وليسوا معنيين بنتائجها، وحمّلوا دمشق مسؤولية الخيار العسكري منذ بداية الأزمة.

وكان آزاد برازي عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية (الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية) اعتبر في تصريح لـ(باسنيوز) حديث نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ، الاربعاء الماضي ، الذي كان قد عبر فيها عن تفاؤله إزاء الحوار مع إدارة PYD ورغبتها في اتفاق سياسي مع دمشق ، «إيجابية» من حيث المبدأ ، فيما اردف بالاشارة الى أنها "تحتاج إلى ترجمة عملية" ، مطالبا النظام بـ"التعامل مع الواقع وفق سياقاته".

برازي ، اضاف بالقول أن « اللقاءات الأولية أو التحضيرية تحتاج لعدم العلنية ، فلا معلومات دقيقة ، و لا شيء رسمي حتى الآن» .

المقداد كان قد قال ايضاً  ان «التجارب السابقة (مع إدارة PYD) لم تكن مشجعة، ولكن الآن أصبحت الأمور في خواتيمها». مضيفاً «وإذا كان بعض الكورد (في إشارة إلى PYD) يدعي أنه جزء لا يتجزأ من الدولة السورية ومن شعب سوريا فهذه هي الظروف المواتية. لذلك أنا أشعر دائما بالتفاؤل» .

بدوره عبد الكريم عمر، رئيس مكتب العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بشمال شرقي سوريا، وصف ايضاً تصريحات المقداد بأنها «إيجابية»، وقال: «كل ما نتمناه أن يكونوا جديين هذه المرة، والكرة في ملعبهم وملعب الوسيط الروسي»، واعتبر أن الإدارة الذاتية من طرفها جدية بالحوار، وقال: «حافظنا على وحدة الأراضي السورية وأمن واستقرار المنطقة. نحن نسعى لإجراء التغيير الديمقراطي، وبناء سوريا جديدة لا مركزية، ووطن مشترك لكل مكوناته».

وحمّل عبد الكريم عمر مسؤولية فشل اللقاءات السابقة، للنظام، وقال: «لم نلتمس جدية منهم، ولم يكونوا مستعدين لأي حوار سياسي، آنذاك كانوا يفكرون بذهنية ما قبل 2011. وهذا لا يمكن قبوله».
وعَقَدَ ممثلو «مجلس سوريا الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن ، مع مسؤولين أمنيين من النظام السوري محادثات رسمية منتصف العام الماضي بطلب من الأخير.
وأجرى وفد من الإدارة الذاتية محادثات رسمية مع مسؤولي الخارجية الروسية في موسكو، نهاية العام الماضي ، وطلبوا التوسط لدى دمشق وقدّموا خريطة طريق للحل . إذ يحثّ PYD الذين أزعجهم قرار واشنطن بالانسحاب من سوريا ، روسيا وحليفتها دمشق على إرسال قوات لحماية الحدود من تهديدات متكررة لتركيا ، التي تعتبر «وحدات حماية الشعب» الكوردية امتداداً لحزب العمال الكوردستاني PKK التي تعتبره انقرة "ارهابياً) وتهديداً لأمنها القومي.

اما القيادي الكوردي سليمان أوسو - رئيس حزب «يكيتي» الكوردستاني ، والأخير يعد حزباً مؤسساً للمجلس الوطني الكوردي السوري «المعارض» المُعلن نهاية 2011، وينضوي تحت جناح الائتلاف السوري المعارض – فقد اعتبر حوارات حزب «الاتحاد الديمقراطي السوري PYD» مع النظام ، «عبارة عن تنسيق أحادي الجانب، لسنا معنيين بنتائجه». ونقل تقرير لصحيفة «الشرق الأوسط»عنه القول: «اخترنا طريق المفاوضات الشاق ضمن أطر المعارضة السورية برعاية أممية ، وكان لممثلينا في المعارضة الدور الأبرز في ترجيح التصويت بالذهاب إلى جنيف 2». وحمّل النظام الحاكم مسؤولية تعطيل اللجنة الدستورية وفشل مهام مبعوثي الأمم المتحدة لحل الأزمة السورية، وأضاف: «النظام يراهن على الخيار العسكري وعودة أجهزته الأمنية وفكره الشمولي إلى كامل الجغرافيا السورية».

ويبدو أن تركيز قيادة PYD  ينصب على إجراء محادثات مع دمشق عبر حليفتها موسكو، وأسوأ ما تخشاه هذه القيادة تكرار الهجوم التركي الذي دفع السكان الكورد ووحدات الحماية للخروج من مدينة عفرين (شمال غربي سوريا) في شهر مارس/ آذار العام الفائت.

وتابع سليمان أوسو كلامه ، قائلاً : "قرار الانسحاب الأميركي المفاجئ من شرق الفرات أربك الجميع ، الأتراك والروس حتى الأوروبيين ، بمن فيهم حلفاؤهم ، حزب الاتحاد الديمقراطي PYD" ، رافضاً تكرار تجربة عفرين، وقال: «نرفض أي تدخل في مناطقنا، كما ندعم الحلول التي تتوافق عليه الأطراف الدولية والإقليمية، وإقامة نظام حكم اتحادي تعددي يشارك فيه الجميع».

وقد تجنبت الوحدات الكوردية السورية إلى حد بعيد الصراع المباشر مع القوات الموالية للأسد خلال الحرب الدائرة منذ 8 سنوات ، وفي بعض الأحيان كانت تقاتل خصوماً مشتركين كـتنظيم «داعش» المتطرف.

لكن عمر، شدد على أنهم عقدوا محادثات مع النظام نهاية 2016 عندما كانت القوات الحكومية لا تسيطر سوى على 20 في المائة : «يومها كنا مع الحوار، وعقدنا اجتماعاً معهم بقاعدة حميميم الروسية، وفي منتصف العام الماضي، وبمبادرة من (مجلس سوريا الديمقراطية)، طلبنا الحوار مع النظام السوري دون شروط»، مشدداً أنهم يعولون على الحوار السوري - السوري للخروج من الأزمة: «مشروعنا سوري، ولا يهدد وحدة سوريا، نحن جزء من المجتمع السوري، وما نسعى إليه هو بناء سوريا جديدة ديمقراطية لا مركزية».

ويرى أوسو أن المجلس الوطني الكوردي يؤمن منذ بداية الأزمة السورية بالحل السياسي: «نرفض العنف وعسكرة المجتمع، وهو خيار استراتيجي لنا، لا شك أن رؤية المعارضة تجاه قضية الشعب الكوردي ما زالت قاصرة، وما زال البعض متأثراً بالأفكار الشوفينية، ولا يرقى للمستوى المطلوب»، وقال: «يبقى التفاعل مع أطر المعارضة هو الخيار الأفضل لنا لتدويل قضيتنا وكسب مزيد من المؤيدين ووضع حد لمأساة الشعب السوري».

بدورها شددت روسيا، امس الجمعة، على ضرورة بدء «حوار» بين حزب الاتحاد الديمقراطي PYD والنظام السوري في ضوء عزم الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها من سوريا.

وقالت ماريا زخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية للصحفيين، إنه «يتعين نقل السيطرة في الأراضي التي كانت تنتشر بها القوات الأمريكية إلى الحكومة السورية».

معتبرة أنه «في هذا الشأن، يكون لبدء حوار بين PYD ودمشق أهمية خاصة». وأردفت، بالقول: «برغم كل شيء، الكورد جزء لا يتجزأ من المجتمع السوري».

وكان مسؤول في الإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD في شمال شرق سوريا ، أكد أن مفاوضات مجلس سوريا الديمقراطية ( الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية) مع النظام السوري والروس والإيرانيين أجبرت واشنطن على التراجع عن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا واتخاذ موقف جدي ضد التهديدات التركية ، وفق قوله .

المصدر الذي رفض الكشف عن هويته كونه غير مخول بالتصريح ، كان قد قال ، الاربعاء الماضي ، لـ(باسنيوز) : « إن هدف مفاوضات مجلس سوريا الديمقراطية مع النظام والروس والإيرانيين هو إجبار الولايات المتحدة الأمريكية على التراجع عن موقفها ووضع حد للتهديدات التركية باحتلال شمال سوريا الواقعة تحت سيطرة الوحدات الكوردية».

موضحاً « لأن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض رفضا قاطعا سيطرة النظام والإيرانيين والروس على شمال شرق سوريا لأسباب محلية وإقليمية ولن تسمح بعودة النظام إلى منبج أو مدن شرق الفرات».